في أول ضربة يتلقاها تحالف العبادي الانتخابي، فقد أعلنت قائمة الحشد الشعبي الانسحاب منه، في إجراء اتخذ على ما يبدو بعد التحاق الحكيم به وإثر شروط وضعها العبادي لم تستطع فصائل الحشد الالتزام بها، ما أثار تكهنات بإمكانية التحاق الصدر بالتحالف، الامر الذي سيعوضه عن انسلاخ الحشد عنه.

إيلاف من لندن: أعلن ائتلاف "الفتح المبين" المتشكل من قيادات الحشد الشعبي وخاصة الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري وزعيم مليشيا عصائب اهل الحق قيس الخزعلي وفصائل اخرى انسحابه من تحالف "نصر العراق" بقيادة العبادي وخوض الانتخابات منفردًا. 

وأشار رئيس كتلة "منتصرون" ضمن التحالف فالح الخزعلي إلى أنّ انضمام بعض المتورطين بالفساد دفع كتلته للانسحاب من تحالف نصر العراق. وقال في بيان تابعته "إيلاف" إن كتلته لاتريد ان نكون جزءًا من منظومة الفساد وتدوير بعض الشخصيات. 

كما أوضح رئيس كتلة "صادقون" النائب حسن سالم ان انسحاب كتلته وفصائل اخرى من تحالف النصر جاء بسبب وجود شخصيات مشبوهة بالفساد بحسب قوله. لكن مصادر مطلعة أوضحت ان الشروط التي وضعها العبادي لالتحاق أي فصيل سياسي بتحالفه ادت الى انسحاب هذه الكتل السياسية لانها لم تستطع ان تلتزم بها. 

وقالت إن "عددًا من الكتل انسحب من التحالف بسبب مطالبات تخالف الشروط، التي اعتمدها العبادي في رفض منهج المحاصصة واختيار الشخصيات الكفوءة ودعم الاجراءات المتخذة بحق الفاسدين"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "السومرية نيوز" للاخبار، موضحة ان "العبادي يعتزم اختيار شخصيات وطنية وكفوءة لتمثيل قائمة النصر وفق رؤيته في تشكيل قائمة وطنية تعبر عن تطلعات جميع العراقيين".

تكهنات بامكانية انضمام الصدر لتحالف العبادي

ومن الواضح أن هذا التصريح الذي نقلته وكالات محلية أخرى دون تسمية مصادرها، صادر عن مقربين من العبادي ردًا على انسحاب قوى الحشد من تحالفه وموجه إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشكل غير مباشر حول امكانية انضمامه لهذا التحالف. 

فقد لاحظت "إيلاف" ان هذه الشروط تنسجم مع ما عبر عنه الصدر في بيان امس، حين هاجم تحالف العبادي ووصفه بالبغيض والطائفي، مؤكدًا انه لن يدعم سوى القوائم الانتخابية العابرة للطائفية. 

وعبر الصدر عن تعجبه من تحالف العبادي مع قائمة تضم فصائل للحشد الشعبي برئاسة هادي العامري.. واضاف "أعزي شعبي المجاهد الصابر لما آلت إليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة لتمهد عودة الفاسدين مرة أخرى".. كاشفًا عن عرض تلقاه للالتحاق بتحالف العبادي - العامري الذي اطلق عليه "نصر العراق"، لكنه رفض ذلك "رفضا قاطعا". 

وجاء انسحاب فصائل الحشد الشعبي وقوى اخرى في قائمة الفتح الانتخابية من تحالف العبادي بعد 30 ساعة من اعلانه وبعد ساعات قليلة من التحاق زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم به، حيث كان العامري قد هدد مسبقًا بالانسحاب في حال انضمام التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر او الحكمة إلى التحالف.

وبعد انسحاب تلك الكتل من تحالف العبادي فقد اصبح يضم كلاً من: تكتل مستقلون بزعامة حسين الشهرستاني وتجمع عطاء (فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي) وتحالف بيارق الخير (وزير الدفاع السابق خالد العبيدي) ومعاهدون (عبد اللطيف الهميم رئيس الوقف السني) وكتلة الوفاء (وزير الكهرباء قاسم الفهداوي) وتجمع كفى صرخة للتغيير (رحيم الدراجي) وتجمع عراق المستقبل (بحر العلوم) وتجمع العدالة والوحدة (عامر الفايز).. إضافة إلى المجلس الأعلى الاسلامي بقيادة همام حمودي ومنظمة العمل الاسلامي وحركة 15 شعبان (رزاق ياسر) وتيار الاصلاح لابراهيم لجعفري وحزب الفضيلة الاسلامي وآراس حبيب كريم حزب المؤتمر الوطني وجواد البولاني (وزير الداخلية السابق) والنائب مشعان الجبوري.

وتقول مفوضية الانتخابات ان 24 مليون عراقي من بين 36 مليون نسمة هو عدد سكان العراق يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة. ويتنافس على الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في يوم واحد مع انتخابات الحكومات المحلية للمحافظات في 12 مايو المقبل 204 أحزاب سياسية شكل عدد منها تحالفات انتخابية زادت على 50 تحالفا.

وتجري الانتخابات العراقية في 18 دائرة انتخابية تمثل عدد محافظات البلاد ينتخب كل منها بين سبعة إلى 34 نائبا استنادًا إلى التعداد السكاني لكل منها، فيما يتم تخصص ثمانية مقاعد للأقليات، خمسة منها للمسيحيين ومقعد واحد لكل من الصابئة والإيزيديين والشبك.

وباستثناء انتخاب رئيس الوزراء يتعين على الأحزاب التي تتقاسم مقاعد البرلمان الاتفاق على رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، حيث يسود في العراق عرف اتفقت عليه الكتل السياسية يقضي بتقاسم الرئاسات الثلاث، فتكون رئاسة الجمهورية للأكراد ورئاسة الوزراء للشيعة ورئاسة البرلمان للسنة.