واشنطن: في ظل ما يبذله مارك زوكربيرغ وفريقه المعاون من جهود بغية الحفاظ على المكانة الكبيرة التي وصل إليها موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وضمان التأكد من زيادة قاعدة مستخدميه والحفاظ عليها بشكل مستمر، لكن بدأت تظهر بعض الاحصاءات التي تشير إلى بدء تراجع أعداد مستخدميه!

وقالت مؤسسة eMarketer إن هناك مليوني شخص دون سن الـ 25 عاما توقفوا بالفعل عن استخدام الشبكة الاجتماعية الشهيرة خلال عام 2017، والأدهى من ذلك هو توقع المؤسسة تزايد عدد الأشخاص الشبان الذين لا يستخدمون فيسبوك ولم يسبق لهم أن استخدموه من قبل.

وطبقاً لدراسة حديثة، نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية، يتضح أن المستخدمين الشبان بحاجة إلى الحداثة والتفرد أيضًا، وأن بحثهم عن أحدث الشائعات والحكايات التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي ستواصل دفعهم للانصراف بعيدا عن منصة فيسبوك. 

تقدم في السن

وتقول كارين فون أبرامز التي تشغل منصب كبير المحللين لدى eMarketer "هذه نتيجة منطقية لتقدم فيسبوك في السن بالنظر إليه كمشروع وبيئة عمل معروفة فضلاً عن الظهور الحتمي لمنصات اجتماعية أحدث تجذب المستخدمين بفضل ما تقدمه سمات وامكانات جديدة".

وأوردت مدونة Zero Hedge المالية عن شاب يبلغ من العمر 17 عامًا على هامش مشاركته في قمة المجتمعات الناشئة التي أقيمت في شهر أغسطس الماضي قوله إن فيسبوك بات مناسبًا أكثر للأشخاص كبار السن.

وأوضحت المدونة أن من بين المشكلات التي تواجهها منصة فيسبوك هو تركيز الشريط الاخباري على أخبار العلامات التجارية أكثر من الأخبار الشخصية المتعلقة بالأصدقاء على المنصة الاجتماعية، مشيرة إلى أن فيسبوك ربما تعاني من مشكلة لا يمكنها التغلب عليها بشأن هويتها التجارية بين المراهقين.

كما نوّهت شبكة سي إن إن إلى أن القائمين على فيسبوك عاجزون عن ايجاد طريقة، يحث من خلالها المستخدمون على مشاركة المزيد من الأمور الشخصية على منصتهم. ولهذا أعلن فيسبوك مؤخرا أنه سيغير نمط ظهور الأخبار في صفحات المستخدمين بحيث تكون الأولوية لظهور تدوينات الأصدقاء، أفراد العائلة والمجموعات على حساب تدوينات الناشرين والعلامات التجارية.

منافسة قوية

كما أشارت إحصاءات خاصة بمنصة The Cheat Sheet الإخبارية إلى أن الأميركيين الشبان لا يثقون في فيسبوك، وأنهم يلجأون إلى منصات أخرى للحصول على تجارب أحدث وأكثر تنوعًا من الناحية البصرية دون أن ينزعجوا في الغالب بالإعلانات أو تنتابهم شكوك بشأن خصوصيتهم.

كما نوه تقرير الاندبندنت إلى بدء ظهور منافسين أقوياء لفيسبوك، حيث بدأ يفضل كثير من المراهقين استخدام شبكات تواصل اجتماعي أخرى مثل انستغرام وسناب شات، وأن هذا التوجه يبدو أنه سيمضى إلى تزايد خصوصا مع استمرار انضمام المستخدمين الأصغر في السن إلى عالم مواقع التواصل.

وقدَّر تقرير الاندبندنت بأن تتحول نسبة تقدر بحوالي 43 % من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى سناب شات خلال عام 2018، وهي النسبة التي تؤكد eMarketer أنها تزيد عن ضعف معدل الاختراق الذي كانت تصبو إليه سناب شات قبل ثلاثة أعوام، وهو ما يعكس مدى الاستفادة التي قد تعود عليها من تراجع مستخدمي فيسبوك إذا استمر الأمر على هذا الحال.

وعاودت منصة The cheat sheet لتقول إن انستغرام يحظى بشعبية خاصة في أوساط المستخدمين الشبان، الذين قد ينظرون إليه على أنه "فيسبوك الجديد" بفضل تنسيقه البصري وما يضمه من مجتمعات مستخدمين متنوعة.

وختمت منصة Statista المتخصصة في مجال الاحصاءات بقولها "هناك أكثر من ملياري مستخدم نشط شهرياً على فيسبوك وهناك نسبة لا تقل عن 32 % من المستخدمين في أميركا يودون التخلص من فيسبوك ونسبة أخرى تقدر بـ 64 % تود الاحتفاظ بفيسبوك والإبقاء عليه كي يستمتعوا بخدماته".

أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن موقع "ameinfo"، الرابط الأصلي أدناه:

https://ameinfo.com/media/digital/is-this-the-end-for-facebook/