لندن: كشف مدع لمحكمة في لندن الاثنين أن رجلا دهس بسيارة فان حشدا من المصلين المسلمين خارج مسجد في لندن في يونيو الماضي، تحرك بدافع الغضب من هجمات دامية نفذها إسلاميون في بريطانيا وتأثر بمسلسل تلفزيوني تناول مهاجمة رجال مسلمين لفتيات بيضاوات.

وقال المدعي جوناثان ريز نقلاً عن مذكرة تركها السائق في سيارة الفان، إن أوزبورن 48 عامًا انتقد أيضًا الساسة ووصف رئيس بلدية لندن صادق خان بأنه عار، وزعيم حزب العمال جيريمي كوربين بأنه "متعاطف مع الإرهابيين".
وأضاف ريز لمحكمة وولويتش كراون، بحسب ما أفادت رويترز، أن المذكرة وصفت المسلمين بأنهم مغتصبون و "وحشيون"، وأن أوزبورن قال عندما اعتقل عقب الهجوم "على الأقل قمت بمحاولة".
وأوزبورن متهم بقتل مكرم علي (51 عامًا)، وهو أب لستة أطفال قدم إلى بريطانيا من بنغلادش في العاشرة من عمره، والشروع في قتل مصلين آخرين لدى مغادرتهم مسجدا في فينسبري بارك بشمال لندن بعد صلاة التراويح في رمضان. وينفي أوزبورن الاتهامات.
وقال ريز لهيئة المحلفين "الأدلة تؤكد أن المتهم كان يحاول قتل أكبر عدد ممكن من المجموعة... الادعاء يقول إن المذكرة والتعليقات التي أدلى بها بعد اعتقاله تؤكد أن عمله العنيف للغاية إنما هو في حقيقة الأمر من أعمال الإرهاب واستهدف التأثير على الحكومة وترويع الجالية المسلمة".
وحدثت الواقعة بعد أسابيع فقط من قيام ثلاثة إرهابيين بدهس مارة بسيارة فان على جسر لندن، ثم الشروع في هجمات بسكين، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.
وجاء ذلك الهجوم بعد شهر من تفجير انتحاري في حفل لموسيقى البوب في مانشستر قتل فيه 22 شخصًا. وفي مارس قتل مهاجم استلهم هجمات داعش خمسة أشخاص دهسًا بسيارة على جسر وستمنستر في لندن ثم قتل شرطيًا طعنًا في محيط البرلمان.
وقال ريز إن أوزبورن استأجر سيارة فان وقادها إلى لندن من منزله في كارديف. وبعد أن فشلت خطته لمهاجمة مسيرة مناهضة لإسرائيل، قاد أوزبورن السيارة بحثا عن أهداف بديلة.
وهو متهم بدهس حشد من الناس في فينسبري بارك، بينما كان المصلون يساعدون علي، الذي شعر بالإعياء في وقت سابق.
وجرى إبلاغ المحكمة بأن أوزبورن، الذي لم يسبق له التعبير علانية عن آراء عنصرية، أصبح متوجسًا من المسلمين في الأسابيع التي سبقت الهجوم بعدما شاهد مسلسل (ثري جيرلز) على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، الذي يستند إلى قصص حقيقية لضحايا العصابات التي ترتكب اعتداءات جنسية على أطفال، والتي تتألف بالأساس من بريطانيين من أصل باكستاني.