«إيلاف» من الرباط: مع كل محطة جديدة من الانتخابات الجزئية التي شهدتها عدة دوائر انتخابية بالمغرب، تتجه الأنظار إلى أحزاب الغالبية الحكومية التي تخلع في كل مناسبة رداء الحليف وتلبس ثوب الخصم المنافس الطامح إلى تعزيز كتلها النيابية بالغرفة الأولى بالبرلمان المغربي.

ففي دائرة العرائش (شمال البلاد)، تتجدد المواجهة بين حزبين من الغالبية الحكومية، هما حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة الشعبية، على المقعد الذي أسقطته المحكمة الدستورية في وقت سابق، والذي كان يشغله شخص محمد السيمو، رئيس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبيرالمنتمي للحركة الشعبية .

ويدخل الحزبان الحليفان دائرة التنافس والمواجهة على المقعد النيابي الشاغر في الدائرة التي تحظى بنوع من الخصوصية، حيث دفع حزب رئيس الحكومة، بأحمد الخاطب، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، مرشحا لمنافسة، محمد السيمو، البرلماني الحركي الذي طاله قرار إلغاء انتخابه، بسبب سقوط حملته الانتخابية في مخالفات جعلت منافسيه يطعنون في انتخابه.

محمد السيمو في ضيافة محند العنصر أمين عام حزب الحركة الشعبية

ويرتقب أن تزيد المحطة الانتخابية المرتقب إجراؤها في ال25 من يناير الجاري، من حدة التقاطب بين مكونات الغالبية الحكومية، حيث لم يتردد حزب التجمع الوطني للأحرار في إعلان دعمه المباشر لمرشح حزب الحركة الشعبية، بالإضافة إلى حزب الاتحاد الدستوري، وكذلك حزب الاتحاد الاشتراكي الذي انسحب مرشحه من المنافسة في آخر لحظة، وهو يمثل شبه تحالف من داخل الغالبية الحكومية ضد مرشح حزب العدالة والتنمية الذي يقودها، الأمر الذي يعكس حسب مراقبين، قوة حزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة رجل الأعمال عزيز أخنوش، الذي دعم حزب الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الجزئية التي عرفتها دائرة الناظور ودائرة جرسيف ، مطلع الشهر الجاري، ومكنته من استعادة فريقه النيابي بمجلس النواب.

وتشير التوقعات إلى أن حظوظ مرشح حزب الحركة الشعبية في استعادة مقعده بمجلس النواب كبيرة ، نظرا للمعطيات الميدانية والنتائج التي حققها الحزب في الانتخابات التشريعية العادية ل7 أكتوبر 2016، بعدما نجح في تصدر القائمة بالدائرة الانتخابية العرائش، متفوقا على لائحة حزب العدالة والتنمية للمرة الأولى، الذي كان يعاني من خلافات حادة ومشاكل تنظيمية منذ سنة 2011، لم ينجح في تجاوزها إلى اليوم.

أحمد الخاطب مرشح العدالة والتنمية رفقة سعد الدين العثماني أمين عام الحزب

ورغم كل المؤشرات التي تصب في مصلحة مرشح الحركة الشعبية، يراهن حزب العدالة والتنمية في حملته الانتخابية الجارية على التواصل المباشر مع المواطنين وقواعده لحثهم على المشاركة المكثفة في الاقتراع، أملا في إلحاق الهزيمة بالمنافس الأبرز للحزب في الإقليم، ورد الاعتبار أمامه، بعدما نجح محمد السيمو في انتزاع رئاسة المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير من حزب العدالة والتنمية رغم تصدر هذا الأخير نتائج الانتخابات المحلية لسنة 2015، الأمر الذي مثل ضربة موجعة للحزب بالمدينة التي كان يسيرها لوحده طيلة ولايتين متتاليتين.

ويؤكد برنامج الحملة الانتخابية الأهمية التي توليها قيادة حزب العدالة والتنمية للانتخابات الجزئية بدائرة العرائش، حيث سيشارك في تأطير لقاءاتها عدد من القيادات الوطنية المحسوبة على التيار المؤيد للأمين العام السابق عبد الإله ابن كيران، من أبرزهم عبد العزيز أفتاتي وأمينة ماء العينين، عضوا المجلس الوطني للحزب.