أسامة مهدي: اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدم وجود اي توجه لتأجيل الانتخابات رافضا التفاوض على خوض المسلحين لها متعهدا بدفع مرتبات موظفي اقليم كردستان قريبا وبانهاء الوجود الارهابي في البلاد.

وأضاف العبادي خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف" ان حكومته ستحمي العملية الانتخابية المقررة في 12 ايار مايو المقبل لتكون نزيهة وشفافة وبعيدة عن التلاعب وفي اجواء أمنية وسليمة، مشددا بالقول "لا تأجيل للانتخابات مطلقا وستجري في موعدها".

ورفض دخول المسلحين الى الانتخابات منوها الى انه لم يتم التفاوض مع بقية القوى السياسية لتشكيل التحالفات السياسية حول شخصية رئيس الوزراء المقبل او مشاركة المسلحين في الانتخابات.

وقال "لا مشاركة للحشد الشعبي ولا للقوات الامنية والعسكرية فيها" مجددا العزم على حصر السلاح بيد الدولة.

واوضح ان بعض القادة السياسيين تطوعوا للقتال ضمن تشكيلات الحشد الشعبي لكنهم الان عادوا الى العمل السياسي وانقطعت علاقتهم بالحشد ويتم التعامل معهم كسياسيين.

ودعا الى تحالفات عابرة للطائفية والاثنية تقوم على محاربة الفساد وان لايكون تشكيل الحكومة المقبلة على اساس المحاصصة.

وناشد الناخبين لتسلم بطاقاتهم الانتخابية لمنع أي تلاعب قد يحصل، منوها الى ان من واجب الحكومة ضمان استقلالية مفوضية الانتخابات وموظفيها.

وكان ائتلاف "الفتح المبين" المتشكل من قيادات الحشد الشعبي قد اعلن الاحد انسحابه من تحالف "نصر العراق" بقيادة العبادي وخوض الانتخابات منفردا.

وفي وقت سابق اليوم اعلنت مفوضية الانتخابات العراقية مصادقتها على 27 تحالفاً انتخابيا يضم 143 حزبا سياسيا ستشارك في الانتخابات المقبلة. وقال رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية رياض البدران في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان "مجلس المفوضين صادق 27 تحالفاً انتخابياً موضحا ان عدد الاحزاب المنضوية في هذه التحالفات بلغ 143 حزباً سياسياً.

وتقول مفوضية الانتخابات ان 24 مليون عراقي من بين 36 مليون نسمة هو عدد سكان العراق يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة. ويتنافس على الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في يوم واحد مع انتخابات الحكومات المحلية للمحافظات في 12 ايار مايو المقبل 204 حزبا سياسيا.

المشاكل مع اربيل

واشار العبادي الى انه وجه بتفعيل الاتصالات مع حكومة اقليم كردستان الشمالي لانهاء جميع المشاكل العالقة معها.
واكد عزم حكومته على الوصول الى حلول عادلة لكل المشاكل مع كردستان مشيرا الى ان اجواء المفاوضات بين الطرفين ايجابية وسلطات الاقليم تتعاون بشكل جيد لكنه استدرك بالقول "نرفض الاستئثار بالثروات"، موضحا ان حكومته "لا تمتلك اي قواعد بيانات بعدد الموظفين في اقليم كردستان". واشار الى انه مع ذلك سيتم دفع مرتبات هؤلاء الموظفين بدءا من وزارتي التعليم والصحة في وقت قريب.

وكانت حكومة اقليم كردستان قد وافقت امس على اخضاع مطاريها الدوليين في اربيل والسليمانية لسلطة الطيران الاتحادية في بغداد وعدم السماح لأية طائرة بالهبوط والإقلاع دون حصول موافقة هذه السلطة تمهيدا لرفع حظر الطيران عن المطارين وذلك ضمن خمسة محاضر وقع عليها وفدان من الطرفين.

التفجيرات الاخيرة

وعن عودة التفجيرات الارهابية خلال اليومين الماضيين وخاصة الى العاصمة بغداد اشار العبادي الى انه وجه الاجهزة الامنية والاستخبارية للعمل على كشف خيوط هذه العمليات والخلايا التي نفذتها.

واضاف انه عند اعلان النصر العسكري على داعش في التاسع من الشهر الماضي كان قد حذر من ان هذا التنظيم الظلامي المدمر سيحاول ضرب المواطنين العزل.

وقال "بما ان ان خلايا الارهاب تعمل من وراء حجاب وتختفي بين المواطنين فأن الاجهزة الامنية تعمل ضدها وتلاحقها بشكل عير منظور ايضا. وتعهد العبادي بأنهاء هذا الوجود الارهابي على الاراضي العراقية.

وحذر من "تداول اشاعات كاذبة لانها تساعد الارهاب في تحقيق اهدافه المريضة".. مشددا على أنه "يجب ان نتوحد لاتمام حربنا ضد الدواعش والفساد، وان هناك جهات استغلت الاعتداءات الاخيرة لاهداف سياسية".

وكان تفجيران انتحاريان في منطقتين مزدحمتين في بغداد الاحد والاثنين الماضيين قد اديا الى مصرع واصابة حوالي مائتي عراقي.

انتقاد البرلمان لتعطيل المصادقة على موازنة 2018

وانتقد العبادي مجلس النواب وتعطيل جلساته المقررة لمناقشة موازنة العام الحالي والمصادقة عليها، وحذر من اعتبار الموازنة مكسبا سياسيا أمر خاطئ.

واشار الى ان هذا التعطيل الذي يظن البعض انه يضر بالحكومة فانه في الحقيقة يعطل مصالح المواطنين الضرورية مثل دفع المرتبات والانفاق على البطاقة التموينية والحماية الاجتماعية والانفاق على الاجزة الامنية والعسكرية وتقويتها وتعويضها عن خسائر الحرب ضد تنظيم داعش.