ليما: ذكرت السلطات القضائية الاثنين ان محكمة في البيرو امرت بمحاكمة الرئيس البيروفي السابق البرتو فوجيموري (1990-2000)، البالغ التاسعة والسبعين من العمر، في قضية جديدة، علما انه كان قد تم الإعفاء عنه في الاونة الاخيرة. وتأتي المحاكمة الجديدة على خلفية مقتل ستة فلاحين في العام 1992.

في هذه القضية، "لا ينطبق الحقّ في عفو انساني على الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري"، بحسب ما اوضحت السلطات القضائية على تويتر. وقال ميغيل بيريز، محامي الرئيس السابق، في مقابلة مع قناة "ار بي بي" التلفزيونية إنه ابلغ ذلك إلى موكّله. وأضاف ان فوجيموري "هادئ تماما".

وتابع المحامي "الآن، من وجهة نظر قانونية، يُمكن (تقديم) طعن لاتخاذ قرار نهائي" في شأن إجراء محاكمة ام لا، لافتا الى انه اقترح مثول الرئيس السابق بصفته "شاهدا" في هذه القضية الجديدة، غير ان المحكمة رفضت ذلك. 

يشار الى انه في الخامس من يناير المنصرم، كان فوجيموري المحكوم بجرائم ضد الانسانية قد غادر بحرّية المستشفى الذي نُقل اليه، وذلك بعد عفو عنه اصدره الرئيس الحالي بابلو كوتشينسكي، وادى الى ازمة سياسية في البلاد. 

خرج رجل البيرو القوي سابقا، من المستشفى في ذلك اليوم على كرسي متحرك، يرافقه عدد من رجال الشرطة والحراس الشخصيين. وقد حيّا وقتذاك، بيده اليمنى، مؤيديه والصحافيين الذين تجمعوا امام السياج، قبل ان يستقل سيارة رباعية الدفع مع نجله الاصغر كينجي، الشخصية السياسية المهمة في البيرو وأحد ورثة الرئيس السابق.

وكان فوجيموري الذي يعاني مشاكل قلبية وهضمية ايضًا، قد نُقل من سجنه الى المستشفى في 23 ديسمبر عشية صدور عفو عنه. وقد أمضى في المستشفى 12 يوما. حكم فوجيموري الذي يتحدر من اصل ياباني، البيرو من 1990 الى 2000. 

وفي العام 2009، حُكِم عليه بالسجن 25 عامًا بتهم فساد وارتكاب جرائم ضد الانسانية لوقوفه وراء اغتيال 25 شخصا بأيدي ما كانت تعرف بـ"سرية الموت" خلال الحرب ضد حركة "الدرب المضيء" اليسارية المتطرفة الماوية. 

وأصدر الرئيس كوتشينسكي عفوا "انسانيا" عن فوجيموري وسبعة مسجونين آخرين، ما ادى الى أزمة سياسية بعد أيام من تفادي فوجيموري إجراءات عزل في البرلمان، ما أوحى بوجود صفقة سياسية وراء العفو.