طرابلس: منع مسلحون الآلاف من أهالي مدينة تاورغاء من العودة الخميس الى ديارهم على الرغم من وجود اتفاق بهذا الشأن مع المجلس البلدي لمدينة مصراته الساحلية القريبة منها إلى الشرق من طرابلس.

وتعليقا على ما حدث، دعت حكومة الوفاق الوطني إلى "تغليب العقل" داعية الى إنهاء معاناة هؤلاء النازحين الذين يصل عددهم إلى نحو 35 ألفا.

وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أعلن في كانون الأول/ديسمبر أن نازحي تاورغاء الذين عرفوا بولائهم لنظام القذافي، سيعودون إلى مدينتهم في بداية شباط/فبراير بموجب الاتفاق بين المجلس المحلي في تاورغاء ومجلس مصراته التي تتولى زمام الأمور فيها منذ ثورة 2011.

وصباح الخميس، كان مئات من الأهالي يتجهون نحو المدينة لكن حواجز عسكرية اعترضت طريقهم ومنعتهم من التقدم.

وقال عمر التاورغي في اتصال هاتفي مع فرانس برس "نحن الآن امام بوابة ال14 على بعد 14 كيلومتراً شرق مدينة تاورغاء مع عائلات من أهالي المدينة قادمين من طرابلس ونحاول دخول المدينة. وهناك أيضا (العديد) من العائلات القادمة من منطقة شرق ليبيا" العالقة أمام حاجز آخر.

وقال بدوره عبد الرحمن شكشاك، رئيس المجلس المحلي لتاورغاء "نحن موجودون امام بوابة الـ14 وسنبقى هنا، مصرين على أن ندخل مدينتنا".

وأفادت "قناة ليبيا" المرئية أن "أكثر من 600 عائلة تتواجد في منطقة قرارة القطف، والأجهزة الامنية بمدينة بني وليد تمنعهم من التقدم حفاظاً على سلامتهم". وتقع بني وليد على بعد 185 كلم جنوب شرق طرابلس.

وتحدث المجلس البلدي لمدينة مصراته عن خلل في الترتيبات ودعا حكومة الوفاق الوطني الى "التدخل الفوري لتأجيل" عودة الأهلي. وأشار المجلس في بيان إلى "خلل في الترتيبات الفنية والأمنية المعدة مسبقاً وخروج الأمر عن قدرة اللجنة المكلفة من قبل المجلس الرئاسي (لحكومة الوفاق الوطني)، لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق".

على الإثر دعت حكومة الوفاق في بيانها "جميع الأطراف المعنية الى تغليب العقل والروح الوطنية ونزع فتيل الفتنة وعلى الجميع التكاتف من اجل انهاء معاناة النازحين وعودتهم" مشيرة بدون أن تسمي أي جهة إلى أن "بعض الأطراف تسعى لتقويض الاتفاق".

ولا يحظى المجلس البلدي لمصراته بتأييد جميع أهالي المدينة بشأن عودة أهالي تاورغاء الذين ظلوا حتى النهاية موالين للقذافي.

وبعد اخراجهم من مدينتهم قبل سبع سنوات، عاش الأهالي منغلقين داخل مخيمات على أطراف العاصمة الليبية، وفي مدينة بنغازي في الشرق أو مشتتين في أنحاء البلاد في ظروف مأسوية في مواجهة انعدام الأمن وتعرضهم لهجمات فصائل مسلحة من مصراته خصوصا.