يلتقي المحافظون الأميركيون اعتبارًا من الأربعاء قرب واشنطن لعقد مؤتمرهم السنوي الذي غالبًا ما يثير سجالات، على خلفية بلبلة في الحياة السياسية الأميركية بين قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأخيرة والحداد الوطني على ضحايا عملية إطلاق النار في فلوريدا والفوضى في البيت الأبيض.

إيلاف من واشنطن: يتوجه آلاف الناشطين الجمهوريين والشخصيات البارزة في الحزب والسياسيين الوطنيين إلى مركز المؤتمرات في ماريلاند، لمعاينة وضع الموجة الشعبوية التي هزت الولايات المتحدة في 2016 حاملة دونالد ترمب إلى الرئاسة.

وبعد 13 شهرًا على دخول رجل الأعمال الثري إلى البيت الأبيض، يحلّ ضيفًا &على "مؤتمر العمل السياسي المحافظ"، حيث يلقي كلمة الجمعة.

جدلية استضافة ماريون لوبن
ويلقي نائب الرئيس مايك بنس المتدين المحافظ كلمة في اليوم السابق، وكذلك مستشار البيت الأبيض دون ماغان، وفق خيار غير مألوف لمثل هذا الحدث السنوي البارز، في وقت يجد &المسؤول نفسه تحت الأضواء في فضيحة تصاريح أمنية لبعض أعضاء الإدارة، تطاول البيت الأبيض.

كتب ترامب الثلاثاء على تويتر إن مؤتمر العمل السياسي المحافظ "يستعد للقاء جديد مثير للاهتمام. فرق كبير عن تلك الفترة حين كان الرئيس أوباما في البيت الأبيض". واستقبل الرئيس بعيد تعيينه في العام الماضي استقبال الأبطال حين ألقى كلمة في المؤتمر السابق في فبراير.

وفي مؤشر إلى الانعطافة نحو اليمين التي سلكتها الحركة المحافظة، دعا منظمو المؤتمر هذه السنة النائبة الفرنسية السابقة ماريون ماريشال لوبن، وهي من الوجوه البارزة في حركة اليمين المتطرف القومي الفرنسية، وتطرح لتولي قيادة "الجبهة الوطنية" المعادية للهجرة مستقبلًا، على أن تلقي كلمة بعد بنس بقليل.

ستكون كلمة ماريشال لوبن (27 عامًا)، وهي ابنة شقيقة زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن، التي حصلت على تأييد ترمب في العام الماضي في سباق الرئاسة الفرنسية، مؤشرًا إلى عودتها إلى الحياة السياسية، بعد تسعة أشهر على إعلان انسحابها منها.

غير أن هذه الدعوة أثارت انقسامًا في الآراء، وعاصفة على تويتر، حيث حملت المجموعة الجمهورية "كتيبة ريغان" على المؤتمر لدعوته لوبن، التي نعتتها بـ"تمجيد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، والكراهية للحلف الأطلسي".

أجواء متوترة&
يعقد المؤتمر في ظل من الأجواء المتوترة على جبهات عدة، وفي طليعتها قضية التدخل الروسي في سير الانتخابات الأميركية والتحقيق حول تواطؤ محتمل من قبل فريق حملة ترامب.

ووجّه المدعي الخاص الأميركي روبرت مولر المكلف التحقيق الجمعة الماضي اتهامات إلى 13 روسيًا بقيادة حملة سرية للتأثير على سير الانتخابات الرئاسية لمصلحة ترمب عام 2016، في إعلان كان له وقع قنبلة في الولايات المتحدة.

ينفي ترمب بصورة متكررة أي تواطؤ مع روسيا، غير أنه تم توجيه التهمة رسميًا إلى أربعة من كبار مسؤولي حملته في سياق تحقيق مولر المتشعب والواسع النطاق، وستكون مواقف المشاركين والخطباء في مؤتمر العمل السياسي المحافظ تحت المجهر في ما يتعلق بهذه القضية.

معضلة الأسلحة
كما سيواجهون مشكلة العنف المرتبط بالأسلحة النارية، بعد وقوع آخر عمليات إطلاق النار في المدارس خلال الأسبوع الماضي في فلوريدا، ما أثار حركة تعبئة طلابية ضد الأسلحة النارية والكثير من التساؤلات على المستوى الوطني.

يذكر أن ترمب من كبار مؤيدي التعديل الثاني في الدستور الأميركي، الذي يضمن الحق في حيازة وحمل أسلحة. غير أنه أيّد أخيرًا تبني تشريعات توسع نطاق عمليات التحقيق في خلفيات الراغبين في شراء أسلحة نارية، وحظر أجهزة تحول الأسلحة النارية المشروعة إلى بنادق شبه أوتوماتيكية.

يندرج الحق في حمل أسلحة في جوهر المؤتمر المحافظ، مع تخصيص ندوتين له السبت. غير أن الجمعية الوطنية للبنادق، لوبي الأسلحة الأميركي الواسع النفوذ، والذي تكون له عادة مداخلة في المؤتمر، سيخفض مستوى مشاركته هذه السنة بعد مجزرة فلوريدا.

أبرز الغائبين
لم يدرج نائب الرئيس التنفيذي للجمعية واين لابيار على برنامج المؤتمر، غير أن الجمعية أكدت أنه ستكون لها كلمة في المؤتمر.&وسيعتلي منبر المؤتمر عدد من أعضاء إدارة ترمب ونواب جمهوريون ورئيس شرطة ميلووكي السابق ديفيد كلارك.

من الغائبين عن القائمة ميت رومني المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2012، والذي أعلن أخيرًا ترشيحه لمقعد يوتا في مجلس الشيوخ. وأعلن منظم مؤتمر العمل السياسي المحافظ مات شلاب أن رومني ليس محافظًا إلى حد كاف للمشاركة.

كذلك من كبار الغائبين عن المؤتمر خلال هذه السنة اليميني المتطرف ستيف بانون الخبير الاستراتيجي الذي وجّه الانتفاضة الشعبوية التي حملت ترمب إلى الرئاسة، قبل أن يتم فصله من البيت الأبيض في العام الماضي.
&