بالرغم من مرور أربعة أيام منذ العثور على جثة الطفلة زينب قرب حاوية للقمامة بمدينة قصور الباكستانية، شهدت المدينة اليوم موجة من الاحتجاجات.

وكانت زينب، ذات الستة أعوام، قد اختفت عدة أيام قبل أن يعثر عليها يوم 9 يناير/كانون الثاني مقتولة بعد أن تم اغتصابها وخنقها حتى الموت.

وبدا والدا زينب محبطين جدا من وتيرة التحقيقات التي تجريها الشرطة؛ حيث قالت أمها لبي بي سي: "ماذا يمكن أن أقول عن تحريات جهاز الشرطة الذي لم يعتقل القاتل حتى اللحظة".

وأضافت أم زينب: "بسبب معرفتي بالوضع الأمني في بلدي، كنت أحذر زينب من رجال مجهولين يخطفون الأطفال وكنت أقول لها كيف يصبح الأطفال عاجزين في هذه الحالة. لا يمكن للطفل عندها فعل أي شيء سوى الصراخ.. أمي.... أمي. لم أكن أعرف أني سأعيش هذه المأساة".

وضع المتظاهرون اليوم أسلاكا شائكة عند مدخل المدينة وشكلوا سلسلة بشرية ليمنعوا الناس من العبور إلى داخل المدينة.

وأثناء استعداد الجموع لتحطيم المزيد من الممتلكات العامة والحكومية، نشرت الحكومة قوات من الجيش والشرطة في المنطقة. وعندها بدأت الحياة بالعودة إلى مجراها الطبيعي في المدينة.

واستدعى كبير قضاة محكمة لاهور العليا، علي شاه، المفتش العام في منطقة بنجاب لمعرفة تفاصيل تطور قضية زينب.

وأخبر المفتش العام، عارف نواز، المحكمة أن الحمض النووي لمجرم ارتكب خمس جرائم سابقة في مدينة قصور يطابق الحمض النووي للمتهم باغتصاب زينب، وهو الأمر الذي يعني أنه ذات الشخص لكنه لا يزال طليقا.

وأمهلت المحكمة قائد الشرطة 36 ساعة للقبض على المتهم ونشر كل فريق الشرطة في المنطقة إن استدعى الأمر ذلك.

وكان المتحدث باسم حكومة بنجاب، مالك أحمد خان، قد أعلن أمس عن جائزة مالية تبلغ قيمتها 10 ملايين روبية لمن يقدم معلومات قد توصّل إلى الجاني.

وقال اليوم للمراسلين المتجمعين في مدينة قصور إن أحدث الأدلة تشير إلى أن الجاني هو سفاح مختل، وأن أحدث المعطيات قد أرشدتهم إلى نقطة حاسمة في القضية يتوقع إعلانها قريبا.

كما أشار خان إلى أنه تم التوصل إلى أدلة من خلال مقاطع التقطتها كاميرات مراقبة، والتي ستساعد في اعتقال المتهم قريبا جدا، على حد قوله.

في الوقت الحالي، يبدو أن الحياة تعود لمجراها في مدينة قصور، ولكن إن لم يتم اعتقال الجناة عاجلا، فقد تشتعل الاحتجاجات مجددا.

وكان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا هاشتاغ #JusticeForZainab "العدالة لزينب" الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في العالم حاصدا نحو نصف مليون تغريدة. وطالب المغردون المنظمات الدولية بالتدخل لحماية أطفال العالم من التعرض لأعمال وحشية، وطالبوا بتحقيق العدالة ومحاكمة من ارتكب الجريمة.