القدس: منعت الشرطة الفلسطينية محتجين على بيع عقارات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية من اعتراض موكب بطريرك القدس للروم الارثوذكس في بيت لحم التي قصدها السبت للاحتفال بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي.

وتدافع متظاهرون مع قوات الامن الفلسطينية التي كانت تحمل الهراوات وضربوا سيارات الشرطة المرافقة بقبضاتهم، لكن موكب البطريرك ثيوفيلوس الثالث عبر بسلام في سيارته السوداء الى كنيسة المهد لاحياء احتفالات الميلاد.

وقال سلامة شاهين، احد النشطاء في حركة الشبيبة الارثوذكسية لوكالة فرانس برس "اليوم نقف هنا لمنع دخول الخائن ثيوفيلوس".
اضاف "لا نريد هذا الرجل. يجب ان يمثل هذا الرجل امام المحكمة لأنه خان الوطن وخان الكنيسة وخان كل مبادئ الانسانية".

وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" ان ثيوفيلوس انضم الى الزعماء الروحيين للكنائس السريانية والقبطية في الكنيسة القديمة حيث ولد المسيح بحسب المعتقدات الدينية. وقال مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة فرانس برس ان الرئيس سيحضر قداس منتصف الليل الذي سيترأسه ثيوفيلوس، وسيقدم إليه مجسما لكنيسة القيامة كهدية بالمناسبة.

ودعت بلديات بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا وجميعها في الضفة الغربية الى مقاطعة الاحتفالات وسط تقارير عن موافقة بطريرك القدس للروم الارثوذكس على عمليات مثيرة لجدل تتعلق ببيع أوقاف للكنيسة، وخصوصا في القدس الشرقية، الى مجموعات تساعد الاستيطان الاسرائيلي هناك.

وكان رؤساء البلديات تلك قد دعوا المواطنين الى عدم المشاركة، لكن لم يتضح بعد ما اذا كانت اعداد الحضور اقل بكثير عما في اليوم السابق او تاثير الامطار الغزيرة. وذكرت "وفا" على موقعها بالانكليزية ان عددا من المدعوين الرسميين كانوا في الكنيسة لاستقبال البطريرك ثيوفيلوس.

وذكرت الوكالة انه "كان في استقباله عدد من المسؤولين الفلسطينيين" بينهم محافظ بيت لحم جبرين البكري ووزيرة السياحة رولا معايعة. وكان رئيس بلدية بيت جالا المسيحية القريبة من بيت لحم نقولا خميس طالب بعزل البطريرك على خلفية بيع اوقاف للكنيسة الى مجموعات استيطانية اسرائيلية وخصوصا في القدس الشرقية.

وقال خميس لوكالة فرانس برس "تحركنا اليوم هو احتجاج على البطريرك بسبب بيع اراض تعود ملكيتها للارثوذكس". وقد انتخب المجمع المقدس عام 2005 ثيوفيلوس بطريركا بعد إقالة سلفه ايرينيوس على خلفية صفقة بيع مزعومة بملايين الدولارات الى مجموعات يهودية. لكن خميس قال ان صفقات البيع مستمرة.

واوضح رئيس البلدية ان "ثيوفيلوس تجاهل كل المطالب واستمر في بيع هذه الارض حتى وان كانت الغالبية (المسيحيين) ضد ذلك".

توقف عن بيع الارض
قال خميس "اليوم نتخذ موقفا لنقول ان على البطريرك ان يتوقف عن بيع الارض". وتثير صفقات بيع العقارات ليهود غضبا لدى الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.

في اغسطس، ندد البطريرك ثيوفيلوس بقرار محكمة اسرائيلية يؤيد صفقات بيع ابرمت قبل انتخابه، بين الكنيسة ومنظمة عطيريت كوهانيم الاستيطانية لفندقين قرب باب الخليل المؤدي الى المدينة القديمة في القدس الشرقية. واكد ان الكنيسة ستقدم استئنافا لدى المحكمة العليا ضد القرار.

وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية فإن الاتفاقيات التي تعود لعام 2004 تتعلق بعقد ايجار مدته 99 سنة لفندق قرب باب الخليل.ورفعت الكنيسة دعوى امام المحكمة ضد المنظمة الاستيطانية قائلة ان الصفقات موقعة بشكل غير قانوني ودون موافقتها. والكنيسة الارثوذكسية هي اكبر وأغنى الكنائس في الاراضي المقدسة.

ويدير بطريرك الكنيسة في القدس ثروة هائلة خصوصا تتضمن املاكا في اسرائيل والضفة الغربية المحتلة والاردن. تحيي بعض الكنائس المسيحية الشرقية عيد الميلاد في السابع من يناير، فيما يحييه الغربيون في 25 ديسمبر بسبب فارق في التقويمين اليولياني والغريغوري.