القاهرة: يحتفل المصريون الاقباط الارثوذكس مساء السبت بعيد الميلاد في ظل اجراءات أمنية مشددة بعد عام شهد اعتداءات دامية ضد اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط.

ومنذ أكثر من عام كان الاقباط، الذين يعد رأس كنيستهم البابا تواضروس الثاني داعما وفيا لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، هدفا لاعتداءات عدة خصوصا ضد الكنائس أوقعت اكثر من مئة قتيل.

وتجري احتفالات عيد الميلاد في ظل إجراءات أمنية واضحة حول الكنائس الرئيسية في القاهرة التي أحيطت بأحزمة أمنية من كل الجهات.

وقال أسقف المنيا مكاريوس لوكالة فرانس برس "هذا العام لن نكف عن مساندة الدولة والرئيس وعن لعب دورنا الوطني، ولكن نأمل ان يجد المسؤولون وسيلة للحد من الاعتداءات".

ويبقى التهديد كبيرا: فقد تسبب اعتداء نفذه الاسبوع الماضي جهادي مسلح ضد كنيسة في جنوب القاهرة الى مقتل ثمانية أقباط.

وتندرج الاعتداءات الاخيرة التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ضمن دائرة العنف التي بدأت في العام 2013 عقب إطاحة الجيش للرئيس الاسلامي محمد مرسي، والتي بدأت بعدها موجة هجمات جهادية خصوصا في شمال سيناء.

 واوقعت هذه الهجمات مئات القتلى من قوات الجيش والشرطة. كما يشكل الاقباط هدفا ثابتا للجهاديين. 

وبدأت سلسلة الاعتداءات في كانون الاول/ديسمبر 2016 عندما استهدف تفجير انتحاري كنيسة مجاورة لمقر كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في العباسية في القاهرة، وأدى الى سقوط 29 قتيلا.

مواجهات

وتحت تهديد متطرفين، اضطرت عشرات من الاسر القبطية الى الفرار من شمال سيناء في شباط/فبراير.

في ابريل، أسفر هجومان آخران على كنيستين في الاسكندرية وطنطا عن مقتل 45 شخصا.

في مايو، قتل 28 شخصا على الاقل بينهم العديد من الاطفال في هجوم على حافلة كانت تقل حجاجا مسيحيين في طريقهم الى أحد الاديرة بالمنيا (على بعد 200 كيلومتر جنوب القاهرة).

ويشكل الاقباط قرابة 10% من ال 96 مليون مصري وهم يقيمون في مناطق مختلفة من البلاد. ولكن تمثيلهم ضعيف في الحكومة ويقولون انهم مهمشون.

وقام السيسي بمبادرات انفتاح متكررة على الاقباط، وهو يشارك في احتفالاتهم الرئيسية الى جوار البابا تواضروس الثاني.

والسبت المقبل، سيقام قداس عيد الميلاد في اكبر كاتدرائية في البلاد، تلك التي شيدت حديثا في العاصمة الادارية الجديدة على بعد قرابة 45 كيلومترا من القاهرة.

وفي نهاية 2016، أصدر السيسي القانون الخاص ببناء وترميم الكنائس الذي اعتبره الاقباط خطوة متقدمة.

وكان العديد من الكنائس شيد بدون الحصول على تصريح إداري. وتسبب تشييدها أحيانا بوقوع مواجهات طائفية.

وفي نهاية ديسمبر، هاجم مئات من الاشخاص كنيسة بنيت بشكل غير قانوني في بلدة أطفيح على بعد قرابة 100 كيلومتر من القاهرة، ما ادى الى إصابة العديد من الاشخاص بجروح.

ويرى الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية اسحق ابراهيم انه بعد الهجمات الجهادية، "فإن الملف الاهم (بالنسبة للاقباط) هو التوتر والعنف المرتبطان بممارسة الاقباط لعباداتهم".

ويشير الى إغلاق المزيد من المنشآت الدينية التي كان يتردد عليها الاقباط منذ سنوات خلال السنة الفائتة.