دخل استخدام سم البوتكوس الفتاك حتى في عمليات شد الوجه، وفي علاج الصداع النصفي، وشلل الأطراف، وسلس البول. ويقول العلماء الاميركان الآن انهم استخدموه بنجاح في معالجة صرير الأسنان.

ايلاف من برلين: تعاني نسبة 10% من الأميركيين من ظاهرة صر الأسنان في الليل عند النوم. وما عاد الطب يتعامل مع هذه الحالة المرضية كسبب لانقطاع النوم، وكم سبب للطلاق، حالها حل الشخير العالي، لأن صرير الأسنان يتلف الأسنان ويسبب الصداع النصفي وآلام البطن ويؤدي إلى تشنج عضلات الفكين والوجه والعنق والكتف.

وغالباً ما يعجز الاطباء عن علاج صرير الأسنان بالطرق الطبية، ويلجأون في نهاية المطاف إلى استخدام وسائد صغيرة مطاطية، تشبه تلك التي يستخدمها الملاكمون لحماية أسنانهم، لمنع احتكاك الأسنان ببعضها. وواضح ان المعاني من صرير الأسنان سيعاني في هذه الحالة من وجود شيء بلاستيكي في فمه يؤدي إلى اندلاق اللعاب بلا انقطاع من فمه وهو نائم.

يطلق الطب على صرير الأسنان اسم "Bruxismus"، وكتب فريق العلماء من مستشفى هيوستون في تكساس في مجلة "نيورولجي" انهم استخدموا "البوتيولينوم- أي" المخفف في تجاربهم على المعانين من صرير الأسنان، وانهم نجحوا في معظم الحالات في شفاء المعانين من الصرير.

نجاح في 90% من الحالات

استخدم الأطباء في تجربتهم 22 متطوعاً ممن يعانون من صرير الأسنان وراقبوا طريقة نومهم والصرير الصادر عنهم في مختبر النوم. وثم استخدموا البوتوكس مع 13 منهم فقط بعد ان تم اختيارهم عشوائياً، بينما اعتبروا بقية المتطوعين مجموعة مقارنة تلقوا علاجاً كاذباً. 

وتم زرق البوتوكس المخفف في مناطق معينة من عضلات الفكين في المتطوعين.

تم استدعاء المتطوعين ثانية بعد فترة 4-8 أسابيع، وراقب الأطباء نومهم والصرير الصادر عنهم ثانية في مختبر النوم.

واتضح أن أفراد المجموعة التي تلقت العلاج الكاذب (البلاسيبو) لم تحقق أي تحسن في الحالة، وهذا ما اعترف به المتطوعون أنفسهم أيضاً. أما المجموعة التي تلقت حقن البوتيولينوم-أي فسجلوا تحسناً وصف بالكبير والكبير جداً.

وعموما حقق العلاج بالبوتوكس نجاحاً بنسبة 90% ضد صرير الأسنان.

تراجعت الآلام أيضاً

وذكر متلقوا العلاج بالبوتوكس إن الآلام الناجمة عن الصرير في الفكين والوجه تراجعت أيضاً إلى حد كبير، في حين أقر أفراد مجموعة "البلاسيبو" بأن الآلام لديهم لم تتراجع.

وكتب الدكتور وليم ج.اوندو في مجلة"نيورولوجي "ان فريق العمل لم يلحظ أية مضاعفات أو أعراض غير حميدة نتيجة زرق البوتوكس في المرضى.

ورصد الاطباء تغيراً في"بسمة" اثنين من المتطوعين الذين تلقوا العلاج، إلا أن المتطوعين نفسيهما لم يصفا هذا التغير بالسيء.

واعتبر الدكتور اوندو نتائج التجربة مشجعة وناجحة، وعبر عن قناعته بالحاجة إلى تجارب أخرى أوسع وعلى عدد أكبر من المتطوعين للتأكد 100% من النتائج.

سم فتاك

ويستخلص سم البوتيولينوم من بكتيريا كلوستيريديوم بوتيولينوم العنقودية، وهي بكتيريا تتكاثر بسرعة في الأغذية المحفوظة وقادرة على إنتاج السم بكميات قاتلة. ولأن هذه البكتيريا اللاهوائية كانت تصيب "الجذور" عادة فقد تم اشتقاق اسمها من الاسم اللاتيني بوتيولينوم الذي يعني "سم الجذور".

وربما أن أفضل ما يساعد على توسع استخدام سم بوتيولينوم في الطب هو توصل العلماء الأميركان الى ترياق ناجع ورخيص ضده. 

إذ نجح الباحثون الاميركان من جامعة كاليفورنيا، بالتعاون مع البنتاغون، في تطوير خليط من الأجسام المضادة قادر على تحييد سم البوتيولينوم الذي يعتبر أخطر أسلحة العالم البيولوجية، ويكفي الغرام الواحد منه لقتل مليون انسان. 

ويعمل السم بشكل مباشر على الخلايا العصبية الموتورية (الحركية) التي تنسق العلاقة بين العضلات والأعصاب فيمنع إفراز مادة اسيتايل كولين المسؤولة عن انقباض العضلات. 

ويؤدي عجز العضلات عن الانقباض إلى الشلل ومن ثم إلى الموت حينما يمتد الشلل إلى العضلات التنفسية.