تناقش صحف عربية أصداء موجة الاحتجاجات في إيران بعد انحسار التظاهرات المناهضة للحكومة التي استمرت لمدة أسبوع.

كما يتساءل معلّقون عن ما أسموه بـ"عودة المقاومة الفلسطينية" بعد مقتل حاخام يهودي في الضفة الغربية المحتلة.

"إضعاف النظام"

تقول هدى الحسيني في الشرق الأوسط اللندنية: "أهم إنجاز لهذه الاحتجاجات حتى الآن أنها حذفت دور الإصلاحيين في هذا الحراك الشعبي. وفي حال استمرارها فستؤدي إلى تغيير النظام وليس الحكومة فقط. لا أحد يستطيع أن يتكهن بما سيحدث غداً، والحرس الثوري أيضاً جاهز لقمع هذه الاحتجاجات بالقوة المفرطة".

وتضيف الكاتبة: "ما التنازلات التي ستقدمها الحكومة للناس؟ وما إذا كان الناس سيشعرون بأن هذا كافٍ؟ مشكلة روحاني أنه لن يجرؤ على ربط المظاهرات بسياسة إيران الإقليمية، فهي ترى في تدخلاتها حماية لأمنها الداخلي. لكن أليست المظاهرات جزءاً أساسياً من عدم استقرار النظام؟"

وفي الغد الأردنية، يقول أحمد عزم: "انحسرت الاضطرابات في إيران دون أن يكون لها أثر كبير على الهيكل السياسي الإيراني الراهن، ولكن هذه الاضطرابات تضاف لاضطرابات 2009/ 2010 تضعف بشكل إضافي فكرة وأسس النظام السياسي، وتحديداً نموذج الولي الفقيه. وهذا الإضعاف، يضاف لتداعيات ظهور تنظيمي 'داعش' و 'القاعدة': وتفرعاتهما، لإضعاف الأفكار الطوباوية حول التيارات الدينية السياسية".

ويتابع عزم: "لم يعد ممكنا لشخص أن يحصل على حصانة من النقد وصلاحيات مطلقة لمجرد ادّعاء أنّه إسلامي، واتضح للكثيرين أنّ هناك فرقا بين الإسلام والمسلمين والإسلاميين".

أما الثورة السورية فتنتقد رد الفعل الأمريكي إزاء الاحتجاجات، قائلة: "لقد حاول ترامب أن يؤكد أن إيران تخفق على جميع المستويات وأن الشعب الإيراني مضطهد منذ سنوات وأنه جائع للغذاء والحرية وقد حان وقت التغيير.‏ ما يفعله ترامب هو جهد ضائع وهذه الإعلانات الطنانة لن يكون لها أي تأثير على مجرى الأمور فواشنطن لن تستطيع زعزعة أمن إيران فقد لعبت هذه الورقة ليتسنى لها التدخل في شؤون هذا البلد".

وتتابع الصحيفة: "هذا الأمل بتغيير النظام في طهران هو وهم بقدر ما أن واشنطن لا تمسك بالورقة الثانية وهي بعيداً عن المرتزقة الذين يقومون بعمل قذر فإن الحدود محروسة جيداً من الجيش الايراني وتكرار السيناريو الذي حدث في سورية مستحيل".

"عمليات المقاومة"

يقول فايز أبو شمالة في فلسطين أونلاين الصادرة من قطاع غزة: "دون عمليات المقاومة البطولية، تفقد الأشياء قيمتها على أرض فلسطين، فالألوان باهتة، والأفكار عارية، يجردها من تاريخها الرئيس الأمريكي ترامب حين يعتدي على القدس، ولا يسمع العالم أزيز الرصاص، وحين يضم حزب الليكود الضفة الغربية إلى دولته الغاضبة، ولا يسمع اليهود صوت التفجيرات تدوي في قلب المستوطنات".

جنازة الحاخام رزيئيل شيفاح
EPA
قتل الحاخام رزيئيل شيفاح في إطلاق نار بالضفة الغربية المحتلة

ويتابع الكاتب: "المقاومة لما تزل خيار الشعب الفلسطيني، والإبداع في المواجهة لما يزل لغزاً يفاجئ الأعداء الإسرائيليين، ويحبط مخططات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وكل من يتعاون معهم ضد المقاومة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية".

وتقول افتتاحية رأي اليوم الإلكترونية التي تصدر من لندن: "رّبما تَكون حدة الانتفاضة في الضفة الغَربية وقطاع غزة المحتلّين قد تراجعت قليلاً في الأيام القَليلة الماضية، ولكن مقتل الحاخام رزيئيل شيفاح بإطلاق النار عليه في سيارته أمام مستوطنة حافات جلعاد قرب مدينة نابلس، وعدم اعتقال المُنفّذين يعكس تطوّرًا مهمًا، قد يكون مقدمة لعودة المُقاومة المسلّحة ضد الاحتلال ومستوطنيه".

وتتابع الافتتاحية: "اندلاع انتفاضة مسلحة تقلّب كل المعادلات ليس في الأراضي المحتلة فقط، وإنما في المنطقة بأسرها، أمر غير مُستبعد، إن لم يكن بات وشيكًا، فظهر الفلسطينيين بات للحائط، وليس أمامهم ما يُمكن أن يخسروه، فهم مثل الجمل قد يصمتون ويتحملون الصّعاب والإهانات، ولكن إذا ثاروا كسروا كل شيء أمامهم، ويبدو أن لَحظة الثّورة اقتربت، والأيام بيننا".