برلين: يستأنف المحافظون بقيادة المستشارة انغيلا ميركل الأربعاء محادثاتهم مع ثاني أكبر حزب في ألمانيا سعيا إلى الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه محاولات تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات. 

وفي أول اجتماع من نوعه لهذا العام، تجري ميركل وحليفها البافاري هورست سيهوفر مشاورات مع رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي (يسار وسط) مارتن شولتز.

ويأمل الطرفان بوضع أسس أسبوع من المحادثات التي ستبدأ الأحد وقد تفضي في حال تجاوزت جميع الأطراف خلافاتها السياسية الأساسية وأزمة عدم الثقة بينها إلى حكومة "ائتلاف موسع" بحلول مارس أو أبريل. 

لكن محاولات إعادة احياء التحالف الذي يدير حاليا أكبر اقتصاد أوروبي بحكومة تصريف أعمال تعقدت هذا الأسبوع عندما أعلن حزب سيهوفر، الاتحاد المسيحي الاجتماعي، سلسلة من المواقف المتشددة المناقضة لمطالب الحزب الاشتراكي الديموقراطي. 

ودعا حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي الذي يحاول استعادة الأصوات من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد قبل الانتخابات المقبلة هذا العام في ولاية بافاريا إلى خفض المساعدات التي تقدمها الدولة إلى طالبي اللجوء. 

وقال كبير المفاوضين عن الحزب اليكساندر دوبرنت إن "ألمانيا لا ترغب بأن تكون عاملا جاذبا للاجئين من كل أنحاء العالم بعد الآن"، في إشارة إلى تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد منذ العام 2015. 

ويسعى الحزب الذي يرى نفسه القوة التي تمثل التيار الرئيسي للمحافظين في البلاد إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي ويرفض طلب الحزب الاشتراكي الديموقراطي بإصلاح سياسة التعليم. 

ورغم فوزها في الانتخابات التي جرت في 24 سبتمبر، إلا أن ميركل التي حافظت على منصبها لـ12 عاما لم تنجح في الحصول على غالبية واضحة وتكافح مذاك من أجل تشكيل ائتلاف جديد. 

وفي خطاب ألقته الأحد بمناسبة حلول العام الجديد، حثت ميركل جميع الأطراف على العمل سريعا من أجل تشكيل حكومة مستقرة جديدة محذرة من أن "العالم لا ينتظر ألمانيا". 

وتضاءلت آمالها في الحكم لولاية رابعة حتى العام 2021 عندما انهارت المحادثات الأولية الهادفة إلى تشكيل تحالف مع حزبين أصغر هما الديموقراطيون الأحرار والخضر في نوفمبر. 

وتعمل حاليا على إعادة إحياء تحالفها القائم مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي. لكن الحزب الممثل تقليديا للعمال بدا مترددا في التحالف مع ميركل بعد النتائج المخيبة التي حققها في الانتخابات الأخيرة. 

وسيتعين على شولتز في المحادثات المقبلة الاثبات لحزبه أن الحكومة الجديدة بقيادة ميركل ستتبنى بعض سياسات الاشتراكي الديموقراطي الرئيسية بدءا بمساعدة الطبقة العاملة وصولا إلى تعزيز الاندماج الأوروبي. 

ولا تزال هناك عقبات أساسية، لعل أبرزها في 21 يناير عندما سيقرر 600 ممثل للاشتراكي الديموقراطي بشأن إن كان الحزب سيواصل المحادثات الرسمية المرتبطة بتشكيل ائتلاف.

وسيصوت أعضاء الحزب على مسألة تشكيل ائتلاف موسع ويرجح أن تؤدي نتيجة "لا" إلى انتخابات جديدة.