براغ: استؤنف التصويت صباح السبت في الانتخابات الرئاسية التشيكية التي ينافس فيها ثمانية مرشحين ليبراليين رئيس الدولة المنتهية ولايته ميلوش زيمان القريب من روسيا والصين وهاجمته الجمعة ناشطة من حركة "فيمن" عارية الصدر بسبب تأييده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبعد ظهر الجمعة، اليوم الاول من الاقتراع اقتربت الناشطة الاوكرانية الشابة العضو في الحركة النسائية، فجأة من زيمان بعد دخوله الى مركز التصويت وهتفت مرات عدة "زيمان صبي بوتين" قبل ان يتمكن حرس الرئيس من السيطرة عليها.

وبدا زيمان (73 عاما) الذي يعاني من مشاكل صحية ويتكئ على عكاز مربكا وغادر مركز الاقتراع مع حراسه وزوجته ايفانا. وقد عاد بعد دقائق وقد تمالك نفسه، مؤكدا انه "يشرفه ان تهاجمه حركة فيمن التي هاجمت البابا ايضا".

رغما عن انف فيمن

وضع زيمان بطاقة التصويت في الصندوق وهو يقول "رغما عن انف فيمن".

واوقفت الناشطة ل48 ساعة ويمكن ان تتم احالتها على القضاء بتهمة الاخلال بالنظام العام.

ويبدو ان الاقتراع العام المباشر صعبا على زيمان المناضل القديم في اليسار التشيكي والمعروف بسلوكه الفظ وبعدائه لاستقبال المهاجرين المسلمين.

 وبين المرشحين الثمانية المنافسين له خصمه الرئيسي المؤيد للتكامل الاوروبي يري دراهوس الرئيس السابق لاكاديمية العلوم. وهناك ايضا رجل الاعمال ميشال هوراسيك الذي الف عددا من الاغاني الشهيرة، ورئيس الوزراء اليميني السابق ميريك توبولانيك والسفير السابق في فرنسا بافل فيشر.

وكانت مكاتب المراهنات ترجح فوز زيمان على دراهوس في الدورة الاولى. لكن استطلاعا للرأي أشار الى ان دراهوس (68 عاما) يمكن ان يفوز في الدورة الثانية التي ستجرى في 26 و27 كانون الثاني/يناير بفضل نقل الاصوات.

ويتمتع زيمان الذي رفض المشاركة في المناظرات الانتخابية بدعم الاوساط الريفية وعمال الصناعات اليدوية.

وقال مارتن ساوتا الذي يعيش في براغ، لوكالة فرانس برس عند مغادرته مركز الاقتراع "صوّت لزيمان واعتقد ان آراءه هي الاكثر ترابطا. المرشحون الآخرون لا يقدمون سوى امورا شكلية ولا ارى سببا لاختيارهم".

اما دراهوس وهو وسطي ليبرالي فهو المرشح المفضل للمثقفين وسكان المدن الكبرى

 توحيد المجتمع

قال دراهوس بعدما صوت في براغ ان "على الرئيس العمل من اجل توحيد المجتمع. الرئيس الحالي لا يوحد الناس بل يسبب الانقسام بينهم". واضاف ان رئيس الدولة يجب ان "يجلب الثقافة الى السياسة ويعمل من اجل ضمان توجه البلاد الى الغرب".

وصرح يري بيهي المحلل السياسي المستقل لفرانس برس "لا يمكننا ان نقول ان يري دراهوس هيمن على المناظرات الانتخابية لكن ميزته الرئيسية هل ان كثيرين يرون فيه النقيض المطلق لميلوش زيمان".

واضاف ان دراهوس "لم يكن الانشط والاكثر جرأة في المناظرات لكن هذا لا يضر به بالضرورة".

ويجري الاقتراع الرئاسي بالتزامن مع تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في اكتوبر 2017. 

في منتصف ديسمبر، عين زيمان حكومة اقلية بقيادة الملياردير الشعبوي اندريه بابيش الذي لن يحصل على ثقة البرلمان على الارجح.

ويسمح الدستور للرئيس بالقيام بمحاولة ثانية لتعيين رئيس للحكومة. واعلن زيمان الذي لن تنتهي ولايته الرئاسية قبل مطلع مارس انه سيختار بابيش مجددا على الرغم من شبهات بتزوير بشأن هبات اوروبية تحوم حوله.