باريس: طالب المدعون الثلاثاء بسجن شخص أجر شقته لعنصرين في تنظيم الدولة الإسلامية بعد اعتداءات باريس التي وقعت عام 2015 لمدة أربعة أعوام، إلا أنهم أشاروا إلى عدم وجود أدلة كافية لإدانته بتهمة الإرهاب. 

ويحاكم جواد بن داود الذي لقبه الإعلام الفرنسي بـ"مؤجر داعش" منذ 24 كانون الثاني/يناير لاتهامه بايواء قائد المجموعة المسلحة التي قتلت 130 شخصا في العاصمة الفرنسية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015. 

وأجر بن داود، وهو تاجر مخدرات، احدى شققه الواقعة في شمال باريس للعنصر البارز في تنظيم الدولة الإسلامية عبد الحميد أباعود وشريكه شكيب عكروه. 

واختبأ العنصران في الشقة حيث خططا لتنفيذ مزيد من الاعتداءات بعد العملية.

وفي البداية، أفاد المدعون أن بن داود كان على علم بأنه يساعد في اخفاء العنصرين. لكن المتهم البالغ من العمر 31 عاما نفى ذلك باستمرار مشيرا إلى أنه كان فقط يحاول جني الأموال وأنه زير نساء يتعاطى مادة الكوكايين، وليس متدينا أصوليا. 

وتجري محاكمته مع محمد سوما الذي ساعد في ترتيب استئجار الشقة لكنه أصر كذلك على عدم معرفته شيئا عن هويتي المستأجرين الحقيقية أو دوافعهما. 

وقال المدعي العام الثلاثاء إنه "لا يمكن أن يكون سوما ولا جواد بن داود تجاهلا حقيقة أنهما كانا يساعدان مجرمين هاربين". 

وأضاف "لكن لا يوجد دليل كاف على أنهما كانا على علم بأن الفارين شاركا في الاعتداءات". 

ودعا إلى سجنهما لمدة أربعة أعوام بتهمة التآمر للقيام بعمل إجرامي، وهي مدة أقل من العقوبة التي تصل إلى ست سنوات التي يواجهها المتهمون بالتآمر لارتكاب عمل إجرامي وإرهابي. 

لكنه طالب بأقصى عقوبة بحق يوسف أيت بولحسن والتي تبلغ مدتها خمس سنوات لعدم ابلاغه عن مخطط ارهابي.

وأيت بولحسن هو شقيق المراة التي قتلتها الشرطة مع عنصري تنظيم الدولة الإسلامية عندما دهمت الشقة فجر 18 تشرين الثاني/نوفمبر العام ذاته. 

وقال المدعي إن الأخير "شخص آمن تماما بعقيدة تنظيم الدولة الإسلامية". 

ويتوقع أن يقدم محامو الدفاع مرافعاتهم النهائية قبل صدور الحكم. 

وبدأت الاثنين في بروكسل محاكمة ثانية على ارتباط باعتداءات باريس حيث مثل الناجي الوحيد من منفذي الهجمات أمام القضاة بتهمة إطلاق النار على عنصري شرطة عندما كان فارا من القضاء في بلجيكا. 

ونفذ تسعة انتحاريين ومسلحين هجمات متزامنة استهدفت ملعب ستاد دو فرانس بالقرب من باريس ومسرح باتاكلان ومطاعم وحانات في العاصمة الفرنسية.

وكان عبد السلام مزودا بحزام ناسف إلا أنه تركه وهرب.