تخلى سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربي، عن تحفظه المعهود، ووجّه انتقادات حادة إلى خصوم الحزب، مؤكدًا وجود وسائل العرقلة نفسها التي كانت في مرحلة سلفه عبد الإله ابن كيران.

إيلاف من سلا: قال العثماني "نحن لا نتوهم. وسائل العرقلة نفسها التي كانت في الولاية السابقة مستمرة، والمواقع نفسها التي كانت تعادينا مازالت في أماكنها، وسيستمر تشويشها في المراحل المقبلة".

أضاف العثماني في تقرير سياسي قدمه أمام أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في دورته العادية التي انطلقت اليوم السبت، في مركب مولاي رشيد قرب مدينة سلا المجاورة للرباط، مؤكدًا "نحن لا نتوهم ولا نقفز على الواقع، بل ننظر إلى الحقيقة كما هي".

وشدد العثماني على أن حزب العدالة والتنمية سيستمر في الدفاع عن الإصلاح بالطريقة والأسلوب نفسيهما، معتبرًا أن حزبه سيظل وفيًا لحلفائه، وخاصة حزب التقدم والاشتراكية، الذي أكد أنه تحدث في موضوع تعديل الحكومة مع أمينه العام نبيل بن عبد الله، أمس الجمعة، معبّرًا عن تمسكه بالتحالف القائم بين الحزبين.

زاد العثماني في رسالة طمأنة أمام أعضاء برلمان حزبه "نقدر عاليًا الأدوار التي اضطلع بها حزب التقدم والاشتراكية، والجرأة التي تحلى بها في الولاية السابقة، ومن مبادئنا الوفاء، ولن نتراجع أمام أي ضغط"، نافيًا أن يكون هناك أي "بلوكاج" يعرقل ترميم الحكومة بعد "الزلزال السياسي".

وعاد العثماني إلى حدث إعفاء عبد الإله ابن كيران من تشكيل الحكومة، معتبرًا أن هذا الحدث "كان أليمًا، ورغم ذلك نجح الحزب في هذا التمرين في تغليب المصلحة الوطنية، والنظر إلى المستقبل، بفضل ما راكمناه من مصداقية"، كما نوه العثماني بالمواقف التي عبّر عنها عبد الاله ابن كيران، ووجّه التحية إلى كل القيادة السابقة التي تحلت بالحكمة والإتزان قي المرحلة الصعبة".

وأشار أمين عام "العدالة والتنمية" إلى أن حزبه نجح في اجتياز محطة المؤتمر بسلام، مؤكدًا أن "الذين كانوا يراهنون على ضعف وانقسام الحزب خاب ظنهم، وخرج الحزب من مؤتمره الوطني الثامن قويًا"، وأبرز العثماني أن الحزب سيظل "موحدًا؛ قويًا ومصرا على استمراره في أداء رسالة الإصلاح".

ركز العثماني في عرضه على أهمية تقوية منسوب الديمقراطية بالبلاد، معتبرًا أن حزب العدالة والتنمية ينبغي أن يواصل القيام بدوره في هذا الباب بشراكة وتعاون مع كل القوى الديمقراطية والإصلاحية بالبلاد.

وشدد أمين عام الحزب القائد لتحالف الغالبية الحكومية على أنه سيعمل على تقوية التلاحم الداخلي ووحدة &صف الحزب عبر إطلاق "ورش الحوار الداخلي من أجل تقريب وجهات النظر وترميم هوة الاختلاف في التقدير، في أفق بناء قراء سياسية مشتركة بين عموم الأعضاء تجديدًا لمشروعنا الإصلاحي ومواجهة لما استجد من أسئلة وإشكاليات"، وفق تعبيره.

لم يتردد العثماني في طلب دعم الحزب لحكومته، وقال: "تسترعي منا اللحظة التعبئة الجماعية"، متعهدًا بالاستمرار في مواصلة "الإصلاحات التي بدأتها الحكومة السابقة، وفتح إصلاحات جديدة سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي".