قلل وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، من شأن اتهامات وجهها محقق بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلى 13 روسيا بالتدخل في سير انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، بوصفها "ثرثرة".

وقال لافروف، أثناء المشاركة في مؤتمر أمني في ألمانيا، إنه لن يدلي بالمزيد من التصريحات حتى يرى "حقائق".

ويرى مراقبون أن الاتهامات التي وجهها المحقق روبرت مولر، تعد أهم تطورات التحقيق الذي يجريه في تدخل روسيا المزعوم في الانتخابات التي بها دونالد ترامب في عام 2016.

وقال ترامب إن لائحة الاتهام تثبت أن حملته الانتخابية "لم ترتكب أية مخالفات".

ووجهت أسئلة عدة لوزير الخارجية الروسي عن القضية أثناء المؤتمر الأمني الذي يحضره في ألمانيا.

ولدى سؤاله عن تلك التهم، قال لافروف إن حتى نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، شكك في التحقيقات، مضيفا بالقول "حتى نرى حقائق، كل شيء سيبقى محض ثرثرة".

وفي تغريدة بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قال ترامب مساء أمس إنه "لا وجود لتواطؤ" بين حملته وروسيا.

لكن بدا أنه يقر بأن روسيا سعت للتأثير على الانتخابات. واعترض ترامب في السابق على رأي للاستخبارات الأمريكية كان قد ذهب في هذا الاتجاه.

وقال ترامب في تغريدته "بدأت روسيا حملتها المضادة للولايات المتحدة في 2014، أي قبل وقت طويل من إعلاني الترشح للرئاسة. ولم تتأثر نتائج الانتخابات، ولم يثبت أن حملة ترامب ارتكبت أية مخالفات، ولم يكن هناك أي تواطؤ أيضا".

لائحة الاتهام

تضمنت لائحة الاتهامات الجديدة الموجهة من روبرت مولر إلى 13 مواطنا روسيا أنهم ارتكبوا ما يلي:

  • فتحوا حسابات مصرفية باسم أمريكيين وانتحلوا شخصياتهم
  • أنفقوا آلاف الدولارات شهريا لشراء إعلانات سياسية
  • اشتروا فضاءات إلكترونية أمريكية لإخفاء هوياتهم
  • نظموا تجمعات سياسية في الولايات المتحدة ودعوا إليها
  • نشروا تعليقات سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء أمريكيين
  • نشروا معلومات أضرت بهيلاري كلينتون
  • حصلوا على أموال مقابل النشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية
  • أنشأوا مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وإنستغرام، للنقاش في قضايا حساسة
  • كانت لنشاطاتهم ميزانية شهرية تفوق مليون دولار

وأضاف التقرير أن هذه المجموعة كانت تقيس فاعلية نشاطاتها على الانترنت، وتغير استراتيجيتها لتحقيق أهدافها، وأن أعضاء المجموعة بدأوا يبحثون سبل التأثير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2014، وشرعوا في عملهم في عام 2016.

ماذا قالت شركات التواصل الاجتماعي؟

دعا أعضاء بارزون من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، الجمهوري والديمقراطي، الشركات المشغلة لشبكات التواصل الاجتماعي لبذل المزيد من الجهود للحيلولة دون التدخل السياسي عبر منصاتها.

وقالت شركة فيسبوك في بيان أصدرته بهذا الشأن إنها اتخذت إجراءات استباقية قبل ظهور الاتهامات الجديدة، لكنها اعترفت بأنه "لا يزال هناك المزيد لتقوم به للحيلولة دون حدوث المزيد من الهجمات".

وقالت شركة تويتر إن هذه الممارسات "لا يمكن التغاضي عنها"، وأنها تعمل مع المحققين، لكنها أكدت أن "شركات التكنولوجيا لا يمكنها التغلب على هذه الممارسات وحدها".

موضوع التحقيقات

ترامب وبوتين
Getty Images
اعترف ترامب بأنه كان يعلم بمساعي روسية للتدخل في انتخابات الرئاسة 2016، لكنه أكد أن ذلك قبل أن يكون مرشحا رئاسيا

أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) الاشتباه في حدوث تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 لصالح المرشح ترامب في ذلك الوقت.

وعُين روبرت مولر محققا خاصا للتوصل لكشف أي تواطؤ لأي من أعضاء حملة ترامب مع مسؤولين روس للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية، وذلك في مايو/ أيار الماضي.

وتناول التحقيق اتهامات للمدير السابق لحملة ترامب، بول مانافورت، بالتآمر والاحتيال ضد الولايات المتحدة مع أوكرانيا، والتآمر بغرض غسل الأموال.

وظهرت اتهامات أخرى لمانافورت بتقديم معلومات غير حقيقية للحصول على قرض عقاري من هيئة العقارات في واشنطن.

ووجهت اتهامات أيضا لريك غايتس، أحد شركاء أعمال مانافورت، بالتورط في غسل أموال. كما اعترف جورج بابادوباولوس، المستشار السابق في حملة ترامب، بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وثبتت اتهامات على المستشار السابق للرئيس الأمريكي للأمن القومي، مايكل فلين، بالإدلاء بتصريحات كاذبة عن اجتماع له مع السفير الروسي لدى واشنطن في 2016.

ومثل ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية، أمام مولر للتحقيق في علاقة حملة ترامب بروسيا.

وواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات من قبل معارضيه بالتدخل من أجل عرقلة سير التحقيقات، لكنه نفى تلك المزاعم.