رأى الائتلاف السوري المعارض أن روسيا تقوّض جهود السلام في سوريا وتطلق رصاص الرحمة على مقترحات جنيف بل وتدفن أي حلول ممكنة بعد تزويدها النظام السوري بأسلحة متطورة تدعم معاركه في الغوطة الشرقية.

إيلاف: يشن النظام السوري، بدعم من روسيا وإيران، هجمة واسعة على الغوطة الشرقية قرب دمشق، حيث أسفرت الغارات التي نفذت خلال الساعات القليلة الماضية والمتصاعدة منذ مساء الأحد عن سقوط مئات القتلى المدنيين بينهم أطفال، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، بحسب آخر المعلومات الواردة من مصادر متطابقة عدة.

واعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض، بحسب بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن الهدف هو تقويض الحل السياسي في جنيف، و"هي النتيجة المقصودة لاستمرار هذا التصعيد".

الإنقاذ مستمر
وأكد البيان أن "روسيا تريد دفن العملية السياسية وفق المرجعية الدولية، خاصة بعد إعلانها عن تزويد قوات النظام بأسلحة متطورة لتنفيذ عملية عسكرية في الغوطة الشرقية".

وشدد البيان على أن "الهجمة الحالية تمثل تصعيدًا خطيرًا، حيث شنت طائرات النظام والاحتلال الروسي أكثر من 70 غارة جوية، وألقت 25 برميلًا متفجرًا، واستهدفت الأحياء السكنية بما يزيد على 150 صاروخ غراد، و6 صواريخ من نوع فيل، إضافة إلى القصف المدفعي المستمر.

ولا تزال فرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل على إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، في ظل ظروف شديدة الخطورة، وأوضاع إنسانية كارثية تعيشها المنطقة المحاصرة منذ سنوات.

وقالت المعارضة إن هذه التطورات توضع أمام رعاة الحل السياسي "الصامتين والمتفرجين، كما توضع أمام الدول التي تزعم دعمها للشعب السوري وصداقتها له، وتستوجب مواقف حقيقية فورية".

شراكة في "العدوان"
ورأى الائتلاف أنه لم تكن "حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي ليقع على أهالي الغوطة، لولا الصمت الدولي المطبق وسكوت الدول الراعية للحل السياسي، بما يمثله ذلك من ضوء أخضر ترك المجال مفتوحًا أمام هذه الهجمة وهذا الإجرام، ما يحوّل دور المجتمع الدولي إلى موقع المتفرج، بل إلى الشراكة في العدوان على السوريين".

وحمّل الائتلاف أعضاء المجتمع الدولي كافة "النتائج المترتبة عن صمتهم وشللهم، وعلى رأس تلك النتائج تقويض الحل السياسي في سوريا".

ودعا مجلس الأمن إلى التحرك المباشر والجاد لحماية 400 ألف مدني محاصرين منذ 5 سنوات في الغوطـة الشرقية، والتصرف وفق مسؤوليته القانونية والسياسية والأخلاقية.

التزام أحادي من المعارضة
وكان نصر الحريري رئيس الهيئة العليا للمفاوضات سأل الجانب الروسي في مداخلة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي اختتم الأحد الماضي، ما رأيها برفض النظام السوري الانخراط في العملية السياسية في جنيف، وقال أيضًا أمام المجتمعين إن "ما تم بحثه خلال المؤتمر قد تغاضى بالمطلق عن السبب الأساسي لما يحصل في سوريا التي تعتبر قلب مشاكل الشرق الأوسط".

وأكد الحريري أن هيئة التفاوض السورية "ملتزمة بالحل السياسي بناءً على جنيف1 والقرار الأممي 2254". وركز على الأوضاع الإنسانية والسياسية، حيث قال إن مشكلة سوريا هي في النظام الذي قتل قرابة 500 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وهجّر أكثر من 11 مليون سوري إضافةً إلى استخدام قوات النظام للأسلحة المحرّمة دوليًا، كالسلاح الكيميائي، الذي تم استخدامه أكثر من مرة. 

فشل في دحر الإرهاب
كما لفت إلى مساعدة روسيا ودفاعها المستميت عن "هذا النظام المجرم من خلال استخدامها الفيتو لمرات عديدة". وتناول الحريري مشكلة الإرهاب التي أراقت دماء السوريين ودفعوا ثمنًا باهظًا في مواجهتها، في حين فشل في مواجهة تلك التنظيمات الإرهابية التي يرتبط استمرار وجودها باستمرار بقاء هذا النظام.

وجّه أخيرًا السؤال إلى الجانب الروسي، حيث قال: "ماهو موقف روسيا إلى هذه اللحظة، وهي ترى النظام السوري يرفض الحل السياسي، ويرفض الانخراط في اللجنة الدستورية".

وأجرت الهيئة لقاءات عدة مع الجانب الأميركي والأمم المتحدة ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، على هامش مؤتمر ميونيخ، من دون نتيجة إيجابية ملموسة على الأوضاع العسكرية أو الإنسانية في سوريا.