«إيلاف» من نيويورك: يعتقد أقل حكام الولايات شعبية عبر التاريخ في أميركا، انه كان سيفوز برئاسة البلاد في انتخابات 2016 لولا وجود دونالد ترمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

كريس كريستي الذي يستعد لتسليم حكم ولاية نيوجرسي الى الديمقراطي فيل مورفي منتصف الشهر الحالي، يُوصف بأنه الحاكم الأقل شعبية في البلاد، وسبق له وان خاض غمار الانتخابات التمهيدية الرئاسية قبل ان ينسحب لصالح دونالد ترمب مطلع عام 2016.

قائد أميركا

في اللقاء الصحفي الأخير له قبل مغادرة سدة الحكم، قال كريستي لصحيفة نيوجرسي، انه سيكون في البيت الأبيض اليوم يقود الولايات المتحدة الاميركية لو لم يترشح دونالد ترمب الى الانتخابات.

أول المطرودين

الجدير بالذكر ان مسلسل طرد ترمب لمسؤوليه بعد فوزه بالانتخابات لم يبدأ مع مستشار الامن القومي السابق، مايكل فلين، فكريس كريستي كان على رأس الفريق الانتقالي، ولكن الرئيس طرده بعد ساعات قليلة موكلا المهمة الى مايك بينس.

صديقه رغم القرار

ورغم طرده بهذه السرعة لا يزال كريستي يعتقد ان ترمب وفي له، وتربطه به صداقة، محملاً مسؤولية هذا القرار الى ثلاثة اشخاص هم، رئيس اركان موظفي البيت الأبيض سابقا، رينس بريبوس، وكبير مساعدي الرئيس سابقا، ستيفن بانون وصهره جاريد كوشنر، ومعتبرا "ان مستشاري الرئيس الذين دفعوا باتجاه هذا القرار لم يقدموا خدمة الى ترمب".

دور كوشنر

الحاكم الأقل شعبية قال في مقابلة سابقة ان كوشنر قد يكون لعب الدور الأكبر في طرده، بسبب دور كريستي في سجن والد صهر الرئيس منذ سنوات، وأضاف،" انه سأل بانون الذي بلغه قرار الطرد اذا ما كان كوشنر يقف خلف هذا الموضوع، غير ان كبير المساعدين الاستراتيجيين سابقا لم يجب على سؤاله".

بطل الفضيحة

وارتبط اسم كريستي بفضيحة جسر جورج واشنطن عام 2013 والذي يربط ولاية نيوجرسي بمدينة نيويورك، ويعد من اكثر الجسور حيوية في العالم، حيث إتُهم الحاكم الجمهوري بإغلاق عدة منافذ مؤدية الى الجسر، مما أدى إلى زحمة سير خانقة امتدت لساعات.

وكشفت المعلومات في الأشهر التي تلت الفضيحة، ان كريستي كان يرغب بالحصول على دعم عمدة مدينة فورت لي ( اقرب مدن نيوجرسي الى نيويورك) الديمقراطي مارك سوكوليتش لتحسين صورته قبل انتخابات حاكم الولاية عام 2013 وتقديم نفسه كرجل تسويات استعدادًا لمعركة الرئاسة في 2016 غير ان طلبه قوبل بالرفض.

العقاب

بعد ذلك بأسابيع، تم اغلاق بعض المنافذ لدراسة "حركة السير" كما قيل بداية، غير ان وسائل اعلام أميركية كشفت فيما بعد ان معاوني كريستي خططوا لهذا العمل كعقاب لسوكوليتش، ونشرت رسالة بريد الكتروني بعثت بها بريدجت آن كلي ، مساعدة رئيس مكتب كريستي، إلى صديق الحاكم ديفيد ولدستان المُعين في مصلحة موانئ نيويورك ونيو جرسي المسؤولة عن إدارة الجسور، وفحواها "جاء الوقت لتعرف فورت لي مشاكل سير"، فأجابها ولدستان، "لقد فهمت"، وعقب قائلاً، "أشعر بانزعاج تجاه الأطفال" في إشارة إلى حافلات نقل الطلاب التي تعبر الجسر، فكان جواب مساعدة مدير مكتب الحاكم "أنهم أولاد ناخبي بيونو" المقصود بربارة بيونو المنافسة الديمقراطية لكريستي في الانتخابات.