كشف مصدر في الخارجية الإسرائيلية لـ"إيلاف" عن "عدم وجود أي تقدم أو انفراجة في الأزمة بين الأردن وإسرائيل منذ حادث الدبلوماسي الإسرائيلي (وهو حارس في السفارة الإسرائيلية بعمّان) والذي أطلق النار على مواطنين أردنيين وأرداهما". 

إيلاف من لندن: أوضح المصدر أن "العلاقات بين البلدين متجمدة منذ تلك الحادثة، كما إن العلاقات الأردنية الإسرائيلية لا تتعدى التنسيق الأمني في بعض الحالات الخاصة".

ويرى الرسميون في إسرائيل أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية تراوح في الآونة الأخيرة مكانها من دون تقدم، ويعزون ذلك إلى التأزم والطريق المسدود في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وما زاد الطين بلة في تردي العلاقات هو إعلان الرئيس الأميركي القدس عاصمة لإسرائيل. 

المحاكمة أولًا
كل ذلك جاء بعد حادث الحارس الإسرائيلي وإطلاقه النار على مواطنين أردنيين في حادثة فردية، ثم استقباله كالأبطال من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي، الأمر الذي أغضب القيادة الأردنية، التي طالبت إسرائيل بالتحقيق، وتقديم الحارس إلى المحاكمة في إسرائيل. 

تجدر الإشارة هنا إلى أن إسرائيل تحاول منذ تلك الحادثة ترميم العلاقات، إلا أن الأردن مصرّ على موقفه، حتى إن عرضًا إسرائيليًا لإطلاق أسرى أردنيين في سجون إسرائيل مقابل إعادة السفير الإسرائيلي إلى عمّان قوبل بالرفض، حيث يصر الأردن على محاكمة الحارس على فعلته، وإطلاعه على نتائج التحقيق الإسرائيلي.

على هذه الخلفية، وفي محاولة لفهم الأمور ومحاولة رأب الصدع، عقدت في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ندوة بمبادرة عضو الكنيست كسانيا سفيتلوفا من حزب المعسكر الصهيوني، بمشاركة معهد "متفيم"، تحت عنوان لماذا لا تقوم الحكومة بشيء لحل الأزمة، واللافت في هذه الندوة التي تحدثت عن أمر يعتبر في صلب العلاقات الاستراتيجية والمصالح الوطنية العليا لإسرائيل، وهو السلام مع الأردن واللباقة مع المملكة الهاشمية، اللافت أن عضوًا واحدًا فقط من من أعضاء الائتلاف الحكومي حضر الندوة.

كسب نقاط داخلية
عضو الكنيست تسيبي ليفني وزيرة الخارجية ووزيرة العدل سابقًا تحدثت في الندوة، وأشارت إلى أهمية العلاقات الإسرائيلية الأردنية، حيث قالت: "للسلام مع الأردن أهمية كبرى للبلدين، ويجب منع تدهور الأزمة بينهما، بشكل سياسي لائق وصحيح، ما لا تقوم به هذه الحكومة، وبدلًا من أن تقوم بسياسة الأمن والخارجية، تقوم بسياسة المحلية الداخلية لكسب بعض النقاط السياسية داخليًا مقابل تأزيم العلاقات مع شريك استراتيجي لإسرائيل". 

أضافت ليفني أن العلاقة مع الأردن تتعلق بالمسيرة مع الفلسطينيين، وفي إطار شباك الفرص الإقليمية، على إسرائيل الحفاظ على الشراكة مع الأردن، والعمل على الانفصال عن الفلسطينيين، وتوسيع قاعدة الشراكة مع دول المنطقة ضد التطرف الإسلامي والإرهاب. 

حاجة متبادلة
أما المبادرة للندوة كسانيا سفيتلوفا فقالت إن الأردن مهم لإسرائيل، مثلما إسرائيل هي مهمة للأردن، وإن اتفاق السلام مع الأردن له أهمية خاصة. أضافت أن العلاقات بين البلدين في الحضيض، وأنه من غير الممكن ألا يتم جلب هذا الموضوع المهم والاستراتيجي إلى النقاش في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، على الرغم من طلبات تقدم بها أعضاء في اللجنة. 

كما أوضحت أنه لا يعرف أحد من يقوم بالمفاوضات مع الأردن لحل المشكلة، ومن غير المقبول ألا يتلقى أعضاء الكنيست الذين انتخبوا من الشعب إجابات حول الأمر. 

يذكر هنا أن زعيم المعارضة الإسرائيلي يتسحاك هرتسوغ، الذي شارك هو الآخر في الندوة، كان تحدث في مقابلة لـ"إيلاف" عن أهمية الأردن وضرورة دعم الملك عبد الله الثاني في جهوده، وأثنى عليه في استضافته لنحو مليون لاجئ سوري في الأردن، معتبرًا السلام مع الأردن مصلحة قومية واستراتيجية عليا لإسرائيل.