«إيلاف» من القاهرة: وسط مشهد ضبابي، وبعد تراجع أحمد شفيق عن الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية، تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات، مساء اليوم الاثنين، مواعيد بدء إجراءات الترشح والجدول الزمني للعملية الانتخابية.

وحصلت "إيلاف" على معلومات من داخل حزب الحركة الوطنية، تفيد بأن شفيق سوف يعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات المقبلة.

بعد أن أعلن أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، تراجعه عن الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بات المشهد في مصر ضبابيًا، في ما يخص الانتخابات الرئاسية المقبلة، لاسيما في ظل غياب مرشحين منافسين للرئيس الحالي.

وحصلت "إيلاف" على معلومات تفيد بأن الفريق أحمد شفيق، سوف يعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات، عندما يعلن السيسي الترشح رسميًا.

وقال مصدر في حزب الحركة الوطنية الذي يترأسه شفيق، إن "الفريق" (لقبه في الأوساط المصرية) سوف يقف إلى جوار السيسي في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن شفيق عكف على دراسة الأوضاع في مصر عن قرب، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، لاسيما أنه غاب عنها لمدة تزيد عن خمس سنوات.

وأوضح المصدر المقرب من شفيق، أن "الفريق" لمس انجازات ضخمة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فترته الرئاسية الأولى، ومنها مشروعات ضخمة في الاسكان والزراعة والصناعة والطرق، بالإضافة إلى مشروع قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، ويجب أن يقطف السيسي ثمار ما زرع.

ولفت إلى أن شفيق استقر على ضرورة ألا يشهد المجتمع السياسي أو مؤسسات الدولة في مصر أية انقسامات بينه وبين السيسي، وأن مصر لا تحتمل الانقسام في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، وتربص الإرهاب وجهات خارجية بها للإضرار بأمنها القومي واسقاط جيشها.

من جانبها، أثنت الكاتبة سكينة فؤاد، مستشارة رئيس الجمهورية الأسبق عدلي منصور، على قرار الفريق أحمد شفيق، بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، المنتظر إجراؤها منتصف عام 2018، قائلة: "قرار شجاع ودعم الفريق للرئيس السيسي في الانتخابات القادمة هو دعم لمصر".

وأضافت في تصريحات لها، أن الدولة ستقوم بوضع كافة الضمانات في عملية الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليكون الشعب هو سيد قراره، قائلة: "يتعين على كل مصري أن يقف خلف الدولة في هذه الفترة الحرجة من أجل مواجهة المخاطر التي تواجهنا لذلك يجب على كل فرد أن يكون أمينا في مكانه ويراعي مصلحة الوطن".

وكان أحمد شفيق تراجع عن قراره الترشح للرئاسة، ونفى تعرضه لضغوط من النظام الحاكم، وقال في تصريحات له: هناك من كان يلح عليّ بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكني رأيت أن مصلحة الدولة يجب إعلاؤها، خاصة أن الظروف الحالية لا تحتمل أي خلافات".

وأضاف شفيق: "وزنت بين دوافع الترشح وسلبياته وانتهيت إلى أن المصلحة في عدم ترشحي، وترك المساحة لغيري، وأكرر أنني قد لا أكون المرشح الأمثل لهذا المنصب حاليا، ولذلك انسحبت"، مشيرًا إلى أن "المصلحة العامة لا تتوقف على شخص بعينه والتكاتف مهم في المرحلة الحالية".

ونفى تعرضه لضغوط، وقال: "أنا غير صالح للضغوط، إنني لا أتمتع بالمرونة الكافية التي تسمح لتعرضي لأي ضغوط وأقبلها".

وتابع: "من خلال المنطق والحساب الدقيق للعملية الانتخابية من حيث المكسب والخسارة، توصلت إلى أن هناك رجلًا آخر أكثر مني صلاحية لاستكمال المسيرة".

وفي الوقت نفسه، تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات، مساء اليوم الاثنين، مواعيد بدء إجراءات الترشح والجدول الزمني للعملية الانتخابية.

ويأتي الإعلان اليوم تنفيذًا للدستور المصري، الذي ينص على اتخاذ الإجراءات الخاصة بالانتخابات الرئاسية قبل 120 يومًا من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وتبدأ إجراءات الانتخابات فى أواخر شهر يناير الجاري،على أن تعلن النتيجة قبل 3 مايو المقبل.

وتحدد الهيئة المستندات المطلوبة للترشح لرئاسة الجمهورية، وموعد إعلان القائمة المبدئية والنهائية للمرشحين، وموعد بدء وإغلاق التظلمات، وضوابط متابعة منظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية للانتخابات.

ويشترط الدستور في المرشح الرئاسي، أن يكون مصريا من أبوين مصريين ولا يحمل أي من والديه أو زوجته جنسية دولة أخرى، وأن يكون حاصلا على مؤهل عالٍ، ومتمتعاً بحقوقه المدنية، ولم يتم الحكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رد إليه اعتباره، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفي منها قانونًا، ولا يقل عمره يوم فتح باب الترشح عن 40 سنة ميلادية، ولا يكون مصاباً بمرض بدني أو ذهني يؤثر على أداء مهامه. كما يلزم الدستور المرشح للرئاسة الخضوع للكشف الطبي.

وكان شفيق أعلن، في شهر نوفمبر الماضي، اعتزامه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وزعم أن دولة الإمارات العربية المتحدة منعته من السفر، وهو ما نفاه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش. ثم أعادته الإمارات إلى القاهرة على متن طائرة خاصة، ليعلن تراجعه عن الترشح للرئاسة.