نصر المجالي: متناسية قوانين الحريات وحرية التعبير، وخصوصا في الدول الديموقراطية الغربية، طالبت إيران، المؤسسة العليا المشرفة على بريطانيا بالتدخل ومعاقبة وسائل الاعلام والبث المرئي والمسموع في بريطانيا باتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف فبركة الاخبار من قبل بعض وسائل الاعلام الناطقة بالفارسية وتشجيعها المحتجين في ايران على الفوضى والشغب.

واعلن مصدر مطلع في السفارة الايرانية في لندن ان السفارة ارسلت رسالة الى المؤسسة العليا (اوفكوم) طالبت فيها ونظرا الى قيام بعض وسائل الاعلام الناطقة بالفارسية الموجودة في المملكة بانتهاك القانون الداخلي البريطاني والقوانين الدولية بشكل صارخ ومحاولاتها خلال الايام الاخيرة تحريض المحتجين في ايران على الشغب والاشتباك المسلح. 

كما طالبت فيها بضرورة ان تتخذ (اوفكوم) الاجراءات اللازمة لوقف فبركة الاخبار وتزييفها من قبل وسائل الاعلام المذكوره بهدف حماية الاعلام المهني .

ويشار إلى أنه منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران، فإن وسائل الإعلام البريطانية بشكل عام وليس "الخدمة الفارسية" في بي بي سي أو خلافها تتابع عن كثب تلك التطورات كحدث إقليمي وعالمي له تداعياته الت تستحق المتابعة بعمق.

سجل فقير 

وترى الصحافة ووسائل الإعلام البريطانية ونظيرتها العالمية أن لديها سجلا فقيرا فيما يتعلق بنقل الاحتجاجات والانتفاضات في الشرق الأوسط منذ عام 2011، حيث "صور الكفاح الشعبي المركب المتعدد الجوانب على أنه معركة بسيطة بين الشر والخير"، حسب تقرير لصحيفة آي الصادرة عن (إنديبندانت).

ويقول تقرير الصحيفة، اليوم السبت، إن إيران تزعم أن قوات الأمن تمكنت من إخماد المظاهرات أو أن المظاهرات خمدت من تلقاء نفسها، ولكن يوجد ما يشير إلى أن المظاهرات ما زالت مستمرة ولكن على نطاق أقل.

ويضيف أن الشعارات التي رددت في المظاهرات والمقابلات القليلة التي أجريت مع بعض المظاهرين تشير إلى أن المظاهرات كانت مدفوعة بالفقر والبطالة وارتفاع الأسعار وانخاض الدعم على المواد الغذائية والوقود إضافة إلى الغضب من فساد وجشع النخبة الحاكمة.

خطأ تام

ويقول التقرير إن تذكر الخطأ التام في تكهن ما سيؤول إليه حال الربيع العربي يجب أن تجعل وسائل الإعلام الأجنبية أكثر حذرا في نقل المظاهرات في إيران التي بدأت في مشهد يوم 28 ديسمبر وانتشرت سريعا.

ويضيف أن الكثير من المعلقين يهونون من تأثير الاحتجاجات ويصفونها بأنها من غير المرجح أن تؤدي إلى تأثير طويل المدي في إيران على أساس أنها تفتقر إلى التنظيم وإلى هدف موحد أو بلا زعامة واضحة، ولكن الصحفيين عادة ما يهولون من أهمية وجود هدف موحد أو من ضرورة وجود قادة للمظاهرات يمكن إجراء مقابلات معهم أو اقتباس ما يقولون.

ويختم باتريك كوبرن كاتب التقرير قائلا: إن افتقار المظاهرات إلى التنظيم وتوزعها الجغرافي يشيران إلى أنها مظاهرات حقيقية تعرب عن غضب حقيقي. ويضيف أنه إذا كانت المظاهرات من تنظيم المخابرات الأمريكية والاسرائيلية بتمويل سعودي، كما قال مسؤولون إيرانيون، لكان الصحفيون يتعاملون مع عميلة علاقات عامة مرتبة وواضحة.