تلقى الأكراد في سوريا ضربة كبيرة جراء الموقف الأميركي حيال ما يجري في عفرين، والذي لم يختلف كثيرًا عن الموقف تجاه أزمة الاستفتاء الذي حدث في العراق وتداعياته على كركوك.

إيلاف من نيويورك: استفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الأجواء المسيطرة على واشنطن، ومن الثقة الممنوحة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوزارة الدفاع في اتخاذ ما تراه مناسبًا في الشرق الأوسط، فدخلت قواته الأراضي السورية تحت عنوان "إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا والقضاء على إرهابيي كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية"، بحسب الجيش التركي.

القرار للعسكر 
ومنذ استلامه السلطة، أبدى الرئيس الأميركي اهتمامًا كبيرًا بالجنرالات العسكريين، وعيّن قسمًا منهم في مناصب حساسة بالأمن القومي ورئاسة أركان البيت الأبيض، ومنحهم حرية التصرف وفق ما يرونه مناسبًا، بعكس ما كان يحدث إبان عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث كانت القرارات العسكرية الحساسة تخرج فقط من البيت الأبيض.

تحالف على القطعة
بات واضحًا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، لا تنظر إلى الأكراد على أنهم شركاء استراتيجيون في جميع المجالات، بل إن العلاقة التحالفية تقوم على القطعة ووفق الحاجة، ولذلك تعاون الطرفان ضد تنظيم داعش، ودعم الأميركيون الأكراد بالعتاد العسكري والتغطية الجوية الكثيفة.

دور البنتاغون
وبحسب المعلومات، فإن بعض المسؤولين في إدارة ترمب لم يتوقعوا اندفاع الجيش التركي نحو عفرين، في الوقت الذي أبلغ فيه جنرالات الجيش الأميركي نظراءهم في تركيا عدم انخراطهم في المعركة إلى جانب القوات الكردية، ليخرج بعد ذلك رينكين غيلوي، الناطق باسم البنتاغون" ويحذر الأكراد من نقل قواتهم من الشرق إلى عفرين، حيث قال: "نحن ندرب القوات التي تقاتل تنظيم داعش الإرهابي فقط"، مضيفًا "في حال حاولت القوات الكردية القيام بعملية عسكرية غير موجهة ضد "داعش"، فإنها ستفقد دعم واشنطن".

وتابع: "مثال على ذلك إذا أعلن أي تشكيل من وحدات حماية الشعب في هذه المنطقة في سوريا، أنه بدلًا من محاربة "داعش" سيتوجه إلى عفرين دعمًا لإخوانه، فإنه سيبقى وحيدًا، ولن يعتبر شريكًا لأميركا".

أوضاع الإدارة الأميركية شجعت أردوغان
من ناحية ثانية، فإن الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة الأميركية، وعدم حسم الإدارة لخياراتها بشكل كامل تجاه إيران وقطر، عوامل شجعت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على اتخاذ القرار في السير بالعملية العسكرية، فإذا كان ترمب غير قادر على حل أزمة النووي وقطر، فلن يكون قادرًا على منع الأتراك من تحقيق مبتغاهم.

لا خطة أميركية
حتى الآن لم يتحدث البيت الأبيض سوى بلهجة ضبط النفس وعدم التصعيد، وضمان استمرار المساعدات الإنسانية وتجنب سقوط ضحايا مدنيين، من دون تقديم أي مبادرة واضحة لوقف المعارك، وسط معلومات تحدثت عن قيام ترمب اليوم الأربعاء بإجراء اتصال هاتفي بالرئيس التركي أردوغان.

الخبير الاستراتيجي، ومستشار ترمب خلال الحملة الانتخابية د.وليد فارس، رأى في إتصال مع "إيلاف" أن "على مجلس الأمن الدولي وبغية وقف الصراع المندلع في شمال سوريا إرسال قوة دولية بموجب الفصل السابع لنشره على طول الحدود السورية التركية ووقف جميع عمليات التسلل عبر الحدود"، كما تحدث عن ضرورة إنشاء منطقة إنسانية داخل شمال سوريا لتأمين عودة اللاجئين من تركيا، لكنه عقب قائلًا: "إن هذه الخطة تعد منطقية للأطراف التي تريد حل الصراع لا ربح الحرب"، كما أعرب "عن تخوفه من أن تحل ميليشيات إيران، وجماعة الإخوان المسلمين في المناطق التي كان يتواجد فيها مقاتلو تنظيم داعش"، مطالبًا " الكونغرس الأميركي والإدارة بالتحرك قبل فوات الآوان".