إيلاف من القاهرة: أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، أن القوات المسلحة والشرطة وجهتا ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية في سيناء، منذ الإعلان عن انطلاق العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، مؤكدًا في حواره مع "إيلاف" أن مصر في حالة حرب حقيقية استعدادًا للعبور الثاني على أرض سيناء، ويجب على الشعب إعادة روح نصر أكتوبر عام 73 ، والإبلاغ عن أماكن تواجد الجماعات الإرهابية داخل المدن بالمحافظات، وتوقع الخبير الأمني، نجاح العملية العسكرية الحالية في القضاء على الإرهاب بشكل كامل، وتطهير سيناء من كافة التنظيمات الإرهابية المنتشرة على أرضها منذ عهد حكم الإخوان، وللمزيد من المعلومات، فإلى نص الحوار:

هل البيانات العسكرية لها صياغة وملامح محددة، كما شاهدنا في بيانات بدء الحرب الشاملة في سيناء؟

صياغة البيانات العسكرية تعتمد دائمًا على تخاطب العقل بعيدًا عن المبالغة والتهويل والقوات المسلحة ليست لديها ما تخفيه، فجميع دول العالم تدرك حاليًا أن الإرهاب خطر على شعوب العالم فمصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، ودائمًا تكون البيانات العسكرية ذات مصداقية، وقد تكون في بعض الأحيان غامضة لصالح العملية العسكرية، ومن أجل تضليل التنظيمات الإرهابية.

هل تمتلك الأجهزة الأمنية الخريطة الكاملة لأماكن تواجد الإرهابيين ؟

العملية الشاملة "سيناء 2018" تتم في شمال ووسط سيناء، وكذلك الظهير الصحراوي غرب النيل وبعض المدن بالدلتا، والجيش ينفذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في سيناء، في حين يتولى الأمن العام والأمن الوطني بوزارة الداخلية مداهمة البؤر الإرهابية في مدن الدلتا وغرب النيل، ومنذ انطلاق العملية العسكرية الشاملة _ يوم الجمعة الماضية _ قامت الشرطة بالقبض على عشرات الخلايا الإرهابية التابعة لحركة حسم ( الإخوانية )، والمشكلة أن التيارات الإرهابية تندس بين المواطنين، ويقيمون في شقق داخل المدن بالمحافظات؛ ولذلك قد يكون من الصعب وصول الشرطة والجيش إليهم، ومن هنا يبرز دور المواطن في الإبلاغ عن أي إرهابي أو أي تحرك غريب يشاهده في محيط المجتمع الذي يعيش فيه، فقد اكتشفت الأجهزة الأمنية صناعة وتجهيز المتفجرات في إحدى الشقق بمنطقة إمبابة، وتقديم المعلومات في هذا التوقيت بالذات سيساعد كثيرًا على توجيه ضربات استباقية للجماعات الإرهابية التي تفكر حاليًا في الهروب من الضربات العسكرية في سيناء إلى المدن؛ لذلك كان التأمين الشديد على مداخل ومخارج المحافظات لمحاصرتهم .

يرى الفريق المعارض للرئيس السيسي، أن إعلان الحرب على الإرهاب في سيناء حاليًا، يعتبر نوعًا من الدعاية للرئيس قبل الانتخابات الرئاسية، فما رأيك ؟

عنصر المفاجأة هام جدًا لأي عملية عسكرية، كما حدث في حرب أكتوبر، والقيادة العسكرية هي الأجدر باختيار التوقيت المناسب للعملية العسكرية، وذلك بعد جمع كافة المعلومات المتعلقة بالهدف المراد ضربه، وعملية "سيناء 2018" لم تشكل مفاجأة كما يدعي البعض؛ لأن التكليف بها من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة كان واضحًا في العلانية، بأنه سيتم تنفيذ عملية غاشمة للقضاء على الإرهاب خلال 3 أشهر، موضحًا أن القوات المسلحة عندما تتلقى تكليفًا تقوم بالتحضير والإعداد والتجهيز بعدة منظومات، وبالتالي العملية ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالانتخابات الرئاسية، ومن ثم يجب تعبئة الشعب لمساندة الجيش والشرطة في حربها ضد الإرهاب؛ لذلك نحن في حاجة لأن تكون الحصة والمحاضرة الأولى بالمدارس و الجامعات للكشف عما يحدث في سيناء، ولابد من وسائل الإعلام المرئية أن تذيع الأغاني الوطنية وتركز على مساندة الشعب للجيش والشرطة، ولابد للإذاعة والتلفزيون المصري من مخاطبة أهل سيناء وتوضيح ما يحدث لهم وما يحدث عندهم، ودورهم في تلك الحرب كما حدث في نصر أكتوبر 73، نفس الأمر يجب أن تقوم به المساجد، كل ذلك يعتبر ردًا إيجابيًا على الاستخفاف الذي يروجه البعض بما يحدث في سيناء .

للمرة الاولى يشارك أكثر من سلاح عسكري في العملية الحربية في سيناء، فكيف تفسر ذلك ؟ 

الإرهاب يجب ضربه مرة واحدة بكل الأماكن في وقت واحد، وهذا ما طالبنا به من قبل، والعملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" عبارة عن توجيه ضربة عسكرية موحدة لجميع بؤر الإرهاب في مصر بحرًا وبرًا وداخل المدن، فالقوات البحرية تؤمن الشواطئ لمنع أي مدد خارجي أو هرب الإرهابيين عبر البحر، كما تقوم القوات الجوية بضرب البؤر الإرهابية وأماكن مخازن الأسلحة والمعدات الثقيلة التي تكون بحوزة التيارات الإرهابية، والتي يصعب على قوات المشاة الوصول إليهم كالمنتشرة في الجبال، في حين تقوم قوات الشرطة وحرس الحدود بالبحث عن الإرهابيين المختفيين داخل المنازل، وفي الرقعة السكنية في وسط وشمال سيناء، يتبع ذلك وضع كمائن على جميع الطرق المؤدية لسيناء، كما تقوم القوات الجوية بتأمين الحدود المصرية وتحديدًا الجنوبية والغربية والشرقية.

 هل العملية العسكرية ضد الجماعات الإرهابية حققت مردودًا إيجابيًا منذ انطلاقها كما كان يتوقع ؟

بالفعل هناك نتائج إيجابية للغاية رغم بدايتها، فقد كشف البيان الرابع للقوات المسلحة نتائج العملية الحربية في الثلاثة أيام الأولى، حيث تمكنت حتى الآن من تدمير عدد كبير جدًا من الأهداف تستخدمه العناصر الإرهابية في الاختفاء من أعمال القصف الجوي والمدفعي والهروب من قواعد تمركزها أثناء حملات المداهمة، كذلك القضاء على عدد من العناصر التكفيرية ، واكتشاف وتدمير مخزن للعبوات الناسفة وسيارات دفع رباعي تستخدمها العناصر الإرهابية، والقبض على عدد من أفراد العناصر الإرهابية أثناء محاولتهم مراقبة واستهداف القوات بمناطق العمليات، واكتشاف وتدمير معمل ميداني تستخدمه العناصر الإرهابية في تصنيع العبوات الناسفة، وهذا كله يؤدي إلى خلل داخل صفوف التنظيمات الإرهابية .

متى يتم الإعلان عن سيناء خالية من الإرهاب بشكل نهائي؟

الحرب على الإرهاب مثل حروب العصابات، وهي تحتاج للوقت والصبر الكبير، بخلاف الحروب النظامية التي يكون فيها العدو واضحًا ومعروفًا، ولكن بالتأكيد الجماعات الإرهابية تواجه أكبر أزمة داخل سيناء حاليًا في ظل الخسائر الكبيرة بداخلها، والعملية العسكرية الحالية لن تنتهي دون القضاء على التنظيمات الإرهابية بشكل كامل في سيناء، ولكن ليس هذا معناه انتهاء الإرهاب بشكل نهائي في ظل توتر الأوضاع في ليبيا و السودان وسوريا، فهذه البلاد مصدرة للتنظيمات الإرهابية، ولكن مصر سوف تحكم السيطرة جيدًا على الحدود وبكل قوة لمنع تسلل أي عناصر إرهابية جديدة .

هل بالفعل حصلت مصر على إذن مسبق من إسرائيل قبل بدء الحرب العسكرية في سيناء؟

وفقًا لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، فبالتأكيد لابد من التنسيق بين البلدين، ولكن مصر تدافع عن أمنها، وكما قلت تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، وبالتالي من حق الجيش المصري الانتشار على جميع سيناء، وهناك تواجد للقوات الجوية وحرس الحدود على الحدود المصرية مع غزة وإسرائيل.