باريس: اعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان ممثلي ثلاثين دولة سيلتقون الثلاثاء في باريس لاطلاق مبادرة تعمل على منع مستخدمي السلاح الكيميائي من الافلات من العقاب، وذلك بعد استخدام روسيا مرتين لحق الفيتو لمنع مواصلة تحقيقات دولية لكشف مستخدمي هذا النوع من السلاح في سوريا.

وقال لودريان في مقابلة مع صحيفة لو فيغارو الفرنسية تنشر الاثنين "بمواجهة هذا الوضع (في سوريا) سنعلن من باريس، بمشاركة ثلاثين دولة، اطلاق مبادرة الهدف منها منع من دينوا باستخدم الاسلحة الكيميائية من الافلات من العقاب".

وتابع الوزير الفرنسي ان "بامكان الدول التي ترغب بذلك، اعداد لوائح بالاشخاص المشتبه بهم" في هذا المجال.

من جهتها اوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، ان الدول المجتمعة ستضع بايدي المجتمع الدولي والراي العام كل المعلومات التي تملكها حول المسؤولين المتورطين باستخدام الاسلحة الكيميائية، كما سيتم انشاء موقع خاص على الانترنت بهذا الصدد خلال مؤتمر باريس.

واضاف لودريان في مقابلته "بموازاة ذلك ستفرض فرنسا عقوبات، من نوع حرمان من تأشيرات وتجميد اصول مالية، بحق بعض الاشخاص المتورطين بهذه البرامج" الكيميائية.

وقال الوزير الفرنسي ايضا "ان تصميمنا راسخ لاجبار هؤلاء المسؤولين عن جرائم فظيعة على دفع ثمن افعالهم".

وكانت روسيا الداعمة الاساسية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، استخدمت مرتين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حق الفيتو في مجلس الامن لمنع تجديد عمل خبراء دوليين مكلفين التحقيقات حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي اصدر محققو بعثة مشتركة من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، تقريرا خلص الى مسؤولية نظام الاسد عن الهجوم الكيميائي على قرية خان شيخون في شمال سوريا الذي اودى باكثر من ثمانين شخصا في الرابع من نيسان/ابريل 2017.

الا ان موسكو رفضت هذه الخلاصات واخذت على الخبراء عدم زيارتهم مكان الحادث، والاستناد الى شهود تقول انهم مرتبطون بالمعارضة.

وكان النظام السوري التزم في ايلول/ٍسبتمبر 2013 التخلص من ترسانته من السلاح الكيميائي، ليفلت في اخر لحظة من ضربات جوية كانت الولايات المتحدة تستعد لتوجيهها اليه، ردا على هجوم بالسلاح الكيميائي اوقع مئات القتلى في الحادي والعشرين من آب/اغسطس 2013 قرب دمشق.

وتابع لودريان في مقابلته "ان عملية نزع السلاح الكيميائي في سوريا لم تتم. لا يزال النظام يحتفظ بمخزونات منه، لا بل شن هجمات كيميائية بعد اتفاق 2013 ".

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضع "خطا احمر" على استخدام السلاح الكيميائي، واكد ان باريس ستتخذ اجراءات عقابية في حال تم تجاوز هذا الخط.

وافادت وزارة الخارجية الفرنسية ان السلاح الكيميائي استخدم ايضا في العراق، وفي مناطق من آسيا من قبل دول او منظمات.