الرباط: تعهد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، وأمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، بالعمل على استمرار حزبه في مواجهة التحكم والفساد والاستبداد، معتبرا أن الأحزاب التي تراهن على الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة هي احزاب «تحلم».

وقال العثماني الذي كان يتحدث مساء الجمعة، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شبيبة حزب العدالة والتنمية ببوزنيقة قرب الرباط، إن حزبه «سيبقى طرفا أساسيا فاعلا مفيدا للوطن، ودافعا للأمام، مواجها للإختلالات سواء كانت فسادا أو استبدادا أو تحكما، ولن يتراجع عن ذلك أبدا». 

وأضاف العثماني موضحا أمام المئات من شباب حزبه، أن نضال الحزب ومواجهته لما سماها "اختلالات"، سيكون «بالطريقة المناسبة المفيدة للوطن ومستقبله، والمنضبطة للمؤسسات الدستورية للوطن».

سعد الدين العثماني أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي

وزاد رئيس الحكومة المغربيةً في رسالة مشفرة وجهها للأحزاب السياسية وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرأسه رجل المال والأعمال عزيز أخنوش، قائلا: «لا تنصتوا إلى الذين يحلمون ويقولون بأنهم سيتصدرون الانتخابات في 2021»، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية «إذا استمر على نهجه السليم سيكون هو الأول مرة أخرى ودائما».

وشدد العثماني على أهمية دور شبيبة الحزب في المحطات النضالية التي خاضها "العدالة والتنمية"، مبرزا أن التحدي الذي يواجهنا هو «إقناع المواطنين بالإقبال على السياسية وكسب ثقتهم في المؤسسات السياسية». وأضاف «نحن ينبغي أن نكون قدوة في سلوكنا وتواصلنا المستمر، ودفاعنا الحقيقي عن مصالح المواطنين والمواطنات من جميع الفئات والطبقات»، معتبرا أن تحمل المسؤولية «نابع من الشعور بالواجب وليس لشيء آخر»، حسب تعبيره.

وبخصوص العمل الحكومي، دعا العثماني شباب حزبه إلى اليقظة والحذر من يصبحوا «ألعوبة في يد أي طرف»، وأضاف «نحن عندنا استقلاليتنا ونتخذ قراراتنا بكل حرية وليست لدينا أطراف داخل الحزب تسير بجهاز التحكم عن بعد، أو من أطراف من خارج الحزب أيا كانت هذه الأطراف، سواء في الداخل أو الخارج»، مطالبا أعضاء حزبه بالافتخار والاعتزاز بهذا المكسب.

خالد البوقرعي الكاتب الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية المغربي

كما حذر رئيس الحكومة مما سماها «الشائعات والأكاذيب التي تروج في الكثير من الأحيان»، مطالبا الشباب بضرورة امتلاك حس نقدي «لأن التربية السياسية هي التوفر على حس نقدي يقبل الحساب والقدرة على تحليل المعطيات في مسارها»، معتبرا أن الزمن الحاضر «فيه حروب بالوكالة وهناك من يشتغل وهو مسير من حيث لا يدري، وبالتالي ينبغي أن نحذر».

وأشار رئيس الحكومة إلى أن المطالب الاجتماعية ستعمل حكومته على تلبيتها، و«لن نتنكر لها وسنستجيب لها وفق الإمكانات المتوفرة».

وأردف قائلا: «جميع الملفات الاجتماعية موجودة على الطاولة وسندرسها ونلبيها، وستسمعون قرارات قريبا في هذا المجال».

وحث العثماني شباب حزبه على ضرورة الافتخار بالإنجازات التي حققتها البلاد، حيث قال: «يجب أن تعتزوا بوطنكم المغرب الذي يحظى باحترام في العالم والجميع يكن له الاحترام والتقدير».

واستدرك العثماني قائلا: «صحيح لا يزال هناك فساد في بعض المؤسسات والقطاعات، لكن في الآن ذاته،نعتز بما تحقق في بلدنا ونطالب بالمزيد ونعمل على تحقيق ذلك».

ولفت إلى أهمية الاستقرار وتعزيز الانجازات التي تحققت، كما أقر رئيس الحكومة بوجود فوارق اجتماعية ومجالية بين مناطق المملكة ينبغي أن تعمل الحكومة على مواجهتها والحد منها.

من جهته، قال خالد البوقرعي، الكاتب (الامين)الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية المنتهية ولايته، إن المؤتمر ينعقد في سياق «تنظيمي الكل يعرفه»، في إشارة إلى الخلافات التي عاشها الحزب بعد إعفاء أمينه العام السابق، عبد الإله ابن كيران، من تشكيل الحكومة، مؤكدا أن المؤتمر الوطني الثامن للحزب «كان رسالة إلى كل الذين كانوا يريدون أن يتشظى حزب العدالة والتنمية وينشق وخاب ظنهم».

وأضاف البوقرعي «أعطينا دروسا في الديمقراطية وكيفية تدبير الاختلاف ، وأن نخرج موحدين»، مشددا على أن الديمقراطية «إذا لم نتمثلها نحن أولا، فلا حق لنا أن نطالب بها غيرنا».

وزاد موضحا «انتخبنا سعد الدين العثماني، أمينا عاما لحزبنا، ولم يأت به أحد، لأننا حزب حر نختار قيادتنا بكل نزاهة وديمقراطية»، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية «لم يولد في أحضان السلطة، ولم يأت وفي فمه ملاعق ذهبية، حزبنا حزب جاء من رحم الشعب».

ويواصل المؤتمر الوطني لشبيبة حزب العدالة والتنمية المنظم تحت شعار: «نضال ووفاء من أجل الوطن وكرامة الشعب» أشغاله، إلى بعد غد الأحد، حيث يرتقب أن ينتخب كاتبا ( أمينا) وطنيا جديدا للهيئة الموازية للحزب القائد لتحالف الغالبية الحكومية بالبلاد، والذي تشير التوقعات إلى أن المنافسة ستكون بين محمد أمكراز، نائب االبوقرعي حاليا، ومحمد الطويل، البرلماني وعضو الأمانة العامة للحزب، الذي يوصف بالمقرب من العثماني، بالإضافة إلى سعد حازم، البرلماني السابق، وذلك بحظوظ أقل.