«إيلاف» من القاهرة: يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سلطنة عمان، غدًا الأحد، ويجري مباحثات مع السلطان قابوس بن سعيد.

وتحظى زيارة الرئيس السيسي للسلطنة، بترقب وترحيب كبير في عمان، لما تكنه القيادة والشعب العُماني لمصر من تقدير، إلى جانب أنها تأتى في خضم ما يعانى منه العالم حاليا من تجاذبات سياسية إقليمية وعالمية.

وتتناول الزيارة بالبحث والمناقشة سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تستمد قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين وتشعبها وعدم اقتصارها على جانب واحد، وثمة علاقات تجارية واقتصادية وإعلامية وثقافية قوية، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير بسام راضي، في تصريح صحافي، إنه من المقرر أن تشهد الزيارة لقاء الرئيس السيسي مع أخيه السلطان قابوس بن سعيد، وكبار المسؤولين في السلطنة، مشيرًا إلى أن الرئيس والسلطان سوف يعقدان جلسة مباحثات بين الجانبين لتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، كما تتناول المباحثات التشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك

وأضاف المتحدث الرسمي أن الزيارة تأتي في ظل حرص الرئيس السيسي على دفع وتدعيم العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والعماني، وتعزيز التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها.

ومن جانبه، قال ديوان البلاط السلطاني بسلطنة عمان إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلطنة، غدًا الأحد، تأتي امتدادا للعلاقات الأخوية الراسخة بين السلطنة ومصر الشقيقة.

وأضاف ديوان البلاط السلطاني، في بيان له، أن هذه الزيارة تأتي تعزيزا لمسيرة التعاون المثمر وحرصا من قيادتي البلدين على دعم المصالح المشتركة بين الجانبين في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس السيسي تستغرق ثلاثة أيام وذلك تلبية لدعوة من السلطان قابوس بن سعيد، وستجري للرئيس السيسي مراسم استقبال رسمية لدى وصوله السلطنة.

وقال وزير الإعلام العُماني، الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني، إن زيارة السيسي إلى السلطنة، تفتح آفاقا واعدة في مستقبل علاقات البلدين، باعتبارها الزيارة الأولى لعُمان منذ توليه الرئاسة في مصر.

ووصف العلاقات "المصرية- العُمانية" بأنها قوية وممتدة ووثيقة في مختلف المجالات وتعتبر نموذجا يحتذى، لما تمثله من توافق في الرؤى حول ضرورة التوصل لحلول سياسية لأزمات العالم العربي، وأهمية تكثيف وتيرة التشاور والتنسيق لإحلال السلام والاستقرار عربيا وإقليميا ودوليا، فضلا عن التعاون الثنائي المشترك بينهما في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها.

وأكد في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، على حرص قيادتي البلدين ممثلة في فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، على التنسيق والتشاور المستمر إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والدولية بما يخدم مصالح الأمة العربية ‏والشعبين الشقيقين المصري والعُماني.

ولفت إلى إن العلاقات المتميزة بين مصر والسلطنة هي ترسيخ وامتداد لعلاقات قديمة وممتدة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، مشيرا إلى أن العلاقات "المصرية-العُمانية" تستمد قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعب هذه العلاقات في مختلف المجالات.

وحسب تقرير أعدته الهيئة المصرية العامة للاستعلامات بمناسبة الزيارة، فإن الإحصاءات تقول إن مجموع صادرات السلطنة إلى مصر بلغ 834. 16 مليون ريال عماني حوالي (765 مليون جنيه تقريبا ) خلال عام 2016م في حين بلغت وارداتها من مصر نحو 015. 48 مليون ريال عماني أي حوالي ( 2.2 مليار جنيه مصري).

وحسب التقرير تعقد اجتماعات ولقاءات اقتصادية بمشاركة الشركات العمانية والمصرية بهدف تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ، واستناد القطاع الخاص في كلا البلدين إلى المناخ الطيب بين الدولتين وهناك لجنة وزارية بين البلدين تعقد اجتماعات دورية بهدف تنمية العلاقات الاقتصادية بينهما، ويبلغ عدد الشركات المصرية في السلطنة أكثر من 142 شركة تعمل في مجالات عديدة منها التجارة العامة والمقاولات والتمويل والأوراق المالية والاستثمارات الهندسية والتصميم ومقاولات الصرف الصحي والتنمية السياحية والتأمين والخدمات التعليمية والثروة الحيوانية.

ويبلغ عدد الجالية المصرية في سلطنة عمان نحو 59 ألفا يلقون رعاية من شعب وحكومة السلطنة ويساهمون فيما تشهده من نهضة في مختلف المجالات.

يذكر أن الدراسات التاريخية تشير إلى أن العلاقات العُمانية المصرية، تضرب بعمق في التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذي أدى إلى إنتاج اتفاقات تجارية واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وبعد قيام سلطنة عمان بمؤسساتها العصرية، إلى إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين.

وسجلت الدراسات في مصر عبر التاريخ تعاوناً بين البلدين في عهد الملكة الفرعونية حتشبسوت في أوج ازدهار عصر الإبحار والتجارة العمانية، وفي مستهل دخول الإسلام مصر، شاركت سلطنة عُمان رسميا بوفد عمرو بن العاص ونخبة من أشراف عمان من أبناء الأزد، واستمر منحنى العلاقات بين البلدين يسجل تقدماً مطرداً طوال الوقت.