«إيلاف» من نيويورك: يقلّب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب في صفحات تاريخ رؤساء الولايات المتحدة بحثا عن رجال وقفوا إلى جانب الشخصيات التي جلست على كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

ترمب العاشق للجنرالات الذين ينفذون التوجيهات والاوامر بشكل فوري دون اعتراض، يشكو من ندرة وجود مقاتلين حقيقيين يرمون بأنفسهم وسط النيران لحماية الرئيس، ولا يتورعون عن خوض أعتى المعارك في سبيل الدفاع عنه.

أول الغيث...روبرت مولر

تجربة جيف سيشنز وزير العدل، لا تزال ماثلة في اذهان ترمب الذي كان يعتقد ان سناتور الاباما السابق لن يتردد في ركب غمار الحرب ضد التحقيق الروسي دفاعا عن رئيسه، ولكنه سرعان ما خذله بعدما حيّد نفسه عن القضية بسبب موضوع لقاءاته مع السفير الروسي السابق في واشنطن، سيرغي كيسلياك، مفسحا المجال امام نائبه رود روزنستاين لإدارة الملف فكان روبرت مولر والصلاحيات الممنوحة اليه غير المحدودة أول الغيث.

حلم ايفانكا

مجلة فانيتي فير اشارت إلى ان الرئيس يعاني احباطًا بسبب عدم مبادرة رجال ادارته لخوض معاركه، ويشاركه في الإحباط ابنته ايفانكا التي تحلم بوجود شخصية مشابهة لروبرت كينيدي (بوبي) إلى جانب والدها، والجدير بالذكر ان بوبي هو شقيق الرئيس السابق جون كينيدي الذي عينه كوزير للعدل بعد فوزه بالانتخابات، وكان من اشد المدافعين عن الرئيس حتى اغتياله.

حلفاء الخارج افضل من رجال الداخل

أداء ديفين نونيز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، والدور الذي لعبه في سبيل اصدار المذكرة التي صوبت على طريقة عمل وزارة العدل والأف بي آي في التحقيقات الروسية، جعل ترمب يضرب كفا بكف، فهل يُعقل ان حلفاءه المتواجدين خارج اسوار البيت الأبيض يقاتلون الى جانبه بشراسة منقطعة النظير، بينما لا يجد أي مساندة من معظم مسؤولي إدارته.

إيفانكا العالمة بحزن والدها، تحاول الدفع باتجاه اجراء تغييرات في البيت الأبيض، وضخ دماء جديدة، فالرئيس نادم على بعض خياراته، ونقل عنه مقربون قوله، انه كان من الأفضل لو اسند حقيبة الخارجية الى رودي جولياني، والعدل الى كريس كريستي، والجدير بالذكر ان معظم الشخصيات التي لعبت أدوارًا كبيرة خلال الموسم الانتخابي، بقيت خارج صفوف الإدارة.

ميلر وليفاندوفسكي

ومن يبن الأسماء المطروحة، يبرز اسم جايسون ميلر الذي لعب دورا كبيرا خلال الحملة الانتخابية وتخلف عن دخول الإدارة لأسباب شخصية، ويرى ترمب ان ميلر قادر على القيام بالدور الذي كان يلعبه ستيفن بانون قبل رحيله في آغسطس من العام الماضي، وكذلك يلوح في الأفق اسم كوري ليفاندوفسكي الذي سبق له وان ادار حملة ترمب، ولكنه يرتبط بعلاقات متوترة مع الثنائي ايفانكا وجاريد كوشنر.

تجارب سيئة

هي رحلة البحث عن قاتل حقيقي في السياسة يستطيع قلب الطاولة على الخصوم ويدخل في أي حرب ومعركة تمامًا كما يفعل ترمب الذي لا يتردد في شن هجمات على صحافيين وسياسيين اميركيين، وزعماء دول، غير ان العثور على الشخصية التي يريدها ترمب قد يكون امرًا صعبًا، فالتجارب اثبتت ان الرئيس يتخلى عن رجاله عند اول منعطف، ولا يتوانى عن سحقهم تمامًا كما يفعل مع خصومه، "فمايكل فلين طُرد بسبب كذبه، وجورج بابادوبولوس كان متطوعًا في الحملة وليس مستشارًا وهو شخص كاذب، أما ستيفن بانون فدوره كان ضئيلاً جدا وفقد عقله ووظيفته واصبح قذرًا"، واللافت ان دونالد ترمب جونيور يسير أيضا على خطى والده، فقد أشار خلال حديث مع فوكس نيوز منذ يومين إلى ان افراد عائلته لم يسمعوا عن كارتر بايج الذي عمل كمستشار في حملة ترمب، واظهرت المذكرة الأخيرة أن جهاز الاف بي آي كان يتجسس عليه، وتساءلوا في ما بينهم من هو هذا الرجل.