قلب الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوقعات، بعدما أعلن استعداده لمقابلة روبرت مولر المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

إيلاف من نيويورك: قبل أقل من أسبوعين، إستبعد الرئيس الأميركي لقاء المحقق الخاص. وقال للصحافيين: "عندما لا يكون هناك أي تواطؤ، ولم يثبت تآمر أي شخص على أي مستوى، فيبدو أنه من غير المرجح أن تكون لديك مقابلة"، ولكنه خرج اليوم بتصريحات تختلف عن موقفه السابق.

الحديث تحت القسم
ترمب أعرب عن استعداده مقابلة المحقق الخاص، روبرت مولر، مشيرًا إلى أن موعد المقابلة سيكون في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، كما أكد جهوزيته للتحدث تحت القسم.

ويعتقد بعض المراقبين أن موافقة ترمب على المقابلة قد تسبب أضرارًا كبيرة له، خصوصًا إذا كانت تحت القسم، ففريق التحقيق قد يذهب في نهاية المطاف إلى الخروج بنتيجة تفيد بتقديم الرئيس لمعلومات كاذبة، مما يفتح باب توجيه اتهامات إليه تتعلق بعرقلة العدالة.

مخاوف فريق التحقيق
الخوف من المقابلة قد يدفع الفريق القانوني للرئيس إلى الإشتراط على فريق التحقيق، عدم إجراء المقابلة تحت القسم، أو تحديد الأسئلة الموجّهة إلى ترمب، أو الذهاب باتجاه مقابلة خطية يرسل بموجبها مولر الأسئلة إلى البيت الأبيض ليتم الإجابة عنها.

مهمة انتحارية
للدلالة أكثر على صعوبة المرحلة، نصح روجر ستون، أحد أصدقاء ترمب الموثوقين، الرئيس بعدم مقابلة مولر، معتبرًا أنها مهمة انتحارية.

وقبل أن يعلن ترمب استعداده للمقابلة، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا أشارت خلاله إلى رغبة مولر في استجواب الرئيس في موضوع طرده لمستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي.

ملف فلين الشائك
لكن بعض المعلومات، أشارت إلى أن قضية فلين لم تعد تقف عند موضوع تزويد نائب الرئيس مايك بينس، بمعلومات مضللة حول اجتماعه بالسفير الروسي السابق، سيرغي كيسلياك، أو بالأموال التي تلقاها من الأتراك والروس مقابل خدمات وإلقاء خطابات، وإنما تتمحور حول إمكانية قيام الجنرال السابق بالسعي إلى عقد صفقات كبيرة والاستفادة من موقعه.

مرحلة جديدة
ودخل تحقيق مولر مرحلة جديدة منذ أيام عدة بعد استجواب وزير العدل الحالي جيف سيشنز، الذي أصبح أول وزير في الإدارة الحالية يتم استجوابه من قبل فريق التحقيق، وتركز التحقيق مع وزير العدل حول قضية فلين وكومي، وكذلك سيتم استجواب بانون حول القضية نفسها، ما يوحي بأن مولر يتحرك نحو بيت ترمب الداخلي، وتحديدًا صهره جاريد كوشنر، وزوجته إيفانكا ترمب، حيث تدور شكوك كبيرة حول دورهما في اتخاذ قرار طرد كومي.