«إيلاف» من لندن: اعلنت مصادر ايرانية اليوم مقتل عدد من معتقلي الاحتجاجات الايرانية الاخيرة تحت التعذيب .. فيما كشف امام جمعة همدان عن تعرض 60 مكتبًا لأئمة الجمعة للهجوم في المدينة.

وابلغ مهدي عقبائى عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية “إيلاف" اليوم ان عددًا من معتقلي الاحتجاجات قتلوا اثر التعذيب الذي مارسته اجهزة النظام الامنية في مدينتي أراك وسط البلاد وسنندج شمال شرقها.

واوضح ان سيد شهاب أبطحي 20 عامًا قد اعتقل قبل اسبوعين في مدينة أراك تحت التعذيب ورميت جثته أمام منزل والده بعد 10 أيام من اعتقاله . واشار الى ان احد المحتجين قتل قبله ايضًا وهو وحيد حيدري بائع متجول 22 عامًا في محافظة "مركزي" في معتقل مركز الشرطة 12 بمدينة أراك. 

واضاف ان معتقلي الانتفاضة في مدينة أراك نقلوا بداية إلى السجن المركزي في المدينة ثم إلى قاعدة للبسيج في ساحة تسمى المقاومة فيما تم نقل معتقلين آخرين إلى بناية لمخابرات أراك بجانب ثكنة البسيج. وحسب اعتراف قادة النظام في أراك والمدن الأخرى بمحافظة مركزي فقد تم اعتقال 396 شخصًا خلال الانتفاضة.

وبين ان حسين قادري 30 عامًا وهو من معتقلي الانتفاضة قد قتل ايضًا في 17 من الشهر الحالي تحت التعذيب في مدينة سننج بعد نقله إلى عنبر معزول في السجن المركزي للمدينة. وأكد عقبائى بان سارو قهرماني 24 عامًا وهو من بين المعتقلين كذلك قد قتل نتيجة التعذيب في الثالث من الشهر الحالي تبعه كيانوش زندي 26 عامًا خريج كلية الهندسة بجامعة سنندج.

وقال انه في غضون ذلك توفي في المستشفى، حسن تركاشوند الشاب البالغ من العمر 23 عامًا الذي تعرض لرصاص مباشر من عناصر قوات الامن يوم 30 ديسمبر ولم تسمح عناصر المخابرات لعائلته على غرار العوائل الأخرى لضحايا الاحتجاجات بدفن وتشييع جنازاتهم وتم دفنهم سرًا.

ودعا عقباني بإسم المقاومة الإيرانية مجلس الأمن الدولي وعموم الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى اتخاذ تدابير حازمة حيال هذه الجرائم مطالباً المفوض السامي لحقوق الإنسان بارسال فوري للجنة تحقيق للنظر في وضع السجون والعمل على إطلاق سراح المعتقلين خلال تظاهرات الاحتجاج الأخيرة دون قيد أو شرط.

إمام جمعة همدان: المحتجون هاجموا 60 مكتبًا لأئمة الجمعة 

ومن جهته، كشف غياث الدين طه محمدي امام جمعة مدينة همدان عن تعرض حوالي60 مكتباً لأئمة الجمعة للهجوم في المدينة على الرغم من ان أئمة الجمعة ومكاتبهم في معظم المدن الإيرانية هم في مقدمة الضالعين بالجرائم وحالات السرقة والفساد الأخلاقي والمالي وهم ممثلون عن المرشد الاعلى علي خامنئي ومعيّنون من قبله.

واشار محمدي في تصريح صحافي نقلته وكالات انباء ايرانية الى ان مشكلات المواطنين ليست لها علاقة بخامنئي.. متسائلاً بالقول "لماذا يرون جميع مشاكل البلاد من جانب قائد الثورة فيما تكون صلاحيات الولي الفقيه منبثقة من القانون ولا يمكنه التدخل في عمل الأجهزة والسلطات الأخرى خارج القانون فقيادة الثورة تختلف عن إدارة البلاد ومعنى الولاية المطلقة للفقيه ليس أنه يستطيع أن يفعل أي شيء فهو ملتزم بالقانون"، على حد قوله.

ومن ناحية أخرى وخوفا من إثارة مشاعرالغضب للمواطنين وجّه 40 عضوا في مجلس شورى النظام اليوم رسالة إلى الرئيس حسن روحاني وغيره من قادة النظام أكدوا فيها قلقهم من احتدام مشاعر الغضب والاستياء لدى المواطنين قالوا فيها "لغرض منع توسع جذورالاستياء جراء العديد من الاعتقالات من قبل قوى الأمن والإستخبارات والأمن الداخلي، ونحن إذ نشكر جهود جميع الأحباء يبدو أن استمرار احتجاز المعتقلين وإطالة فترة ايقافهم وخاصة الطلاب وعلى وجه التحديد الطالبات المحتجزات، سيجلب المزيد من المشكلات".. محذرين من انه "إذا لم يتم تحليل هذه القضايا وتحليلها بدقة ستواجه المصالح الوطنية للبلاد أضراراً".

وقال محمد عزيزي عضو في مجلس شورى النظام خلال خطابه الموجه لرئيس المجلس قبل ايام، لقد "نُهبت أموال المواطنين يا سادة، علينا أن نقبل هذا الواقع، المواطنون طغت عليهم هموم ومغلوب على أمرهم، إلى أين أوصلناهم. المواطنون جاؤوا واحتجوا على الغلاء، كلنا جئنا وقلنا سمعنا صوتكم. وأكد المسؤولون والوزراء ونواب المجلس بأننا سمعنا صوت الشعب. وقلنا إن هناك غلاء وأكدتها الحكومة وكذلك المجلس أكد أن هناك غلاء، ولكن هذا كان علاجًا كلاميًا، من هو المسؤول. من الذي عليه أن يتابع". 

وحسب الاحصائيات الحكومية، فإن 90 بالمائة من المعتقلين الذين قارب عددهم 8 آلاف معتقل أعمارهم دون 25 عاما وأن 35 بالمائة منهم طلاب مدارس. وتشهد 140 مدينة ايرانية منذ اواخر الشهر الماضي تظاهرات احتجاج ضد سوء الاوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد اسفرت عن مقتل العشرات من المحتجين برصاص الاجهزة الامنية للنظام.