واشنطن: تحدَّد شكل رئاسة دونالد ترمب بعلاقات دائمة التغيّر في البيت الأبيض ولكن تصالح الرئيس الأميركي مع شخص معين من خارج الادارة يمكن أن يثبت كونه الحدث الأكبر أهمية. 

وهذا الشخص، كما تقول شبكة سي ان ان، هو قطب الاعلام الملياردير روبرت مردوخ الذي تضم امبراطوريته الاعلامية قناة فوكس نيوز وصحيفتي وول ستريت جورنال ونيويورك بوست في الولايات المتحدة. 

مصالحة

بهذه المصالحة تعود المياه الى مجاريها مع شخص يحترمه ترمب بكل المعايير. ولكن هذا الاحترام لم يكن متبادلاً على الدوام. وينقل مايكل وولف في كتابه الذي اثار ضجة "النار والغضب" عن مردوخ وصفه ترمب بـ"الأبله"، ويضيف ان قطب الاعلام الملياردير لم يخف نفوره من ترشح ترمب خلال الايام الأولى من الحملة الانتخابية عام 2016. 

ولكن كتاب وولف يشير إلى أنّ مشاعر ترمب تجاه مردوخ كانت تختلف تماماً. 

يرى مايكل دانتونيو كاتب سيرة ترمب والمعلق في شبكة "سي ان ان"، أن مردوخ لم ينظر دائما الى الرئيس على انه رجل أعمال جاد، ويلاحظ ان ثروة ترمب كانت "في احيان كثيرة ثروة وهمية، ولهذا السبب كان يكن اعجاباً كبيراً" بمردوخ المعروفة مصادر ثروته. 

الوسيط كوشنر

وحين اقترب ترمب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وفي النهاية بالرئاسة، قرر مردوخ إعلان هدنة معه. ثم توسط جاريد كوشنر صهر ترمب في المصالحة بينهما، وبدأ مردوخ يدردش مع ترمب عن طريق الهاتف. واستمرت هذه المكالمات بعد انتقال ترمب الى البيت الأبيض.

وإذا كان نيل تأييد مردوخ مكسباً لترمب، فإن مردوخ حقق شيئاً يطمح به منذ سنوات في الولايات المتحدة، وهو امكانية الوصول الى صانع القرار الجالس في قمة الهرم مباشرة، كما يستطيع ان يفعل في بريطانيا وبلده الأصلي استراليا، بحسب الصحافي ديفيد فولكينفليك مؤلف كتاب "عالم مردوخ". 

ويقول فولكينفليك إن مردوخ يتحدث مع ترمب بانتظام ويلتقي به في احيان كثيرة. 

يعرف مردوخ انه بعلاقته هذه يستطيع ان يؤثر على ترمب سياسياً. وافادت تقارير أن مردوخ كان له ضلع في اختيار ترمب رئيس مفوضية الاتصالات الفيدرالية التي لديها سلطة فرض ضوابط، تشمل بعض مؤسسات مردوخ الاعلامية أو سلطة رفع هذه الضوابط، كما يجري الآن. 

صفقة رابحة

في هذه الاثناء تحاول وزارة العدل منع شركة أي تي اند تي العملاقة للاتصالات من استملاك شركة تايم وارنر، وهي من أكبر الشركات الاعلامية المنافسة لمنافذ مردوخ الاعلامية والشركة الأم لشبكة سي ان ان. 

في المقابل، لا ينال ترمب اهتمام مردوخ بما يقوله ويقرره فحسب، بل ويضمن تغطية ايجابية باستمرار على قناة فوكس نيوز. 

وكان تحويل فوكس نيوز الى شبكة مؤيدة لترمب صفقة رابحة لمردوخ والرئيس على السواء. وظلت شعبية القناة قوية رغم الفضائح التي هزتها والأسماء الاعلامية اللامعة التي فقدتها. 

يقول الصحافي فولكينفليك إن مردوخ سيواصل تحالفه مع ترمب ما دام مثل هذا التحالف مربحاً، "ولكن هذا الرجل برغماتي وذو توجه تجاري الى أقصى الحدود". 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "سي ان ان". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://money.cnn.com/2018/01/17/media/rupert-murdoch-donald-trump/index.html