واشنطن: بدأ الكونغرس الاميركي الاربعاء جلساته في 2018 في حين يتعين عليه حث الخطى وسط مهلة اسبوعين للرئيس دونالد ترمب للتوصل الى اتفاق بين الجمهوريين والديموقراطيين يسمح بتفادي شلل الحكومة وعمليات ترحيل جماعية لابناء مهاجرين لم تُسوَ أوضاعهم.

وبدأت جلسات العام الجديد مع اداء اثنين من الديموقراطيين القسم عضوين جديدين في مجلس الشيوخ، مما ضيق هامش الفارق في المجلس الذي يتمتع فيه الجمهوريون بغالبية ضئيلة، فيما تتكثف المناقشات حول مسائل بالغة الاهمية.

وعلى رأس جدول الاعمال تمويل الحكومة الفدرالية بحلول مهلة 19 شيناير، بعد عدم تمكن المشرعين من التوصل الى اتفاق دائم بشأن الموازنة في كانون الاول/ديسمبر.

وعدم التوصل الى اتفاق سيؤدي الى إغلاق الادارات الفدرالية، وهو ما ستكون عواقبه مكلفة للجمهوريين -- الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس والبيت الابيض -- قبل بضعة أشهر على الانتخابات النصفية في نوفمبر.

أظهر الديموقراطيون في 2017 ان حملاتهم الشعبية تحقق نجاحا في ولايات مترددة ومناطق محسوبة تقليديا للجمهوريين.

ومع تراجع نسبة التأييد لترمب، ينظرون الى عام 2018 كفرصة ممتازة لاستعادة الاغلبية ان كان في مجلس الشيوخ او مجلس النواب -- او في المجلسين.

ومع قرب انتهاء مهلة الموازنة، فإن الزعماء الاربعة الكبار في الكونغرس - ديموقراطيان وجمهوريان -- سيسعون مع طاقم البيت الابيض الاربعاء في الكابيتول (مقر الكونغرس) لتحديد سقف في الموازنة للانفاق العسكري والداخلي للفترة المتبقية من السنة المالية 2018.

وفي مذكرة الى زملائها الديموقراطيين الثلاثاء، قالت زعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي انها ستسعى مع عضو مجلس الشيوخ البارز تشاك شومر لتجنب "اغلاق كارثي" للمؤسسات الحكومية.

لكنها اكدت انهما سيدفعان بقوة لتحقيق التساوي بين سقفي الانفاق العسكري وغير العسكري، والعمل على تمويل العديد من الاولويات الاخرى ومنها اغاثة لبورتوريكو التي اجتاحها اعصار مدمر.

وقالت بيلوسي "نحارب من اجل تمويل مكافحة ازمة الافيونيات، ولقدامى المحاربين ورواتب التقاعد والاغاثة من الكوارث والمعاهد الوطنية للصحة، وبرنامج التأمين الصحي للاطفال ومراكز الصحة المحلية".

دعم للديموقراطيين

من المسائل الاخرى البالغة الاهمية في كانون الثاني/يناير اصلاح قانون الهجرة. فمن المتوقع ان يناقش مجلس الشيوخ مشروع قانون لتسوية اوضاع مئات الاف المهاجرين الذين لا يحملون اوراق إقامة قانونية ووصلوا الولايات المتحدة وهم اطفال.

وقال ترمب في سبتمبر انه سيلغي البرنامج المعروف اختصارا ب"داكا" الذي يؤمن الحماية لاطفال المهاجرين، لكنه ارجأ ذلك ليعطي للكونغرس ستة اشهر للتوصل الى حل دائم.

والمح ترمب الثلاثاء الى معركة مرتقبة.

وكتب على تويتر "الديموقراطيون لا يفعلون شيئا من اجل داكا -- لا يهمهم سوى السياسة" مضيفا ان الناخبين من اصول اسبانية "سينزعجون" من الديموقراطيين وسيتحولون الى الجمهوريين للحصول على نتائج بشأن الهجرة.

والتطورات الجديدة في مجلس الشيوخ قد تقوي موقف الديموقراطيين في المناقشات وتصعب على ترمب الدفع بأجندته التشريعية الى الكونغرس.

فاز دوغ جونز في انتخابات فرعية الشهر الماضي في الاباما بمقعد طالما شغله جمهوريون، فيما تم تعيين تينا سميث مكان الديموقراطي آل فرانكن الذي استقال وسط اتهامات بسلوك جنسي غير لائق.

وأدى الاثنان القسم الاربعاء أمام نائب الرئيس مايك بنس في مجلس الشيوخ الذي ينعقد ظهرا.

ويكتسي انضمام سميث اهمية كونه يرفع عدد عضوات مجلس الشيوخ إلى 22 وهو الأعلى تاريخيا.

ولا يغير فوز جونز ميزان القوى في المجلس الذي يضم 100 مقعد، لكنه يضيق هامش غالبية الجمهوريين الى 51-49.

حقق جونز، الناشط المدافع عن حقق الانسان وحديث العهد بالسياسة، فوزا على المسيحي المحافظ روي مور، القاضي السابق في الاباما وسط اتهامات بسلوك جنسي غير لائق، لا سيما التحرش بمراهقة قبل عدة سنوات.