كشف تقرير صحفي إسرائيلي أن الدوحة كانت وجهة عدد من زعامات المنظمة الصهيونية الأميركية وشخصيات أميركية مؤيدة لإسرائيل، وذلك في إطار حملة قطرية من أجل نيل دعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لتخفيف الضغط عليها فيما يتعلق بملف دعمها للإرهاب والمنظمات الإرهابية.

 وقالت صحيفة (هارتس) الإسرائيلية إن زعيم المنظمة مورتون كلاين توجه بالفعل إلى الدوحة وقابل الأمير تميم بن حمد في جلسة خاصة مطلع شهر يناير الماضي.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن كلاين قوله إنه بعد ان رفض دعوة الامير تميم للقائه في نيويورك، قرر الذهاب بعد ان لاحظ ان الكثير من الزعماء اليهود من مؤيدي اسرائيل يتوافدون على العاصمة القطرية. 

واعاد كلاين إلى الأذهان بانه كان من المطالبين بمنع الخطوط الجوية القطرية من الهبوط في المطارات الاميركية في السابق، لكنه قبل دعوة الامير القطري في مطلع الشهر الجاري لزيارة الدوحه كضيف للحكومة. 

كما حرص زعيم المنظمة على القول انهم دفعوا تكاليف رحلته لكنه لم يتلق اي اموال منهم ! وأشار الى ان السبب في تغيير رايه يعود الى انه قرر ان يوبخ الامير القطري على تاييد بلاده لحركة حماس والطلب منه وقف ما سماه الخطاب المعادي لاسرائيل والصهيونية على قناة الجزيرة القطرية التي تملكها الدولة. 

زيارات شخصية

وقال تقرير (هارتس) إن لقاء كلاين مع الأمير تميم جرى في نفس الفترة التي استقبلت فيها الدوحة شخصيات أميركية معروفة بدعمها لإسرائيل، مثل آلن ديرشاوتز ومايك هاكابي، وهي الزيارات التي جلبت انتقادات كبيرة لهم من داخل المجتمع اليهودي الأميركي الذي حذر من سعي القطريين لاستغلال الأسماء الداعمة لإسرائيل من أجل التغطية على دعمهم للمنظمات الإرهابية.

وأشار كلاين الى ان وزير الخزانة الاميركي ستيف منوحين وهو ايضا من مؤيدي اسرائيل أشاد بالدور القطري في مكافحة ما سماه تمويل الارهاب. 

وفي اللقاء مع هارتس ، قال كلاين احضرت معي تقريرا من خمسين صفحة يضم كل المخالفات التي قامت بها قطر حول علاقتها بحماس والخطاب المعادي لاسرائيل في الجزيرة والكتب المعادية لليهود في معرض الدوحة للكتاب وعرضتها اثناء لقائي مع الامير الذي استغرق ساعتين وسالته ان يفسر لي السبب في ذلك وقلت له ان التطمينات الكلامية حول التغيير في توجهات قطر لا تكفي وان عليهم ان يثبتوا لي ويقنعوني انهم فعلا تغيروا.

وأضاف ان المسؤولين القطريين نفوا انهم يدعمون حماس وقالوا ان مشاريعهم في غزة يتم تنسيقها مع اسرائيل. واضاف كلاين انه من الضروري ان يتحدث اليهود مع هؤلاء الناس كي يفهموا "الحقيقة" خاصة الامير الذي دعاني-الكلام لكلاين- عدة مرات لسماع ارائي وتوصياتي حول ما يجب عليهم عمله.

رفض وموافقة

وشرح كلاين الذي رفض في شهر سبتمبر طلبا من أمير قطر لمقابلته في نيويورك، كيف غير موقفه وقرر الذهاب إلى الدوحة. وقال لـ"هآرتس":" لقد دعوني اكثر من مرة، في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر".

وأضاف:" رفضت في البداية بسبب دعمهم لحماس والأفكار المعادية للسامية على قناة الجزيرة.. لكن مع الوقت، رأيت زعماء يهود يذهبون هناك (الدوحة)، وأدركت في هذا الوقت أنهم لن يتمكنوا من استخدامي في حملة الدعاية خاصتهم، لأن الجميع يذهب إلى هناك بالفعل، لكن ربما أستخدم أنا هذه الزيارة من أجل دفعهم عن مواقفهم (القطريين) في هذه القضايا".

قائمة المدعوين

وكشفت الصحيفة عن قائمة من القادة اليهود الذين زاروا قطر بدعوة من أميرها، ومنهم مالكوم هونلاين، نائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية الكبرى، وجاك روسن رئيس الكونغرس اليهودي الأميركي، والحاخام مناحيم جيناك رئيس اتحاد اليهود الأورثوذكس، ومارتن أولنير رئيس منظمة "الصهيونيين المتدينون في أميركا"، وكان آخرهم ديرشاوتز الناشط في العديد من الجبهات كداعم رئيسي لإسرائيل.

وتقول الصحيفة إن "الشيء الذي يجمع بين هؤلاء الزعماء هو أنه لا يوجد من بينهم من ينتقد حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية أو إدارة الرئيس دونالد ترامب في واشنطن. كما أن كل هؤلاء يمثلون منظمات تدعم المستوطنات الإسرائيلية وعبروا عن موافقتهم لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

الحركة الصهيونية فقط

وقال كلاين لصحيفة "هآرتس" إن اختيار قطر الانخراط مع الجناح اليميني في الحركة الصهيونية كان لافتا، لأنهم على سبيل المثال لم يدعوا منظمة "جي ستريت" اليهودية، أو "أميركيون من أجل السلام الآن"، أو الحركة الإصلاحية اليهودية.

وأوضحت الصحيفة أنه مثل كل القادة الصهيونيين المدعوين إلى قطر، كانت الرحلة مدفوعة بالكامل من الديوان الأميري.

وذكر المنظمة الصهيونية الأميركية أنه جلس مع الأمير تميم قرابة ساعتين "وتشاركت معه كل شيء"، وأفصح كلاين عن تلقيه تأكيدات من الأمير بتغيير موقف قطر حيال القضايا التي تمس إسرائيل.

وكشف أن المسؤولين القطريين أبلغوه أنهم "لا يدعمون حماس، وأن عملهم في غزة يتم تنسيقه مع إسرائيل". واعتبر كلاين أن الزيارة كانت فرصة جيدة لإبلاغ القطريين ما يجب أن يفعلوه لتحسين مواقفهم.

 اللوبي اليهودي

وتقول صحيفة (هارتس): وبرغم التبريرات التي قدمها زعماء المجتمع اليهودي الصهيوني الذين زاروا قطر، ومنها أن هذه الزيارات كلها تأتي لصالح إسرائيل، فإنهم لم يسلموا من الانتقاد داخل الوسط اليهودي.

ونشر الحاخام شمولاي بوتيتش، أحد زعماء اليهود الأورثوذكس في ولاية نيوجيرسي، عدد من المقالات هاجم فيها هذه الزيارات.

وكتب مقالا تحت عنوان:" بيع المجتمع اليهودي إلى قطر"، قال فيه:"إنه لشيء غير أخلاقي أن نرى كيف يعرض البعض في مجتمعنا أنفسهم للبيع".

وأضاف: "لا شك أن هؤلاء الأفراد اليهود الذين استأجرتهم قطر وقبلوا المال القطري، يدركون أن موقفهم سيخفف من الضغط على قطر التي تواجه مقاطعة بسبب أنشطة تمويل الإرهاب".

وقال جوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، ومقرها واشنطن لـ"هآرتس" قبل أسبوعين إنه:" المشكلة أنهم لا يسمعون من الجانب الآخر من القصة، فهم يحصلون على رأي الحكومة القطرية ثم يعودون إلى ديارهم، لكنهم يحتاجون أيضا إلى الاستماع إلى منتقدي قطر، فهناك الكثير من الأدلة التي يجب أن يكونوا على دراية بها مثل علاقات قطر بحركة حماس، وتنظيم القاعدة، وطالبان، والإخوان وغيرها من الجهات المفتعلة للمشكلات".