لندن: اختتمت اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض في مدينة اسطنبول التركية، بدورتها الـ 37 التي انطلقت السبت الماضي واستمرت ليومين متتاليين.

وناقش أعضاء الهيئة العامة آخر التطورات الميدانية الأخيرة، وعلى رأسها المجازر التي ترتكب بحق المدنيين في إدلب والغوطة بريف دمشق والوضع الإنساني في المناطق التي يتكثف فيها القصف في الفترة الأخيرة.

كما بحث الأعضاء التطورات السياسية الأخيرة، والعملية السياسية في جنيف والجولة الجديدة المرتقبة للمفاوضات وموقف الائتلاف منها، وكذلك موقف الائتلاف الرافض لمؤتمر سوتشي، دون صدور بيان ختامي حتى الآن.

وأكد نائب رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى في تصريح واكب انعقاد الاجتماعات، و تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن المجازر المرتكبة بحق المدنيين،" تأتي في سياق الاستراتيجية العسكرية التي ينتهجها النظام وحلفاؤه لإيجاد حل يتناقض مع القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري".

ولفت مصطفى إلى أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، مطالبين "بأخذ دورهم المنوطي بهم في حماية المدنيين ووقف المجازر اليومية بحقهم".

الى ذلك وضمن جولته الدولية التي استقرت أخيرًا في الولايات المتحدة الأميركية، التقى رئيس وفد هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، مستشار الأمن القومي الأميركي هيربرت ماكماستر في مدينة نيويورك الأميركية.

وأكد الحريري على ضرورة قيام واشنطن بدورها في وقف الهجمات الإرهابية على المدن والبلدات السورية، وعلى الأخص في إدلب والغوطة الشرقية بريف دمشق مشيراً إلى أن "تلك الهجمات تعكس استراتيجية النظام وحليفيه الروسي والإيراني في الاستمرار بالنهج العسكري وعرقلة اي حل سياسي".

وشدد على ضرورة تفعيل العملية السياسية في جنيف وفق بيان جنيف والقرار 2254، معتبراً أن ما يقف بوجه تقدم المفاوضات هو تعنت النظام وتمنعه عن الخوض بمناقشة تطبيق القرارات الدولية.

وجدد الحريري التأكيد على أن "مسار جنيف هو المسار الوحيد للحل السياسي في سوريا، وحث الجانب الأميركي للتركيز على هذا المسار وعدم دعم أي مسار بديل عنه."، في إشارة الى مؤتمر سوتشي.

وهاجم الحريري روسيا، واعتبر أن "تجربة جولات جنيف السابقة أظهرت فشل موسكو في تحقيق الضغط الكافي على النظام للانخراط بشكل جدي في العملية التفاوضية"، مشككاً "بقدرة الروس على تحقيق أي إنجاز جديد في مؤتمر "سوتشي".

وكان وفد هيئة التفاوض قد التقى عدداً من الدبلوماسيين الأميركيين وأعضاء الكونغرس الأميركي ومسؤولين في الأمم المتحدة أيضًا، وناقش معهم الوضع الإنساني الذي يعاني منه المدنيون السوريون نتيجة استمرار آلة الحرب التي يقودها النظام وحلفاؤه ضدهم.

وتطرق الحديث مع المسؤولين الأميركيين الى المخاطر الناجمة عن الانكفاء الأميركي خلال السنوات السابقة لصالح التقدم الروسي، والذي اعتبره وفد الهيئة "قد أفقد التوازن في المنطقة وأطلق يد روسيا والميليشيات الإيرانية".