بدأت حرب البيانات بين مكونات الهيئة السورية للمفاوضات على خلفية تنديد الهيئة بجرائم روسيا في إدلب والغوطة وقصفها المدنيين ومناطق المعارضة، حين رفضت ذلك منصة موسكو التي انضمت إلى الهيئة أخيرًا، ووضعته في خانة الحملات الإعلامية.&

إيلاف: قالت منصة موسكو في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إنه جرى خلال اليومين الماضيين تصعيد ميداني في إدلب وعفرين بشكل أساسي، وفي مناطق أخرى من البلاد بدرجات أقل، لكن اللافت أن حجم التصعيد الإعلامي أكبر بكثير من حجم التصعيد الفعلي على الأرض، وكل ذلك بالتلازم والتحضير لجلسة مجلس الأمن التي عقدت يوم أمس 5/2/2018.

حملات تضليلية!
واعتبرت الهيئة "أنّ الحملات الإعلامية التي تهاجم روسيا استندت بكاملها إلى مواد إعلامية لا يمكن الركون إلى صحتها، خاصة أنها صادرة من جهات لها سوابق في "تأليف" الأخبار و"الوقائع"" على حد تعبيرها.

وهاجمت الهيئة المنابر الغربية - الخليجية، واعتبرتها هي من أطلق هذه الحملات. وقالت: "اشتركت فيها بعض الفعاليات السورية بما في ذلك "المكتب الإعلامي لهيئة التفاوض السورية" الذي تجاوز صلاحياته، عبر إصدار بيان بخصوص إدلب والغوطة يوم أمس، لم يجر التوافق عليه، ولم يجر التصويت، ونحن غير معنيين بهذا البيان".

وقالت المنصة "سنطالب بمحاسبة المسؤولين عنها، لتجاوزهم صلاحياتهم، لأن قضية بهذه الأهمية والحجم بحاجة إلى قرار سياسي من الهيئة، وليس إلى قرار مكتب إعلامي، صادر رأيها، قبل أن يجري فيها أي نقاش، وخطف دورها".

تماه مع أميركا
انتقدت المنصة تجاهل هذه الحملات عدم التزام تركيا باتفاقات أستانة الخاصة بمنطقة إدلب، ومماطلتها المتواصلة في تنفيذ تعهداتها ضد جبهة النصرة وتجاهل الحملات بشكل تام أي إشارة إلى جبهة النصرة بوصفها الهدف الأساسي للغارات الروسية.

وقالت: "بينما علا "النحيب الإعلامي" على إدلب، لم تظهر أية إدانة جدية للعدوان التركي المستمر على عفرين وغيرها من المناطق السورية". انتقدت أيضًا ما أسمتها محاولات بث الروح في مسألة الكيميائي في تماهٍ كلي مع الدعاية الأميركية.

واعتبرت &منصة موسكو، أنّ هذه الحملات الإعلامية تهدف أساسًا إلى محاولة التقليل من النتائج المفيدة لمؤتمر سوتشي، وتقف واشنطن في مركز هذه الحملات التي تسعى إلى مزيد من التعطيل لمسار جنيف لتحقيق غايتها الأساسية: استمرار الحرب والاستنزاف للإجهاز نهائيًا على دور سوريا وموقعها، بغية تحويلها إلى منبع للفوضى، تضغط من خلاله على منافسيها الدوليين وعلى رأسهم روسيا والصين.

وأكدت في النهاية أنّ هذه المحاولات البائسة "لن تجدي نفعًا، فقاطرة الحل السياسي ستسير رغمًا عن الذين لا يريدون ذلك، وهم بسلوكهم هذا لا يفعلون سوى أنهم يضعفون أنفسهم ضمن العملية المقبلة".

إدانة جرائم روسيا&
وكانت هيئة التفاوض السورية قالت، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن الحملة الدموية على إدلب وريفها تؤكد من جديد أن النظام والمحور الإيراني مصرّون على الاستمرار في الحل العسكري وفي عرقلة العملية السياسية وإحباط الجهود لإيجاد حل سياسي.

يأتي القصف الروسي لإدلب وريفها والغوطة في خانة ما قالت عنه الهيئة "السلوك الهمجي الذي يعتمده النظام في تقويض أي جهد للسلام في سوريا". وتحدث البيان عن وقوف المجتمع الدولي عاجزًا أمام عملية القتل والحصار والتهجير منذ نحو سبع سنوات من دون موقف إنقاذي للشعب السوري.&

فِي هذا السياق يقوم طيران النظام والطائرات الروسية الحربية بتنفيذ عدد من الغارات الجوية على الغوطة ومدينة إدلب وريفها.
وتبيّن الصور قصف طائرات النظام مناطق في مدينة سراقب بغاز الكلور السام في خرق جديد ومتكرر لقرارات مجلس الأمن الدولي، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، حيث إن الفرق الإسعافية والدفاع المدني تعمل بأقصى طاقاتها على الأرض، التي لم تعد تستوعب حجم الكارثة، بالتزامن مع خروج معظم المشافي الميدانية عن الخدمة إثر تعرّضها للقصف".

ودانت هيئة التفاوض بأشد العبارات "الهجمة الشرسة التي يشنها النظام السوري وسلاح الجو الروسي بحق المدن والبلدات والقرى في ريف إدلب، مستهدفًا المدنيين والأحياء السكنية والمستشفيات الميدانية".

وطالبت مجلس الأمن بـ"التدخل العاجل والتحرك الفوري لوقف جرائم النظام وروسيا في سوريا، وخصوصًا في محافظة إدلب والعمل للضغط على روسيا وإدانتها بأقصى العبارات مع فرض الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري لجرائم الحرب والإبادة التي تمارسها وحمايتها لنظام الأسد الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية"، كما طالبت بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وكل من أجرم بحق الشعب السوري.

وشددت على أن "المجتمع الدولي مطالب بإدانة هذه الحملة الإجرامية والعمل على جميع المستويات لوقفها وإنقاذ المدنيين في إدلب وجميع أنحاء سوريا".

لقاء دي ميستورا&
هذا وتلتقي في جنيف هيئة التفاوض السورية ستيفان دي ميستورا الموفد الخاص في الأمم المتحدة للشأن السوري لبحث اللجنة الدستورية التي أقرّها مؤتمر سوتشي، الذي اختتم في روسيا في الأسبوع الماضي.

وقال فراس الخالدي عضو الهيئة في تصريح خَص به "إيلاف": "لقاؤنا مع دي ميستورا هو للوقوف على الوضع الحالي وكيفية تفعيل العملية السياسية".

لكن مصادر متطابقة أكدت أن الهدف هو مناقشة اللجنة الدستورية، وأن الهيئة طلبت لقاء دي ميستورا في الرياض، إلا أنه لم يتمكن من السفر بسبب جدول أعماله.

وحول من شارك في سوتشي من الهيئة مخالفًا قراراتها، وما أفضى إليه نقاش الهيئة في اجتماعها الأخير، أجاب: "الهيئة كيان تفاوض، ولَم يتم التصويت على أي إجراء بحق من ذهب".
&