عفرين: شارك مئات الأكراد السوريين القادمين من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا في تظاهرة حاشدة الثلاثاء في مدينة عفرين، بعد ساعات على وصولهم إليها تعبيراً عن تضامنهم ضد الهجوم التركي المستمر منذ أكثر من أسبوعين.

ووصل ليل الاثنين الثلاثاء مئات المواطنين من مدن وبلدات ذات غالبية كردية عدة، بينها القامشلي والحسكة (شمال شرق) وكوباني (شمال)، على متن حافلات وسيارات، سلكت طريقاً طويلة مروراً بمنبج التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي إلى بلدات تحت سيطرة قوات النظام قرب مدينة حلب وصولاً إلى عفرين.

واستغرقت الرحلة يوماً كاملاً أو أكثر بحسب المنطقة القادمين منها، وبات الوافدون في منازل أهالي عفرين قبل أن يشاركوا قبل ظهر الثلاثاء في تظاهرة ضخمة جابت شوارع المدينة، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وحمل المتظاهرون رايات وحدات حماية الشعب الكردية مرددين شعارات عدة بينها "كلنا معك للموت يا عفرين" و"يسقط المرتزقة ويسقط اردوغان" و"باقون على أرضنا".

وخلال التظاهرة، عقد متظاهرون حلقات الدبكة الكردية ولبسوا الزي التقليدي مع الشالات المزركشة. كما حمل الكثيرون أغضان الزيتون التي تشتهر بها مدينة عفرين، اضافة الى صور مقاتلين ومقاتلات كرديات قضوا خلال الهجوم التركي.

وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني/يناير هجوماً تقول إنه يستهدف وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين. ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا كفاءة عسكرية كبيرة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، للهجوم، لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية كبيرة بهذا الحجم تتضمن قصفاً جوياً ومدفعياً كثيفاً.

وتتواصل الاشتباكات على محاور عدة في منطقة عفرين، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل الموالية لها من السيطرة حتى الان على 15 قرية وبلدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضحت نوجين يوسف وهي من منظمي الزيارة التضامنية وأحد اعضاء مجلس سوريا الديموقراطية، الذراع السياسي لقوات سوريا الديموقراطية، أن المتظاهرين قدموا من مدن عدة بينها "القامشلي وديريك (المالكية) والطبقة والرقة (شمال) (...) وبينهم عرب وسريان"،.

ووصل إلى عفرين، على حد قولها، "أكثر من ثلاثة آلاف شخص على متن 500 سيارة وحافلة".

وقال عيسى حسن (58 عاماً) القادم من مدينة الحسكة لفرانس برس "أتينا لدعم مدينة عفرين ضد الهجوم التركي (...) لن ندع (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان يحقق حلمه باعادة الإمبراطورية العثمانية".

وأضاف "استغرقت رحلتنا يومين (..) عرقل النظام طريقنا وتأخرنا على الحواجز".

وقالت قمرة علي، في الخمسينات من عمرها، القادمة من القامشلي "قطعنا كل هذه المسافة من ديريك حتى عفرين لنقول لاهلنا في عفرين لستم وحدكم، كلنا معكم".

ومن المقرر أن يتوجه المتظاهرون إلى بلدة جنديريس القريبة من الحدود التركية والتي تعرضت لقصف عنيف دفع غالبية سكانها للنزوح، على أن يغادروا صباح الأربعاء عائدين إلى مدنهم.