«إيلاف» من لندن: اختتم وفد هيئة التفاوض السورية زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، والتي جاءت بناء على دعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية ، متوجهاً الى فيينا للمشاركة في المفاوضات السورية، والتي ستنطلق على مدى الأيام القادمة، وأعلنت الهيئة أن المواقف بين موسكو والهيئة "متباعدة حول مؤتمر سوتشي"، وأن الطرف الروسي تفهم موقف الهيئة التي قالت إنها "تلتزم تطبيق القرار ٢٢٥٤ بصرامة" ولكن أكدت في ذات البيان أن هناك "فهمًا متقارباً في المواقف " من جنيف والقرارات الدولية، وأن نتائج المباحثات " إيجابية “.

وأكد بيان للهيئة اليوم تلقت "إيلاف " نسخة منه أن " الزيارة جاءت في ظل استمرار روسيا ممارساتها العسكرية في سوريا، حيث تسعى لترجمتها سياسيا".

واستهل الوفد زيارته إلى موسكو بلقاء رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي ليونيد سلوتسكي، وقدم نصر الحريري رئيس الهيئة شرحاً مفصلاً عن القضية السورية. 

وتوصل الجانبان بحسب البيان، في نهاية اللقاء "إلى فهم متقارب يعتبر الالتزام بتطبيق القرارات الدولية وخاصة القرار ٢٢٥٤ وتعزيز مسار جنيف للعملية السياسية، السبيل لحل سلمي عادل في سوريا، يرضي طموحات الشعب السوري ويترجم إرادته في دولة آمنة ديمقراطية خالية من الاستبداد والميليشيات والاحتلال".

كما تضمن اليوم الأول من الزيارة لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين، وخرج الطرفان بما وصفه بيان الهيئة بـ" نتائج إيجابية"، حيث اتفق الجانبان على استمرار التواصل بشكل جاد لانجاح لقاءات فيينا وتفعيل مسار جنيف، ووضع كل الجهود والفعاليات السياسية بهذا الاتجاه ضمن السعي لإيجاد حل سياسي للقضية السورية.

وركز الحريري على القضايا الإنسانية، مشيراً إلى أنها أمور فوق تفاوضية، ولفت إلى أن الأشهر الثلاثة السابقة لا مثيل لها في القصف والتدمير والتهجير والحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد وميليشياته.

وشدد الحريري على الدور الروسي في ما يحدث في سوريا وضرورة التزامها بما وقعت عليه، فيما كانت وجهات النظر متباعدة حول المؤتمر المزمع عقده في سوتشي.

ومن خلال الجلسة التي استمرت أربع ساعات مع وزير الخارجية ووفدي وزارة الخارجية والدفاع الروسيين، رد سيرجي لافروف من خلالها على طروحات الحريري بأن روسيا لا تتناقض بموقفها مع رؤية الهيئة تجاه التنفيذ الكامل للقرار ٢٢٥٤، وقال "نتطلع إلى تنفيذ القرار بشكل كامل وليس بشكل اختياري".

و قال بيان اليوم إن الطرف الروسي تفهم موقف الهيئة التي تلتزم تطبيق القرار ٢٢٥٤ بصرامة.

وفي اليوم الثاني من الزيارة، التقى وفد الهيئة سفراء الدول العربية في موسكو، واختتم سلسلة لقاءاته بزيارة إلى الكنيسة الأرثوذكسية.

وأكد الحريري خلال اللقاء مع سفراء الدول العربية أن "سوريا اليوم على مفترق طرق"، مشدداً على ضرورة تطبيق القرارات الدولية بشأن سوريا لإنقاذها وإنقاذ شعبها من مغبة التعامي عما يحصل فيها من مجازر مستمرة.