«إيلاف» من لندن: شنّ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني هجوماً على منظمة حماس التي قال إنها تعمل بحسب إجندة ايران، وأنها أضاعت فرصة تاريخية للانخراط ضمن منظمة التحرير والقرار الوطني الفلسطيني، وعن دعوات حماس الخارج لانتفاضة مسلحة قال المجدلاني إن هذا كلام بدون جمرك مبيناً ان الشعب الفلسطيني لا يتلقى أوامر من طهران، ولا من نصر الله في لبنان. وأكد ان المصالحة تراوح مكانها بسبب حماس التي تخلت عن الحكومة ولكنها لا تريد التخلي عن الحكم. وشدد على أن الانقلاب في غزة قامت به حماس بدعم من إسرائيل. وقال إن واشنطن تحولت من موقف الراعي للمفاوضات بيننا واسرائيل الى موقف المنحاز.

واضاف مجلادني خلال حديث موسع مع إيلاف أن كل عملية مسلحة تضر بالفلسطينيين وتفقدهم التعاطف والدعم الدولي، واشار في ذات السياق ان الاجهزة الامنية الفلسطينية لا تنسق مع اسرائيل وان قرارات القيادة بهذا الشأن واضحة جدا، وان من يتهم الاجهزة الامنية بالتواطؤ مع اسرائيل فهذا اتهام باطل ومن السخف الرد عليه واتهم حماس واسرائيل بقلب الحقائق في هذا المجال.

وتكمن أهمية أحمد مجدلاني، بالاضافة الى عضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والامين العام لجبهة النضال الشعبي وكونه وزيراً سابقاً في الحكومة الفلسطينية فهو قريب من مركز اتخاذ القرار، وله علاقة وثيقة مع القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ابو مازن بحيث يوكل له الرئيس مهمات كثيرة ومتنوعة ذات طابع سري احيانا ويوفده لاستطلاع آراء الدول العظمى مثل الصين وروسيا بعد قرار الرئيس الاميركي ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وهو على علاقات وثيقة بقيادات عربية من العالم العربي وكان توسط قبل فترة بين المعارضة والنظام السوري لحل بعض الازمات بتوكيل من الرئيس كما يعرف المجدلاني بمواقفه الواضحة تجاه العملية السلمية وتجاه اسرائيل اذ يرى بحل الدولتين هو الاحل الافضل ضمن المبادرة العربية التي اقرت بقمة بيروت عام 2002 والتي اطلقتها العربية السعودية.

هنا نص الحوار:

كيف ترون الوضع بعد قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير؟

البيان هو محصلة لموازين القوى في منظمة التحرير والبيان شكل حد ادنى للتوافق بين الجميع رغم ان القرارات حظيت بدعم الغالبية في الجلس المركزي، وبالتالي هذا يعطي ان منظمة التحرير هي تعددية وهناك ائتلاف وطني كبير وتعاط مع توجهات الفلسطينيين ونحرص على القواسم المشتركة ويجب النظر على قرارات المجلس المركزي انه هو البرلمان المصغر والمجلس الوطني هو البرلمان الفلسطيني والمجلس التشريعي هو مجلس مصغر للصلاحيات المحدودة الممنوحة بموجب اتفاق اوسلو.

هل ما زال هناك شيء اسمه اتفاق اوسلو؟

برأيي اتفاق اوسلو مات منذ زمن بعيد فقد قتلوه وعمل نتانياهو على افراغه من مضمونه منذ ان كان في المعارضة وقد قتل اتفاق اوسلو مع انعدام الشريك الاسرائيلي لتنفيذه.

انتم تقولون لم يعد هناك شريك واسرائيل تقول انه لم يعد هناك شريك فلسطيني خاصة في ضوء خطاب الرئيس محمود عباس الاخير؟

باعتقادي لقد قتل الشريك الاسرائيلي مع اغتيال رابين. ولكن هذا السيناريو البائس الاسرائيلي يتكرر هو ذاته كما كان مع الراحل ياسر عرفات, فياسر عرفات هو من صنع السلام مع اسرائيل وحاز جائزة نوبل مع رابين وبيرس واصبح بعد ذلك شخصا غير ذي صلة وارهابيا وحاصرته اسرائيل لقتله والان يكررون نفس السيناريو مع الرئيس محمود عباس ومن يدعي انه لا يوجد شريك فلسطيني فعليه ان ينظر الى الاجراءات التي تقوم بها حكومة اسرائيل , اسرائيل حولت السلطة الفلسطينية الى سلطة بلا سلطة والى احتلال بدون كلفة, وايضا عملت على عزل قطاع غزة عن الضفة.

ولكن من قام بالانقلاب بغزة هي حماس وليست اسرائيل؟

من قام بالانقلاب هي حماس ومن دعم الانقلاب هي اسرائيل .

كيف؟

الحصار والاغلاق على غزة هو احد العوامل لتكريس الانقسام وكل عدوان اسرائيلي كان على غزة جاء لتعزيز مكانة حركة حماس السياسية واسرائيل لم تطرح ابدا على اجندتها ازالة حركة حماس او انهاء حكمها بغزة، وهذا كان واضحا من نقاشات الكابينيت الاسرائيلي في العدوان الاخير على غزة والانقسام بالاراء هناك حول الموضوع. وكان المطلوب توفير كل الامكانيات لبقاء حماس ووظفت هذا الامر لوجهين لصالحها فكانت تقول للعالم مع من اتفاوض مع حماس ام مع ابو مازن وعندما كنا نذهب باتجاه مصالحة مع حماس كانت تخيرنا بينها والعلاقة معها او مع حماس.

اين المصالحة اليوم؟

المصالحة تراوح مكانها وتواجه عقبات في مسألتين وهما: الموظفون والامن، وهاتان القضيتان توفران الحل لحكومة واحدة وسلطة واحدة وامن واحد لا اريد قول سلاح واحد انما امن واحد وقانون واحد لانه لا يمكن ان تكون سلطة واحدة مع نظامين ولا يمكن ان تكون سلطة تمول وسلطة تحكم على الارض والموظفين هم الاداة للادارة على الارض, والامن يضمن لحماس التحكم بالامور وللاسف حركة حماس لم تبدِ اي مرونة في هاتين القضيتين الاساسيتين كمفتاح التوصل للحل.

الم يكن هذا واضحًا قبل الان عندما وقعتم على المصالحة؟

كان مفهوما وهناك اتفاق موقع معهم ليس فقط الان بل منذ العام 2011 وحتى الان واتفاق 2011 فيه تفاصيل مملة حول الامن والموظفين. ولكن بالمناسبة لا اسهل من ان توقع حماس على اتفاق ثم تتنصل منه وذلك بسبب ما يسمونه سياسة "الاستدراكات" فهم يوقعون ثم يستدركون ان هناك شيئا ما ويتنصلون من الاتفاق ولكن النظرية الاهم لدى حماس والتي تحكم عملهم هي : تخلينا عن الحكومة ولم نتخلَّ عن الحكم وهذه قضية عقائدية.

هذا يعني لا توجد مصالحة؟

لغاية الان هناك مسار للمصالحة، لكن لم نحقق المصالحة وهذا وجه الدقة وبالتالي ان اردنا انهاء الانقسام يجب ان نأخذ المخاطرة للنهاية وقلنا انه في نهاية كل مصالحة يجب ان نصل الى الانتخابات، لان الصندوق هو القول الفصل وبشكل ديمقراطي لاننا حتى في هذا الخلاف لا نريد تغييب دور الشعب لان تغييب الشعب يؤدي بكل واحد ان يتصرف من موقفه كما يريد.

الى متى سيستمر الوضع على هذا الحال؟

الاستمرار بالوضع الراهن غير مقبول في مراوحة المصالحة مكانها وغير مقبول بحق شعبنا الذي علق امال على المصالحة وانهاء الانقسام وعودة الحياة العادية في غزة وحقة التمتع بالكهرباء والمياه النظيفة والسفر وعدم العيش في سجن كبير والتوقعات الكبيرة بدأت تنخفض وايضا قوتنا الداخلية ومواجهة الضغوط الخارجية تكون افضل مع الوحدة والموقف الوطني الموحد امام القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة واسرائيل وغيرها وجهات قوية وفاعلة ولها مصالح بالمنطقة للضغط على الموقف الفلسطيني للتوافق مع ما سمي بصفقة العصر وان بقي الوضع مفكك وغير موحد يضعف قوتنا في مواجهة الضغوطات الخارجية.

هذا يعني ان عدم مشاركة حماس وفصائل اخرى في منظمة التحرير وفي الاجتماع الاخير اضعفت الموقف الفلسطيني؟

لقد كانت امام حماس ثلاث خيارات للمشاركة وكان الخيار الافضل ان يرسلوا رسالة لرئيس المجلس الوطني يقولون فيها نحن حماس نريد ان نكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية ويصبحون جزء من المنظمة وخيار اخر ان يحضر رؤساء اللجان في المجلس التشريعي لانهم اعضاء طبيعيين في المجلس المركزي او كما فعلوا في العام 2015 ان يرسلوا وفد ممثل عنهم ويلقي كلمة مثلما كان حينها وقلنا لهم اختاروا ما تريدونه وبالمناسبة حتى اخر يوم تشاوروا ولكن الاتجاه الايراني داخل حماس هو الذي تغلب ولم يحضروا ولم يرسلوا اي وفد او ضيوف .

هذا يعني انه كان عليكم التحدث مع ايران؟

نحن يهمنا حماس الفصيل الوطني الموجود هنا في الوطن والذي مفترض ان يراعي بقرارته الوضع الفلسطيني الوطني وليس خياراته وارتباطاته الخارجية ولم نقل ان حماس كتلة واحدة ولكن حتى رسالة الاعتذار كانت مبررات واهية فقالوا ان المجلس المركزي انعقد تحت حراب الاحتلال فاحمد ياسين حضر المجلس المركزي عندما كانت اسرائيل لا تزال احتلال في غزة عام 1999, قبل الانسحاب والسيد اسماعيل هنية بنفسة كان يجر كرسي احمد ياسين , هل يعني ذلك ان الاحتلال كان مقبول حينها؟ حتى في 2015 جاء حسن يوسف من قادة حماس بالضفة وحضر والقى كلمة وبالمناسبة الفت الى ان ذات الشخصيات من حماس التي حضرت ممثلة عن حماس عام 2015 جاؤا وحضروا المجلس االاخير ولكن بصفتهم الشخصية وليسوا مبعوثين من حماس.

من؟

الدكتور الشاعر والدكتور ابو عيشة والدكتور الشاعر القى كلمة واقول بوضوح حماس اضاعت فرصة تاريخية كبرى للمشاركة في القرار الفلسطيني واضاعت فرصة لان تكون طرفا وطنيا فاعلا على الساحة وغلبت مصالحها الداخلية الضيقة وارتباطاتها الخارجية على مصلحة فلسطين الوطنية.

الان بعد الوضع الحالي وقولكم ان الولايات المتحدة لم تعد راعية عادلة للسلام ومنحازة لاسرائيل من يمكن ان يكون الراعي الجديد ؟ الاوروبيون الذين قال عنهم الرئيس انهم ساهموا باقامة اسرائيل على حسابكم ؟ الروس مثلا؟

لا نبحث استبدال وسيط بوسيط نحن الان نتكلم عن صيغة مؤتمر دولي للسلام ولذلك هذه الصيغة هي لعلاج كل المسائل ونحن نتحدث عن مشاركة كل الاطراف على قدم المساواة مثل الصيغة التي نتجت لحل الملف النووي الايراني نريد صيغة 5 زائد واحد او ثلاثة او اكثر لان الرباعية كانت فاشلة لان الولايات المتحدة افشلتها فاذا توافقت روسيا واميركا على بيان كان يصدر ويكون الاجتماع وان لم تتفقا فلم يحدث شيء. ثم ارسلوا لنا الى المنطقة مندوب نصاب وهو توني بلير ولم يفعل شبء وجلس هنا 12 عاما كان يكلفنا 12 مليون دولار سنويا تقتطع من اموال السلطة فكان نصابا دوليا واريدك ان تكتب ذلك ولم يفعل شيء سوى بزنس لنفسة وكان يسمسر لاسرائيل ويحاول فتح قنوات بين الاسرائيليين والخليجيين وهو صديق لمن يدفع له.

بالنسبة للتنسيق الامني مع اسرائيل اين وصل وكيف هو الان؟

نحن اتخذنا قرارا وكلفت اللجنة التنفيذية متابعته انطلاقا من ان المرحاة الانتقالية انتهت واسرائيل انهت كل الاجراءات فاتفاق باريس لم يبق منه سوى المقاصة والعائدات الضريبية ونقل الصلاحيات لم يتم فاسرائيل اعادت صلاحياتها فبولي (يواف مردخاي منسق اعمال الحكومة الاسرائيلية في المناطق) اقام هنا في بيت ايل حكومة موازية لحكومة الحمدالله وفي 2010 الحكومة الاسرائيلية اعادت الادارة المدنية وهذه الادارة تحاول التعامل مع البلديات ورؤساء البلديات والفعاليلات متجاهلة السلطة ومتجاوزة اياها والمنسق العام يتواصل مباشرة مع المواطنين الفليطينبيين عبر صفحته وموقعه.

كيف ترون هذا الامر؟

هذا اعادة احتلال وهذا ما يسمونه سلطة بلا سلطة هو حول كلفة الاحتلال على السلطة الفلسطينية من تعليم وشؤون اجتماعية وصحة والسلطة تصرف وهو مسيطر امنيا واداريا وبالتالي لا يوجد اتفاق لذلك التنسيق الامني هو ضمن الاتفاق العام ونحن لم نقم السلطة حتى نكون وكيل امني للاحتلال وان يستمر الاحتلال وما عملنا سلطة لتحسين حياة وظروف الفلسطيني تحت الاحتلال فالاسرائيلي منذ 15 عام يتحدث عن بناء الثقة وهي عنده توسيع منطقة من هنا وزيادة حجم التبادل التجاري من هناك وهذه لمصلحة اسرائيل .

ولكن انتم متعلقون بهم من ناحية الاقتصاد والعمل؟

نحن لا نعمل عندهم واستمرار الوضع الراهن كما هو ليس من مصلحتنا فليعطيني التمكن من مواردي الاقتصادية في مناطق C التابعة لفلسطين وان استطيع التصرف بها فانا استطيع ان اكتفي بها ولا حاجة للعمل في اسرائيل وانا كنت وزير العمل واعرف ما اقول, وان يكون عندي حرية الاستيراد والتصدير فانا ملزم شراء الوقود من عندهم كل عام بمليارين ونصف سنويا وبالنسبة له هو المستفيد ويمكنني ان استورد وقودا افضل واقل كلفة الا انني ملزم بالشراء منهم فقط, فهذا الاحتلال بدون كلفة وكل عام يصدر لنا الاسرائيلي الى سوق واسع ومفتوح بدون شحن وجمارك 5 مليار دولار وهذا الوضع افضل له ويحافظ على الوضع الراهن وغير معني بتغييرة ولماذا علي ان استمر هكذا؟ 

لذلك السؤال هو : هل الانتقال من الاتفاقيات المرحلية الى بناء الدولة يتم بدون دعم دولي وعربي؟

لذلك هذه مسؤولية دولية لتمكين دولة فلسطين المعترف بها دوليا وتمكينها من ممارسة سيادتها وت

انهاء الاحتلال الاسرائيلي.

اي انتم ما زلتم مع حل الدولتين؟

بالرغم من ان المسار السياسي السابق بالرعاية الاميركية انهى دوره ولم يعد قائما ولا يمكن العودة اليه الا اننا لا زلنا متمسكين بعملية السلام وحل الدولتين ونريد الية دولية جديدة ذات مغزى وتحت رعاية الامم المتحدة.

هناك اصوات فلسطينية تقول وخاصة بالخارج اذهبوا لحل الدولة الواحدة وخلال سنوات الفلسطينيون يكونون اكثر من اليهود وهكذا تكون الدولة؟

هذا يقود فقط الى نظام ابرتهايد لان هذا الحل غير مقبول على اسرائيل لا حل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة.

نفتالي بنيت من اركان الحكومة والمستوطنات قال يجب ضم الضفة؟

هم يريدون ضم المستوطنات لاسرائيل وليس الضفة وهم يعملون مع الاميركيين على حل يسمونه حل بعيد المدى وهو دولة في غزة وتقاسم اداري وكنتونات للحكم الذاتي داخا المدن والكتل الفلسطينية وهم يريدون السيادة والامن لهم والحكم الاداري ضمن كنتونات في الضفة الغربية اي نظام ابرتهايد جديد ويقولون للعالم نحن نمنحهم الادارة الذاتية وتسليك امورهم والامن لنا وهذا لسان حال الاسرائيلي بهذا الحل.

نعود لمسالة الامن هناك من يتهمكم في الايام الاخيرة بانكم اوصلتم الاسرائيليين الى الخلية في جنين التي يشتبه بقتلها المستوطن قرب نابلس؟

هذا ليس جديدا وعلى فكرة التفاصيل غير واضحة ومن قالوا انه حماس لم يقتل والقاتل لم يقبضوا عليه والاسرائيليون يقولون ذلك وهذا ليس اول اتهام ولا اخر اتهام وبرأيي الصحافة الاسرائيلية وحماس لعبوا كثيرا في هذا الموضوع, ومن جهة اخرى وزير دفاعهم ليبرمان قال عن عملية جنين: هذه معلوماتنا واستخباراتنا وامكانياتنا ولكن الاتهامات التي تأتي جزافا فهي سهلة ولا اريد الدفاع عن الاجهزة الامنية وهم اكثر وطنية من هؤلاء ولن ندخل بهذات السجال معهم لانه سخيف.

ماذا بالنسبة للموارد المالية للسلطة بعد التقليصات فيها من الولايات المتحدة وغيرها, الا تفكرون بتقليص التمثيل الخارجي والسفارات مثلا؟

هناك تراجع بحجم الدعم الخارجي منذ اربع سنوات ويزداد الضغط عللى الوضع الداخلي والضرائب المباشرة وغير المباشرة وهناك ترشيد للموازنة للسنة الرابعة وتضع اولويات الصرف وليس من الاولويات تقلبيص النشاط الخارجي لانه يحرز الانجازات الاخاجية والدولية وامر اخر هو ان اميركا علقت 280 مليون دولار كانت تخصصها عبر وكالة التنمية (يو اس ايد) USAID وكانت تصرف اكثر من نصف الموازنات على نفسها من مدراء ومستشارين ومختصين وكلهم اميركيين ومقر ال(يو اس ايد) في تل ابيب وليست هنا والشركات التي تنفذ هي اميركية وليس فلسطينية فقط المتعهد فلسطيني والعطاءات لشركات اميركية اي انهم دفعوا اموالهم لانفسهم ومن سيتضررهي شركاتهم ف(يو اس ايد) هي منظومة فساد ترعاها حكومة الولايات المتحدة ونحن لا نريد معروف منهم وباموالهم.

وتقليص الاونروا؟

هذا قرار سياسي الهدف الرئيسي هو تقويض وكالة الاونروا فهم يعتقدون ان الغاء الاونروا وضمها لمفوضية اللاجئين في الامم المتحدة, الاميركيين ونتانياهو يعتقدون, ان ذلك يعني ازاحة حق العودة ومسالة اللاجئين من المفاوضات كما ازاحوا قضية الاستيطان والحدود والامن.

اذن على ماذا بقي التفاوض؟

لا نعرف هل سنتفاوض على الادارة الذاتية في الكنتونات التي يرسمون لها؟ لا ابدا لا نريد ذلك ونحن نريد صيغة دولية تكون مفيدة للقضية الفلسطينية بمشاركة القوى الكبرى ونحن لم ننسحب من عملية السلام والرئيس مستمر بجهوده لايجاد صيغة دولية فيجتمع مع الاتحاد الاوروبي لطرح الرؤيا والافكار مع وزراء خارجية الدول الاوروبية وسينقل اصرارنا على المشاركة الدولية ومطالبة الدول التي لم تعترف بنا ان تعترف بفلسطين.

اين دور الدول العربية خاصة بعد كلمة الرئيس "حلوا عنا"؟

ليس المقصود ب "حلوا عنا" اي اتركونا, انما هناك مسؤولية على العرب ولا يمكن ان نخلي احد من مسؤوليته وهم ملزمون بالموقف الفلسطيني وعليهم تبنيه لانه يجيب على احتياجات بلدانهم وشعوبهم كما هو يستجيب مع احتياجات الفلسطينيين وهذا ينعكس على الاوضاع في المنطقة , وانا اريد ان اعرف ان كان اي طرف عربي يجروء القول انه موافق على قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل!

هل هناك احد تجرأ على ذلك من العرب؟

لا لم يكن واحد كهذا ولكن هناك من تجرأ وحاول ان يدفعنا من تحت الطاولة الانتظاراو القبول بذلك الى ما سيعلنه ترمب ضمن خطته التي سميت صفقة العصر وقالوا لنا لا تتعجلوا وتريثوا بالقرار.

اي طرف؟

لا اريد الخوض بذلك وهذا ليس وقته.

انت تقول ان العرب ملزمون بالقضية الفلسطينية فهل انتم ملتزمون للقضايا العربية؟

هم نعم ملزمون ونحن ملزمون واهم قرار سياسي واخلاقي هو اننا لا نتدخل في شؤونهم الداخلية بالرغم من ان لنا مصالح في كل دولة فالقضية الفلسطينية تهم الامن القومي العربي والان هناك خلل جديد فالبعض لم يعد يرى اسرائيل تشكل خطر على الامن القومي العربي بل يرون ايران هي التي تشكل التهديد والبعض يرون ان اسرائيل قد تكون شريكا في مواجهة ايران وهذا هو الخلل في الرؤية الان.

ألا تشكل ايران خطراً على الامن القومي العربي؟

ايران نعم تشكل خطرا ولم اقل انها لا تشكل خطرا ولا نوافق على تدخل ايران في المنطقة ونحن اول المتضررين من التدخل الايراني قبل كثير من الدول ولكن لغاية الان لا نعتبر الخطر الايراني يوازي الخطر الاسرائيلي فالاولوية عندنا اسرائيل التي تحتل ارضنا وتحتل القدس ومشكلة ايران انها دولة اقليمية توسع نفوذها في المنطقة وتصطدم بالمصالح الاميركية وتركيا ايضا دولة اقليمية ذات نفوذ تتوسع في العالم العربي وهناك اطراف عربية تراها خطر على الامن القومي العربي ايضا, والاخرين يعتبرون ايران ولكن نحن نعتبر اسرائيل الاولوية في تهديد الامن القومي اكثر من ايران وتركيا وهذا الاختلاف الجوهري مع تلك الاطراف التي تغلب مصلحتها الوطنية عن المصلحة العربية العامة وترى مصلحتها اهم من المصلحة الفلسطينية واقول ان المصلحة الفلسطينية اولا واخيرا, اكرر اولا واخيرا.

اي حل القضية الفلسطينية أولا ثم افعلوا ما تريدون؟

نحن نستند لمبادرة السلام العربية منذ 2002 في القمة العربية التي اطلقتها المملكة العربية السعودية كما هي بدون تعديل او تغيير في البنود والاولويات وهي الاساس لاي حل سياسي في المنطقة.

السعودية لا زالت تدعمكم ماديا؟

السعودية والجزائر هما البلدان الوحيدان الملتزمان بالتحويلات للسلطة بدون أي تأخير او تقليص.

الا يطلبون منكم شيئا بالمقابل؟

لا، لا يطلبون ولماذا يطلبون ولم يطلب منا التدخل في ازمة اليمن او قطر او ايران ولنا ايضا ازمة مع ايران ولم نقل انها اولوية وهذا موقفنا ولنا استقلالية ونتعامل مع السعودية باحترام وندية وهم يتعاملون معنا بالمثل.

قطر كانت تدعم حماس أما زالت؟

ولو، طبعا هل هذا بحاجة لسؤال! حماس بدون دعم قطر هل تستطيع ان تقوم بشيء ؟ انظر مهمة قطر كما قال الشيخ حمد بن جاسم ان الولايات المتحدة كلفت قطر رعاية حماس والتيار الاسلامي السياسي بين قوسين وهذه نظرية كونوليزا رايس وهي فاشلة من الاساس لان هذا "الاسلام السياسي" هو الرحم الذي يولد منه التطرف والحركات التكفيرية واساس كل التطرف وهذا الدور لا يزال مستمر بتكليف ورعاية اميريكية وهناك رعاية اميركية اخرى مكلفة بها الامارات لرعاية محمد دحلان ودعمه لمواجهة حماس وكلا التكليفين لهما وظيفة واحدة وهو تفتيت الشرعية الفلسطينية.

محمد دحلان يحظى برعاية مصرية ايضا فهل سيكون مرشحا للرئاسة مستقبلا؟

محمد دحلان لديه مشكلتان الاولى مع حركته حركة فتح التي اخرجته من صفوفها والثانية مع هيئة مكافحة الفساد لذلك امكانية تنافسة في الانتخابات من الناحية القانونية معدومة ولكن لنترك ذلك جانبا، الاساس هو نظرية البحث عن بدائل فالامريكان لم يتعلموا من الدرس انه لا يمكن اسقاط قائد على الشعب الفلسطيني بالمظلات " البراشوت" او بدبابة اميركية او اسرائيليا كما حدث بالعراق ولبنان عندما نصبوا بشير الجميل. لا يمكن للشعب الفلسطيني المسيس والناشط ان يقبل ذلك, فلا يمكن ان يأتي من خارج المؤسسات الدستورية والوطنية ونحن نظام مركب على التعددية والدمقراطية ولا توجد تعيينات. فمثلا بعد رحيل ياسر عرفات اجتمعت القيادة وانتخبت خليفة له ثم ذهبنا الى الشعب واتخب الرئيس بانتخابات دمقراطية وكان بها عدد من المرشحين مثل مصطفى البرغوثي وتيسير خالد وبسام الصالحي واي تغيير يمكن ان يحدث ان تنحى ابو مازن لسبب من الاسباب فاللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تختار رئيسا لها من بين اعضاءها بعد ذلك هناك انتخابات عامة لمرشح او مرشحين فاول على اخر القول الفصل لصندوق الانتخابات.

هل واردة امكانية استقالة الرئيس في هذه المرحلة؟

لا ابدا هذا غير مقبول وغير مطروح والرئيس بكامل نشاطه فهو يعمل بجهد وهمة والان في هذه المرحلة هو ينشط بشكل اكبر ووضعه الصحي ممتاز ونحن بحاجة الى قيادته وحكمته والامر غير مطروح بتاتا.

كيف ترون دعوات بعض الفصائل من الخارج خاصة لانتفاضة مسلحة وعمليات في ضوء التطورات؟

نحن لا نأخذ جمرك على الكلام وهذا كلام فارغ , نحن نريد مقاومة شعبية سلمية غير عنفية ونسلحها ببرنامج سياسي واقعي وكل عملية مسلحة تضر وتعطي اسلحة لاسرائيل وغيرها لمهاجمتنا فلماذا اعطيهم سلاحا ضدي فالعالم يقف معنا الان فلماذا نعطيهم اسبابا لتركنا والذهاب لخيار اخسر فيه الرصيد الذي عندي. اريد التذكير بالعصيان المدني الذي قام به الشعب الفلسطيني لمدة اسبوعين في القدس عند ازمة البوابات ادى الى كسر اسرائيل والتراجع عن قرارها بالبوابات الالكترونية على الاقصى الم يكن ذلك انجح خيار للفلسطينيين بدون عنف وحتى بدون اي حجر واحد بالرغم من استفزازات اسرائيل واعتقالاتها, الشعب قام بالعصيان المدني السلمي ونحن تعلمنا من ذلك ومن تجربة 2002 فلا يجب العودة لذلك.

هذا قد يكون موقف فتح وموقفكم ولكن حماس غير ذلك فصلاح العاروري يجتمع بنصر الله ويدعو لانتفاضة؟

الشعب الفلسطيني لا يقاد لا من طهران ولا من لبنان ولا يمكن لاحد ان يقوده من الخارج ولا يتلقى اوامر بالريموت كونترول لا من صلاح العاروري ولا من حسن نصر الله.

 الا تخشون من الردود الاميركية في ضوء موقفكم منها ومقاطعتكم لزيارة نائب الرئيس مايك بينس للمنطقة؟

لم يمر بتاريخ أميركا اضعف من هذه الادارة قليلة التجربة والمعرفة وهم يتخذون قرارات بدون معرفة التداعيات والابعاد المترتب عنها والاميركيين انتقلوا من موقف الراعي المنحاز لموقع الشريك للاحتلال وهذا يعني انها فقدت مصداقيتها ومن عدم خبرة هذه الادارة خاصة من مستشاريه وطاقمه هم مستووطنون وصهيونيون وهم اخطأوا في تقدي رقراءة ردة فعل الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية ولم يعرفوا ان باستطاعتنا تحريك العالم وهذا ما فعلناه ومستمرون به. الامر الاخر الاميريكيين حشرونا وظهرنا للحائط ولم يعد لنا ما نخسره وهم لديهم الكثير ما يخسروه لم يبقى لنا سوى حياتنا فليجربوا ان يأخذوها, كل يوم اتي من بيتي الى مكتي ومن ثم لمكتب الرئيس واعود لبيتي فيمكنهم يمكنهم ان يعتقلونيي او يغتالونني فانا بدون حراسة, وهذا حال الرئيس وحال الشعب كله اذن ماذا يريدون؟ ان يوعزوا لنتانياهو احتلال الضفة فهذا ليس جديدا ونعرف كيف نواجههم على ماذا نخاف؟ هذه الكرافته تخلعها وننزل للشارع ونحن لم نأتي من اكسفورد الى هنا نحن كنا مقاتلين ولم نكن نلعب مع الاسرائيليين.

كانت هناك محاولات للاميركيين للقاء فلسطينيين بشأن زيارة مايك بينس نائب الرئيس الاميركي؟

هم حاولوا بكل الطرق حتى حاولوا مع رجال اعمال صغار حتى مع "دكنجية" ولم يرض احد ان يجلس معهم واتحدى الاميركيين ان يجلسوا مع فلسطيني واحد في هذه المرحلة. لا يوجد لنا اي سبب للعلاقة مع الاميركيين فهم اغلقوا فعليا ممثليتنا في واشنطن ثم قرار بالكونغرس تعليق المساعدات للسلطة ومن ثم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرئيل ثم يعلق المساعدات للاونروا ثم يعلن ان الاستيطان شرعي وقانوني , فكيف نتعامل معهم على اي اساس ؟ لا مجال لاي علاقة.

اذن ماذا سيكون الان؟ وما موقف روسيا والصين فانت زرت البلدين مؤخرا مبعوثا من الرئيس؟

روسيا وعلى لسان وزير خارجيتها قالت ان لقاء عباس ونتانياهو في موسكو ما زال مطروحا وبحسب محادثاتي هناك هم مستعدون لمؤتمر دولي للسلام الى جانب الولايات المتحدة وايضا الصين القوة الاقتصادية الثانية بالعالم ابدت استعدادها للمشاركة ضمن مؤتمر دولي الى جانب الولايات المتحدة فكل الاطراف الدولية لم تطرح نفسها كبديل للولايات المتحدة بل شركاء مع الولايات المتحدة ونحن نسعى الى عقد مؤتمر كهذا وبمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الاوروبي وكل القوى الفاعلة تحت رعاية الامم المتحدة وتشكيل الية ملزمة للحل على اساس حل الدولتين والمبادرة العربية.