«إيلاف» من القاهرة: مع بدء تلقي طلبات الترشح اليوم السبت، أعلن كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش الأسبق ترشحهما للانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن ترتفع سخونة المواجهة بين الرجلين، لاسيما أن كلاهم يتمتع بشعبية كبيرة.

وقال الفريق سامي، نائب رئيس المجلس العسكري، الذي حكم مصر في أعقاب سقوط نظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ترشحه للرئاسة، في مقطع فيديو نشر على صفحته على فيسبوك "أعلن اليوم إنني قد عقدت العزم على تقديم أوراق ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية"، مضيفًا أن ترشحه يأتي "لإنقاذ الدولة المصرية".

وأعلن "تكوين نواة مدنية لمنظومة الرئاسة تتكون من هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات نائبا لشؤون حقوق الإنسان وتفعيل الشفافية، وحازم حسني الأستاذ في كلية السياسة والاقتصاد (متحدثا للرئاسة)".

ودعا عنان مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية إلى الوقوف على الحياد بين جميع من أعلنوا نيتهم الترشح للرئاسة.

وانتقد عنان الأوضاع في مصر في ظل حكم السيسي، وقال: "أيها الشعب المصري السيد في الوطن السيد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتوجه إليكم بهذا الحديث، بعد سنوات عصيبة مرت بها بلادنا التي تجتاز اليوم مرحلة حرجة من تاريخها مليئة بالتحديات وعلى رأسها توتر خطر الإرهاب الأسود في مصر وتردي أوضاع الشعب المعيشية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم فضلا عن تآكل قدرة الدولة المصرية على التعامل مع ملفات الأرض والمياه وإدارة موارد الثروة القومية وعلى رأسها المورد البشري، وما حدث كل ذلك إلا نتيجة سياسات خاطئة حملت قواتنا المسلحة وحدها مسؤولية المواجهة دون سياسات رشيدة تمكن القطاع المدني بالدولة من القيام بدوره متكاملا مع دور القوات المسلحة".

وتابع عنان قائلا: "أيها الشعب السيد في الوطن السيد، إنني أعلن أمامك اليوم أنني قد عقدت العزم على تقديم أوراق ترشحي لمنصب رئيس الجمهورية على الهيئة الوطنية للانتخابات وفق ما هو معلن من قواعد وتعليمات تنظيمية فور انتهائي من استيفائي لإجراءات لابد لي من استيفائها كرئيس أسبق لأركان حرب القوات المسلحة المصرية."

ويعتبر عنان أقوى المرشحين المنافسين للسيسي، ويحظى بشعبية واسعة في مصر، لاسيما أنه شغل منصب رئيس أركان الجيش أثناء ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأدار البلاد إلى جانب وزير الدفاع آنذاك حسين طنطاوي، ويترتبط بعلاقات وطيدة من نشطاء ثورة 25 يناير، بالإضافة إلى الرموز السياسية والحزبية بمصر.

وأسس عنان حزب "مصر العروبة"، وأجرى عدة جولات في مختلف محافظات مصر، منذ عدة سنوات، لصنع شعبية للحزب، وعقد لقاءات مع الشباب والرموز السياسية والعائلية.

اسمه بالكامل سامي حافظ عنان، ولد في شهير فبراير 1948 في قرية سلامون القماش مركز المنصورة، محافظة الدقهلية شمال مصر. ودرس في كلية أركان الحرب في فرنسا، وحصل على زمالة كلية الدفاع الوطني من أكاديمية ناصر العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا، وتدرج في مناصب الجيش المصري حيث تولى منصب رئيس فرع العمليات في يوليو عام 1998، ورئيس أركان قوات الدفاع الجوي في يناير عام 2000، ثم قائداً لقوات الدفاع الجوي عام 2001، وبعدها أصدر الرئيس المصري السابق حسني مبارك قراراً بتعيينه رئيساً للأركان عام 2005 برتبة فريق.

شغل عنان منصب رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري، الذي أدار حكم مصر بعد اسقاط حكم حسني مبارك في 11 فبراير 2011، واستمر في منصبه حتى 12 أغسطس 2012، عندما أقيل بقرار من الرئيس الأسبق محمد مرسي، وصدر قرار بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية.

وفي أوائل العام 2014 أعلن عنان ترشحه لانتخابات الرئاسة منافسًا للسيسي، إلا أنه تراجع عن قراره بعد أيام، إلا أن جميع المؤشرات تقول إنه لن يتراجع هذه المرة.

ويعتبر عنان منافس قوي للسيسي، وقال الدكتور محمد عبد السلام الخبير السياسي، إن رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، مرشح قوي، ومعروف عنه أنه صاحب شخصية حازمة.

وأضاف لـ"إيلاف" أنه يحظى بشعبية كبيرة في أوساط المصريين، ولديه مؤيدين كثر في المؤسسة العسكرية أو باقي مؤسسات الدولة المصرية، منوهًا بأن اختيار سامي عنان لمعاونيه يبعث برسائل مهمة للشعب المصري، لاسيما المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، الذي أقاله السيسي، بسبب تصريحاته عن تفشي الفساد في مصر، وقال إنه يكلف الدولة 600 مليار جنيه.

ولفت إلى أن جنينة لديه شعبية طاغية في مصر، وكانت هناك محاولات لترشيحه منافسًا للسيسي.

بينما قال سامي بلح، الأمين العام لحزب مصر العروبة، إن "سبب اختيار الحزب للفريق عنان يرجع لكونه "شخصية وطنية وعلى تواصل دائم ومتابع للأحداث"، وقال إنه "مرشح قوى وليس كومبارس أو صورة، ونتمنى أن يحوز على ثقة الشعب المصري ويفوز في الانتخابات".

وأضاف لـ"إيلاف" أنه ليس كل من يترشح في انتخابات الرئاسة أمام الرئيس الحالي خائن أو "كومبارس". مشيرًا إلى أن كل من يترشح هو من أبناء هذا البلد وعلينا أن نحترمه وأن نستمع إليه وإلى برنامجه الانتخابي وأن نترك الاختيار للشعب صاحب القرار النهائي.

وقال الدكتور ها هيليير، وهو زميل غير مقيم في معهد الملكية المتحدة للخدمات، في تصريحه لصحيفة التليجراف البريطانية، إن سامي عنان ليس رقماً لا يذكر، فهو يمتلك عناصر مهمة.

وتابع: عنان رجل عسكري سابق وبالتالي هو مقبول عند شريحة واسعة من المصريين الذين يرون العسكر هم الأكثر قدرة على إدارة البلاد منذ عام 1952. كما أنه كشخص عسكري سابق كبير جداً يحظى باحترام وقبول داخل المؤسسة العسكرية.

وأضاف هيليير إن عنان لا يعرف عنه أنه شخص حليف للسيسي، وبالتالي لا يمكننا القول أنه يسير نحو الانتخابات ببساطة إلا ليمثل تحدياً أمام منافسه.

وحسب قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، فإن الانتخابات ستجرى داخل مصر على مدى ثلاثة أيام من 26 إلى 28 مارس المقبل.

وتبدأ الهيئة اليوم 20 يناير ولمدة عشرة أيام في تلقي أوراق الترشيح. وستعلن قائمة المرشحين النهائية يوم 20 فبراير المقبل.

ويشترط الدستور المصري، على من يتقدم لخوض السباق الفوز بتزكية 20 من أعضاء مجلس النواب، أو تأييد 25 ألف من المواطنين من 15 محافظة مصرية على الأقل وبحد أدنى 1000 تأييد للمحافظة الواحدة، وتسابق نواب البرلمان في تزكية السيسي وحصل على تأييد 516 نائبًا من أصل 591 نائبًا في البرلمان.