بهية مارديني: اعتبر العقيد فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر وعضو وفد الفصائل العسكرية الى اجتماعات أستانة، أن ما يجري حاليًا من تصعيد عسكري من النظام السوري وحلفائه "نسف كامل لاتفاقات خفض التصعيد".

وقال حسون في لقاء مع "إيلاف": "إننا كفصائل عسكرية قبلنا الانخراط في اجتماعات أستانة كوننا ارتأينا أنها قد تخفف عن أهلنا المدنيين، ما يجدونه من انتهاج نظام بشار الأسد ومن يسانده من قوى وميليشيات ودول، سياسة القتل والدمار التي لم تراعِ قانوناً ولا مبدأ، وقد نتجت عن هذه المؤتمرات الثمانية حتى الآن اتفاقية خفض التصعيد وتشكيل مجموعة عمل دولية لإخراج المعتقلين".

يضيف: "كان هناك تباين واضح ما بين موقف الضامن التركي الذي يضمن فصائلنا من جهة، وما بين موقف الضامن الروسي الذي يضمن النظام وميليشياته، وكذلك الضامن الإيراني الذي أضيف للضامنين لاحقًا كضامن لقوى الحرس الثوري والميليشيات الطائفية التابعة له من جهة أخرى".

وتشهد مناطق كثيرة في سوريا تصعيدًا عسكريًا خاصة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وفي أرياف حلب وحماة وإدلب.

وتتقدم قوات النظام السوري وحلفاؤها بصعوبة في ريف إدلب الجنوبي، خاصة مع سعيها إلى السيطرة على مطار أبي الظهور العسكري.

وتدور غالبية المعارك في مناطق يفترض أنها تخضع الى اتفاقية "خفض التصعيد"، التي كانت مبادرة روسية وافقت عليها تركيا وايران وفصائل مسلحة معتدلة.

وأشار حسون الى أن الضامن التركي "كان يعمل بشكل حثيث على تحقيق مكاسب للثورة السورية وتنفيذ ما سمي بتدابير إجراءات الثقة الواردة في القرار 2254 التي لم تستطع مفاوضات جنيف تحقيقها لا سيما بعد ترحيل الأمم المتحدة تنفيذ هذه التدابير في أستانة، وكان الروس يحاولون قدر المستطاع أن يأخذوا دور الضامن للنظام القادر على لجمه وفرض ما يتم الاتفاق عليه، في حين كان الإيرانيون ينتهجون دور المخرب لأي اتفاق، وكان واضحًا تماما تأثيرهم على النظام أكثر من تأثير روسيا عليه".

وحسب القيادي في المعارضة السورية المسلحة، فقد كان الاتفاق في اجتماعات أستانة 6 "أن تطبق اتفاقية خفض التصعيد في ادلب وإنشاء المنطقة الرابعة هناك، وذلك أن تدخل القوات التركية لنقاط محددة غربي ما يسمى سكة الحديد قرب مطار أبو الظهور لتتواجد بها هي وقوى الجيش الحر، وأن تبقى المنطقة الواقعة شرق السكة تحت سيطرة أهلها وبإدارة مجالسها المحلية وتسيير دوريات شرطة عسكرية روسية للتأكد من عدم وجود خروقات، لكنّ الإيرانيين طلبوا أن يكون لهم تواجد رمزي في هذه المنطقة، وقد رفضنا نحن والضامن التركي ذلك".

وأكد أنّ النظام "بدأ يشن هجومًا واسعًا مع الميليشيات الإيرانية وبدعم جوي روسي تحت ذريعة وجود قوى متطرفة وعدم استكمال دخول القوات التركية للمنطقة المتفق عليها، مما جعل منطقة الشمال السوري في ادلب وحلب وحماة منطقة اشتباكات واسعة، وميداناً لمعارك كَر وفر مستمرة بين كافة القوى الموجودة في الساحة، مع وجود تسريبات عن تهيئة قوات الحرس الثوري الإيراني نفسها لتنفيذ هجوم على محاور محددة للسيطرة على مطار أبي الظهور العسكري، وبالتالي ما يحدث في هذه المنطقة هو نسف كامل لاتفاق خفض التصعيد".

ورأى القيادي في المعارضة السورية المسلحة أن هذا "شبيه بما يحدث في منطقة الغوطة الشرقية التي لم تشهد أبدًا أية تهدئة منذ بداية الثورة حتى اليوم، وكأنها خارج أي اتفاق أو تفاهم".

وقال حسون: "هاتان المنطقتان وما تلاهما من تأييد روسي ودعم للقوى التي تنفذ الهجوم، بلا شك هو عدم اكتراث بالاتفاقيات".

وشدد على أن تواصل المعارك يشير إلى أنّ روسيا وضعت نفسها في موقف الضامن غير القادر أو الضامن غير الصادق، وهذا لا يساعد في تصديقها بأنها جادة في ايجاد حل سياسي في سوريا".