أسامة مهدي: أعلنت السلطات الايرانية الثلاثاء عن فتح معبريها الحدوديين مع اقليم كردستان العراق، فيما نفت حكومة الاقليم التوصل الى أي اتفاق مع الحكومة الاتحادية على تسليمها معابر الاقليم كليا، مشددة على ان ادارتها يجب ان تكون مشاركة بين الطرفين.

وفي تصريح القى بظلال من الشك على قرب انفراج الازمة بين بغداد وأربيل، فقد اكد سفين دزيي المتحدث الرسمي باسم حكومة‌ اقليم كردستان الثلاثاء عدم التوصل لأي اتفاق على تسليم المنافذ الحدودية بالكامل الى الحكومة الاتحادية مشدداً على انها يجب ان تدار بشكل مشترك.

واضاف في تصريح صحافي نقلته وكالاات انباء كردية وتابعته "إيلاف": "لم يرد لا في القانون ولا في التعليمات التطرق الى مسألة تسليم المنافذ وانما هناك ادارة مشتركة لهذه المنافذ بين حكومتي بغداد واربيل"، منوهًا الى ان اقليم كردستان سبق وان اعلن مرارا استعداده للعمل المشترك في هذا الصدد.

وجاء تصريح المتحدث الكردي ردا على ما اعلنه المستشار الاعلامي في رئاسة الحكومة العراقية احسان الشمري في وقت سابق اليوم عن صدور عدة قرارات في ما يتعلق بحل الازمة مع اقليم كردستان من بينها استلام المنافذ الحدودية الدولية للاقليم مع تركيا وايران.

واشار الشمري الى "تشكيل لجنة عليا لتنظيم عمل المنافذ البرية والكمارك والمطارات"، موضحًا ان "اللجنة وضعت اوراق عمل وفق الدستور والصلاحيات الاتحادية للحكومة وهي بانتظار وفد الاقليم الحكومي الفني".

وكشف الشمري على صفحته الرسمية في فايسبوك أن القرارات تتضمن ايضًا تشكيل لجنة لتدقيق أسماء منتسبي القطاعين التعليمي والصحي والمؤسسات الاخرى في حكومة الإقليم ودعوة المنتسبين الاتحاديين في الإقليم للحضور إلى بغداد والاجتماع بهم كل حسب وزارته، مؤكدا ان "الاستفتاء أصبح من الماضي"، في اشارة الى الاستفتاء على الانفصال الذي نظمته السلطات الكردية في 25 سبتمبر الماضي واثار معارضة داخلية وخارجية قادت الى اتخاذ الحكومة العراقية اجراءات عقابية ضد الاقليم، فيما اغلقت تركيا وايران معابرها الحدودية معه.

ايران تعيد فتح معبريها

ومن جهته، أعلن المدیر العام للشؤون الحدودیة فی وزارة الداخلیة الایرانیة اليوم عن أعادة افتتاح معبري تمرجین في محافظة كرمانشاه وبرویزخان في محافظة اذربایجان الغربیة مع كردستان العراق.

وقال شهریار حیدري في تصريح لوكالة "ايرنا" الايرانية اطلعت عليه "إيلاف" ان معبري برویزخان وتمرجین قد افتتحا الیوم بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ومجلس الأمن في البلاد والمشاورات الدبلوماسیة وبين بعض الاجهزة الأمنیة بین الحكومتین الایرانیة والعراقیة.

وسبق للقنصلیة الإیرانیة في أربیل ان أعلنت عن إعادة فتح منفذي تمرجین في بیرانشهر وبرویز خان في قصر شیرین الحدودیین مع أربیل والسلیمانیة شمال العراق اللذین تم إغلاقهما في اكتوبر الماضي بناء على طلب رسمي من الحكومة العراقیة اعتبارا من الیوم الثلاثاء. 

وأضافت القنصلیة أنه سیتم إجراء التبادلات التجاریة علي هذه الحدود فضلاً عن تنقل المسافرين.

ولاقليم كردستان عدة منافذ حدودية رسمية مع إيران، وهي برويزخان وباشماخ والحاج عمران، إضافة إلى منافذ كيلي وسيرانبن وطويلة وهي منافذ شبه رسمية، فيما للاقليم ايضا منفذ واحد مع تركيا هو معبر إبراهيم الخليل إلى جانب منفذ فيشخابور مع سوريا.

وتأثر الإقليم كثيرًا من الناحية اقتصادية بسبب إغلاق المعابر مع إيران وتقليص التبادل التجاري مع تركيا إلى مستويات كبيرة وقدرت خسائر الإقليم المترتبة جراء ذلك بأكثر من ملياري دولار خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأعلنت الرئاسة العراقية امس الاثنين عن تطورات وتحركات وصفت بالايجابية بخصوص ملف استئناف الحوار بين بغداد وإقليم كردستان العراق قريباً، مؤكدة أن الرئاسات الثلاث في العراق ستعقد الأسبوع المقبل اجتماعاً لمناقشة مسألة الانتخابات والحوار بين أربيل وبغداد.