نصر المجالي: مع ضغوطات دولية وخاصة كندية للكشف عن أسباب وملابسات وفاة الأستاذ الجامعي والناشط في مجال البيئة كاووس سيد إمامي، كلف الرئيس الإيراني حسن روحاني لجنة عليا لدراسة الأحداث في بعض المعتقلات ورفع نتائج التحقيق إلى رئاسة الجمهورية.

وقالت مصادر إيرانية إن تكليف روحاني للجنة تضم وزراء الداخلية والأمن والعدل وديوان الرئاسة للشؤون القانونية، جاءت بعد تقارير عن الأوضاع السيئة وغير السارة في السجون والمعتقلات، وخصوصًا تزايد حالات الانتحار.

وتأتي دعوة روحاني على خلفية إعلان وفاة الناشط الإيراني الكندي في مجال البيئة الذي اعتقل في يناير الماضي، وأعلنت السلطات عن وفاته في الـ8 فبراير الماضي منتحرًا في سجن إيفين، بعد أقل من شهر من توقيفه، فيما تطالب الحكومة الكندية إيران بتوضيح ملابسات الوفاة.

 

الناشط الإيراني الكندي سيد إمامي

 

اتهامات

وسبق للمدعي العام الإيراني عباس جعفري دولت آبادي أن أعلن أن الاتهام الموجه للمجموعة التي تم توقيف أعضائها بمن فيهم سيد إمامي (63 عاما) الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الإمام الصادق في إيران، هو "التجسس تحت غطاء الأنشطة البيئية لجمع المعلومات حول القضايا الاستراتيجية في البلاد".

كما تتهم السلطات الإيرانية الأستاذ الجامعي المعروف ومدير منظمة "صندوق تراث الحياة البرية الفارسية" بالانتماء إلى شبكة تجسس تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية والموساد الإسرائيلي.

انتقادات

وذكرت وكالة "ميكروفونوز" أن الحكومة الايرانية تعرضت في الأوان الأخير لانتقادات داخلية وخارجية واسعة حول "حالات الانتحار" في عدد من مراكز الاعتقال.

وقد لقي ما لا يقل عن 6 اشخاص مصرعهم في مراكز الاعتقال مؤخرًا التي تقول سلطات السجن انهم انتحروا، ولكن افراد الاسرة ينكرون ذلك. 

وقد أغضب الحادث الأخير في سجن إيفين الذي قتل فيه ناشط إيراني كندي وناشط في مجال البيئة، معظم منظمات حقوق الإنسان والناشطين. ويقول الحرس الثوري الإيراني إن إمامي قد انتحر، ولكن أفراد الأسرة ينكرون التقرير.

انكار

وفي حين قال مصدر قضائي إيراني يوم الأحد الماضي إن الناشط الإيراني الذي يحمل الجنسية الكندية انتحر أثناء احتجازه بسبب كم الأدلة المتوافرة ضده في قضية تجسس، ينكر ذووه الرواية الرسمية ويشككون فيها ويطالبون بالتحقيق.

وأكد نجل الناشط البيئي رامين إمامي، وهو مغنٍ معروف، على موقعه الخاص على الإنترنت أن والدته خضعت لـ"الاستجواب والتهديد" الجمعة لمدة 3 ساعات قبل إبلاغها بموت زوجها.

وكتب أن محكمة محلية "استدعت والدتي وطلبت منها الحضور للقاء زوجها"، مضيفاً "بدل ذلك، استجوبوها وهددوها لمدة ثلاث ساعات قبل إبلاغها بموت زوجها وإجبارها على توقيع ورقة أنها لن تتحدث للإعلام".

وقال رامين إنه شاهد الفيديو الذي يظهر فيه والده في زنزانته والذي تقدمه السلطات دليلاً على انتحاره. وأضاف: "يجب أن أقول إن لا شيء حاسماً، لأننا لا نرى في الشريط طريقة الموت". 

وقال: "كل ما تمكنت من رؤيته هو أن والدي كان متوتراً، لم يكن في حالته الطبيعية، كان يمشي في زنزانته ذهاباً وإياباً ولم يكن في حالة نفسية طبيعية".

وقال إمامي الإبن: "أنباء وفاة والدي يستحيل تفهمها.. ما زلت لا أصدق ذلك.. الأسرة طلبت إجراء تشريح مستقل".