الدار البيضاء: التقى الممثل الكوميدي المغربي المشهور، محمد الجم، نهاية الاسبوع، في إطار المعرض الدولي للكتاب والنشر، المقام حاليا في مدينة الدار البيضاء، مع الأطفال، وذلك في حوار مباشر معهم، ضمن فقرة" لقاء مع فنان"، تحدث فيه عن مختلف محطات تجربته الفنية.

وحرص الجم انطلاقا من بداية الحوار الذي استمر ساعة ونصف ساعة، في "فضاء الطفل"، على تذكير الأطفال بأهمية إعطاء الأسبقية للدراسة، باعتبارها هي بوابة النجاح، عبر التسلح بالعلم لمواجهة كافة التحديات، مؤكدا بالخصوص على قراءة الكتاب نظرا لكونه يشكل المصدر الأول للمعرفة والثقافة ولكل المعارف والمهارات.

وخلال فقرات اللقاء، أحاط الأطفال بالجم في تظاهرة حب وإعجاب، وهم الذين اعتادوا رؤيته فقط على شاشة التلفزيون وخشبة المسرح في مسرحيات ومسلسلات طالما رسمت البسمة على وجوههم البريئة، من خلال أدوار كوميدية تعالج قضايا المجتمع من منظور فكاهي ساخر.

 

 الجم في حوار مباشر مع الأطفال في المعرض الدولي للكتاب

 

وخاطب الجم ضيوفه الصغار، وهم يتطلعون إليه بعيون يطبعها الفضول، قائلا لهم، إنهم محظوظون بتوفر كل مصادر التعليم أمامهم، علاوة على وجود كل وسائل التكنولوجيا ومنصات التواصل الرقمي رهن إشارة أصابعهم، والتكوين الأكاديمي في المعاهد العليا، بخلاف الأجيال السابقة التي كانت محرومة من كل هذه الإمكانيات الحديثة.

وفي جواب له عن سؤال أحد الأطفال عن كيفية بلورة الموهبة وصقلها، أكد الجم على أهمية دور الأسرة والمدرسة في تشجيع الطفل الموهوب والأخذ بيده، منذ الصغر، وتوجيهه الوجهة الصحيحة، لتمهيد الطريق أمامه لتحقيق ذاته.

ولأنه أنشأ منذ عدة سنوات،جائزة محمد الجم المسرحية، التي تروم اكتشاف المواهب الفنية في المدارس، لتنشئة أجيال جديدة تواصل حمل المشعل، فقد تساءل الأطفال عن كيفية الانخراط والتباري فيها، وقد أرشدهم إلى السبل التي تفسح لهم المجال للمشاركة في هذه المسابقة السنوية التي تستقطب العديد من التلاميذ.

وأوضح الجم، الذي يعتبر من أشهر نجوم المسرح والتلفزيون في المغرب، أنه قدم مسرح الطفل في بداية حياته الفنية، وأنه حاليا ينتج ما سماه ب"مسرح العائلة" الذي يتوجه إلى جميع أفراد الأسرة بكبيرها وصغيرها، مشيرا في نفس الوقت إلى أن هناك فرقا مسرحية أخرى مختصة ب"مسرح الطفل"، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يزاحمها في هذا المجال.

وفي ختام اللقاء، عبر الجم في تصريح لموقع "إيلاف المغرب" عن ابتهاجه وسعادته بالتواصل والتفاعل مباشرة مع الأطفال، وقال إنه لمس عن قرب إن لديهم مواهب وطموحات ينتظرون الفرصة فقط لإبرازها وبلورتها بشكل عملي إذا وجدوا من يمنحهم كامل إصغائهم وانتباههم.

يشار إلى أن الجم سبق له أن مارس مهنة التدريس لعدة سنوات، قبل أن يتفرغ نهائيا للمسرح، مؤلفا وممثلا للعديد من المسرحيات، التي تلقى إقبالا جماهيريا لدى عرضها في مسرح محمد الخامس بالرباط، أو في جولات داخل المغرب أو خارجه لفائدة الجالية المغربية.