دبي: أرجع وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، تطورات أزمة قطر خلال الأيام الأخيرة والتعرض للطيران المدني، إلى تفسيرين أولهما أنه تصعيد مصدره القلق والارتباك، وثانيهما أنه محاولة يائسة تخوفاً من التهميش.

وأضاف قرقاش خلال تغريدة على حسابه في "تويتر": "ردنا سيكون متزناً وقانونياً وهدفه أمان الأجواء وأرواح الركاب".

من جانب آخر، سلّمت البعثة الدائمة لدولة الإمارات في الأمم المتحدة، ردَّ دولة الإمارات الذي يفنّد المزاعم القطرية في مذكرة لمجلس الأمن، بشأن اختراق طائرة عسكرية إماراتية المجال الجوي القطري.

وكانت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي، أبلغت الاثنين، بقيام المقاتلات القطرية باعتراض طائرة مدنية ثانية خلال مرحلة نزولها إلى مطار البحرين الدولي في رحلة اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً، في تكرار تهديد سلامة الطيران المدني وتكرار الخرق الواضح للقوانين والاتفاقيات الدولية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية.

وقال رئيس هيئة الطيران المدني الإماراتي، إن اعتراض المقاتلات القطرية هدد الطائرتين، مضيفاً أن قطر لم تصدر أي تحذير عن استخدام المسار الجوي، كما قال رئيس هيئة الطيران المدني الإماراتي إننا نملك أدلة على تعمد قطر اعتراض الطائرتين.

وأكدت هيئة الطيران المدني الإماراتية أن ما قامت به الطائرات القطرية يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدوحة لا تحترم القوانين والمواثيق الدولية المعترف بها دولياً، وأن تصرفها يهدد سلامة الملاحة الجوية و الركاب.

واستعرض ممثلون عن القوات المسلحة الإماراتية وهيئة الطيران المدني - خلال لقاء نظمته الوزارة بمقرها في أبوظبي بحضور سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن و السعودية و البحرين ومصر المعتمدين لدى الدولة - حقيقة التصعيد القطري المتمثل بتهديد الطيران المدني والعسكري وتفنيد ادعاءاتها باختراق طائرة عسكرية إماراتية لمجالها الجوي، حيث تم تقديم عرض تضمن إحداثيات وصورًا من الرادارات موثقا الانتهاكات القطري، نقلا عن وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وأوضح ممثل القوات المسلحة أمام الحضور مسار الطائرة العسكرية الإماراتية التي زعم الجانب القطري بأنها اخترقت مجالهم الجوي، مؤكدًا بالإحداثيات وصور الأقمار الصناعية أنها كانت تطير فوق المجال الجوي الإماراتي في منطقة تدريب وأن ما حدث لم يتجاوز 30 ثانية فقط، في منطقة متعارف عليها لدى البلدين وخارج الأجواء القطرية.

كما تضمن العرض صور إحداثيات موثقة أكدت اعتراض مقاتلات قطرية من طراز ميراج لطائرتي نقل عسكريتين في حادثتين منفصلتين كانتا تحلقان فوق مياه الخليج العربي، وكانتا بعيدتين عن المجال الجوي القطري إلا أن الطيران الحربي القطري تابعهما خلال مسارهما.

وفي ما يتعلق باعتراض الطائرتين المدنيتين الإماراتيتين، قال ممثل هيئة الطيران المدني إن المقاتلات القطرية من نوع الميراج والمنطلقة من قاعدة العديد كانت في وضع دفاع جوي مسلح حيث قامت باعتراض الطائرتين في رحلتين اعتياديتين ومجدولتين ومعروفتين المسار ومستوفيتين للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً، في تهديد متكرر لسلامة الطيران المدني وخرق واضح للقوانين والاتفاقيات الدولية.

وأكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال اللقاء أن ما قامت به السلطات القطرية بحق الطائرات الإماراتية وسلامة الملاحة الجوية يؤكد عزمها مواصلة تصعيد الموقف، وأن ما حدث لم يكن مصادفة وإنما هو تصرف ممنهج ويمثل كارثة لأنه يعرض حياة المدنيين للخطر.

وأفاد أن رد الدولة على الانتهاكات القطرية سيكون متزناً وقانونياً هدفه أمان الأجواء وسلامة أرواح الركاب، محذراً أن تلك الحوادث كان بإمكانها أن تؤدي إلى كارثة تطال حياة المدنيين وَتمثل تصعيدًا غير مسؤول في الأجواء السياسية التي تخلقها قطر عبر أزمتها.