نصر المجالي: لم يستبعد الكرملين عقد قمة ثلاثية بين زعماء تركيا وإيران وروسيا في حال اقتضت الضرورة بشأن الأزمة السورية، واتهمت موسكو، واشنطن بأنها تسير على ما يبدو نحو تقسيم سوريا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء، بمقر الرئاسة الروسية (الكرملين) إنه لم يتم تحديد جدول زمني بعد بخصوص عقد قمة ثلاثية، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على اتصال دائم مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، ويتباحث معهما مستجدات الأوضاع في سوريا.

يذكر أن بوتين وروحاني تناولا آخر المستجدات الحاصلة في سوريا، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما أمس الثلاثاء، وشددا على ضرورة مواصلة التعاون القائم بين طهران وموسكو وأنقرة.

وسبق لزعماء الدول الثلاث أن عقدوا قمة ثلاثية في 22 نوفمبر2017، في مدينة سوتشي الروسية، بخصوص الأزمة السورية، ودعوا خلالها ممثلي النظام السوري والمعارضة، للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار السوري، الذي عُقد أواخر يناير الماضي.

تقسيم سوريا

وإلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن واشنطن على ما يبدو تسير نحو تقسيم سوريا، مشيرا إلى وجود خطة عملية لتقسيم سوريا، وموسكو ستطرح عليها سؤالاً كيف يتصورون ذلك.

وقال لافروف أمام المشاركين في مسابقة "قادة روسيا" حسب ما نقلت وكالة (سبوتنيك): "على ما يبدو فإن الأميركيين يسيرون نحو تقسيم سوريا، إنهم ببساطة تخلوا عن تلك التأكيدات التي أعطيت لنا، أن الغرض الوحيد من وجودهم في سوريا دون دعوة من الحكومة الشرعية هو هزيمة داعش. والآن يقولون إن وجودهم سيبقى إلى أن يتأكدوا من أن التسوية السياسية بدأت في سوريا، والتي ستأتي نتيجتها بتغيير النظام".

وأضاف "خطط تقسيم سوريا موجودة عمليا. ونحن نعلم ذلك وسنسأل الأميركيين كيف يتصورون ذلك". ومن جهة أخرى، أشار لافروف الى أن الهدوء لا يلاحظ في كل مناطق خفض التصعيد في سوريا، ولكن عموما مستوى العنف انخفض في البلاد.

وعلق لافروف قائلا: "الدور الحاسم للقوات المسلحة الروسية، كان من الممكن تدمير وكر داعش الرئيسي في سوريا. ونحن الآن نشارك بنشاط في تحقيق المزيد من استقرار الوضع. وأطلقنا جنبا إلى جنب مع تركيا وإيران عملية أستانة قبل عام، مما سمح بإنشاء أربع مناطق لخفض التصعيد. نعم، الهدوء لا يلاحظ في كل واحدة منها، هناك أيضا انتكاسات، حيث لا تزال هناك مجموعات إرهابية ليست من داعش ولم يتم القضاء عليها، بل هي تابعة لما يعرف بـ "جبهة النصرة".