تمثل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في المكسيك في شهر يوليو المقبل فرصة ذهبية للشعب المكسيكي من أجل اختيار رئيس قادر على الوقوف في وجه دونالد ترمب. 

إيلاف من نيويورك: جرت العادة أن يدلي مواطنو أي دولة بأصواتهم تبعًا للشخصيات التي ترفع عناوين انتخابية تشفي غليل الناخبين، خصوصًا في الشأن الداخلي، لكن دونالد ترمب بات يشكل هاجسًا للمكسيكيين نظرًا إلى المواقف العنيفة التي اتخذها ضد بلادهم. 

المرشحون
يتنافس في الانتخابات الرئاسية، الزعيم اليساري التاريخي أندريس أوبرادور، ومرشح تحالف اليسار واليمين ريكاردو أنايا، ووزير المالية السابق، خوسيه ميدي. 

وأعلن أندريس أوبرادور، الذي يخوض الانتخابات للمرة الثالثة، أن الجدار الذي يريد ترمب الشروع في بنائه غير ضروري، مطالبًا بعلاقات صداقة وتعاون مع واشنطن، كما تحدث عن ضرورة أن يكون الاحترام متبادلًا مع الرئيس الأميركي. 

اللجوء إلى الأمم المتحدة
أوبرادور الذي أقفل مناصروه شوارع رئيسة في العاصمة مكسيكو، بعد خسارته في المرة الأولى، وذلك احتجاجًا على عمليات التزوير والغش، كما قالوا، أكد أنه سيتجه إلى الأمم المتحدة للدفاع عن حقوق المكسيكيين في حال أصر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على بناء الجدار. 

لن ندفع
المرشح ريكاردو أنايا لم يبخل بتصريحاته، التي يشير من خلالها إلى سعيه إلى الدفاع عن حقوق شعبه في وجه ترمب. وقال بشكل صريح إن بلاده لن تدفع قرشًا واحدًا لبناء الجدار على طول الحدود مع الولايات المتحدة الأميركية. 

وتعهد مرشح التحالف بالدفاع عن استقلال المكسيك عن الولايات المتحدة في سياق حديثه عن قضية الجدار الحدودي، حيث أكد "أن المكسيك لن تُعامل مرة أخرى كممسحة للولايات المتحدة، كما هي الأوضاع حاليًا في ظل هذه الحكومة".

حظوظ قليلة
أما وزير المالية السابق خوسيه ميدي، فحظوظه في الفوز تكاد تكون الأقل بين نظرائه، فعمله في إدارة الرئيس بينا نيتو لم يترك أثرًا طيبًا بين الناخبين. 

والجدير بالذكر أن ميدي خلف وزير المالية السابق لويس فيديجاراي، الذي استقال، نظرًا إلى الانتقادات التي تلقاها عقب لعبه دورًا كبيرًا في توجيه دعوة إلى المرشح الجمهوري آنذاك دونالد ترمب لزيارة المكسيك قبيل أسابيع قليلة من الانتخابات الأميركية. 

مزيج من ترمب وتشافيز
اللافت أن مرشح اليسار أوبرادور، والذي سبق له أن شغل منصب عمدة مكسيكو، يطرح عناوين مشابهة لتلك التي رفعها ترمب إبان الانتخابات، فالأخير رفع شعار تجفيف المستنقع في واشنطن (أي بما معناه مكافحة الفساد). 

أما أوبرادور فأعلن عزمه محاربة مافيا السلطة، معتبرًا أن الصفقات التجارية تنهك المواطن المكسيكي العادي، وكذلك يلقب بهوغو تشافيز المكسيكي.

تعطي استطلاعات الرأي، التي أجريت أخيرًا، أوبرادور، تقدمًا على خصومه، بعد حصوله على 27.1% من أصوات المستطلعة آراؤهم، مقابل 22.3 بالمئة لريكاردو أنايا، وثمانية عشر بالمئة لوزير المالية السابق.