نصر المجالي: مع احتدام معركة خلافة رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي التي تواجه تصويتا برلمانيا بعدم الثقة، تصدر محبوب الجناح اليميني في حزب المحافظين وقائد التمرد المتنامي ضد البقاء في الاتحاد الأوروبي جاكوب ريس ـ موغ بورصة الترشيحات كرجل المرحلة المقبلة. 

وكشف تقرير استقصائي خاص بصحيفة (إنديبندانت) اللندنية أن ريس ـ موغ السياسي الصاعد (48 عاما) تصدر المشهد السياسي بعد تحذيرات علنية وجهها لرئيسة الحكومة من فشلها في تعاملها مع محادثات (بريكسيت). لخليفة المحتمل لماي خليفة محتملا. 

وتظهر النتائج بان الجمهور ما زال غير راض عن رئيس الوزراء وسط تكهنات مستمرة بانها ستواجه تصويتا بعدم الثقة من اعضاء البرلمان، وأن احتمال اجبارها على الخروج من 10 داونينغ ستريت أمر وارد. 

ويقول التقرير إن صعود ريس ـ موغ وضع خلفه في القائمة كل المنافسين المحتملين على زعامة حزب المحافظين بمن فيهم وزير الخزانة فيليب هاموند، ووزيرة الداخلية أمبر رود، والزعيمة الاسكتلندي روث اليزابيث ديفيدسون. 

رجل القرن 18

ويبدو أن الشاب المحافظ الموصوف لدى أوصاف الحزب والبرلمان بأنه "رجل القرن الثامن عشر" بسبب شخصيته التقليدية "القديمة" وضع نفسه كمنافس للقيادة مع تصعيده للهجمات ضد رئيسة الوزراء التي يقول أنها ليست "ممتعة" في وظيفتها، كما أنه دأب على مهاجمته حملتها الانتخابية لعام 1917 التي يصفها بـ"القاتمة". 

وفي حين يقول ريس ـ موغ إنه من الصعب عليه جدا أن يصبح رئيسا للوزراء بسبب كونه أبا لستة أبناء، لكنه لم يستبعد خوض المعركة، يخلص الاستطلاع إلى أن وزير الخارجية بوريس جونسون لا يزال المفضّل لدى غالبية المحافظين ليخلف ماي في رئاسة الوزراء، بنسبة 13% من الناخبين، وحصل موغ على 7% في المركز الثاني بعد جونسون، وتليه السيدة ديفيدسون بنسبة 5%، ثم وزيرة الداخلية أمبر رود بنسبة 4%، فوزير شؤون الخروج من الاتحاد ديفيد ديفيس بنسبة 3%. 

وفي حين أكد 51% من الذين شاركوا في الاستطلاع أنهم غير راضين عن أداء السيدة ماي، قال 33% فقط سعداء بأدائها. 

شعبية اقل بين النساء

وأجاب 57% من الناخبين أنه لا أحد من المرشحين السابقين يصلح لخلافة ماي، وأظهرت النتائج أن ريس ـ موغ أقل شعبية بين النساء والناخبين الأصغر سنا، كما لفت الاستطلاع إلى أن أعضاء حزبي العمال والمحافظين يتربصون لبعضهم البعض، كما أن الجمهور غير راض عن قيادة جيرمي كوبرن بنسبة 43% إلى 34%، ويفضل بحذر السيدة ماي بنسبة 32% إلى 30%.

وإلى ذلك، فإن التصويت على عدم الثقة سيتم التصويت عليه إذا أرسل 48 نائبا محافظا رسائل إلى غراهام برادي، رئيس لجنة 1922 وهي مجموعة برلمانية خاصة تنتمي لحزب المحافظين في مجلس العموم. 

وتجتمع اللجنة المكونة من جميع اعضاء البرلمان المحافظين اسبوعيا لتدارس المواقف ووجهات النظر بشكل مستقل حول القضايا التي ينظرها مجلس العموم. 

ويمكن للجنة 1922 أيضا أن تلعب دورا هاما في اختيار رئيس الحزب (وبالتالي رئيس الوزراء إذا كان المحافظون يقودون في الحكومة). وقد تشكلت المجموعة في عام 1923 واكتسبت اهميتها بعد العام 1940. وهي عادة ترتبط ارتباطا وثيقا بقيادة الحزب كما أنها تحت سيطرة لجنة السلوك البرلماني التابعة له.