بيروت: يعتبر مؤتمر "سيدر" CEDER المزمع عقده في 6 إبريل المقبل في باريس، أكبر برنامج استثماري عرفه لبنان منذ نحو 20 عامًا.

حيث من المتوقع أن يخرج مؤتمر باريس الاقتصاد اللبناني من حال المراوحة والتباطؤ، ويساهم في تعزيز معدلات النمو، وخلق فرص العمل، وتطوير المرافق الأساسية للبنى التحتية المتهالكة.

عن هذا المؤتمر، يؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أنه من المهم جدًا حصوله بغض النظر عن التاريخ الذي سيحصل فيه، لأن لبنان بحاجة إلى دعم وأموال وإهتمام دولي، وذلك لدعم الوضع اللبناني الداخلي والخارجي الإقتصادي والنفطي، وأهمية المؤتمر في أن ينجح بقوة. 

مقابل المؤتمرات

وردًا على سؤال ما الذي يطلبه المجتمع الدولي من لبنان مقابل عقد مؤتمرات مماثلة لدعمه؟ يشير حبيقة إلى أن المجتمع الدولي يطلب من لبنان إقرار الموازنة للعام 2018، وكذلك القيام بإصلاحات أو الإلتزام بها لكي تطبق في السنوات المقبلة، وهي إصلاحات تعالج الفساد في لبنان، وإصلاحات قانونية وإدارية وتطال الكهرباء والإتصالات، لأن المجتمع الدولي لا يملك أموالاً طائلة ولا قدرات مالية ضخمة له كما كان سابقًا، فقد رأينا مثالاً للعراق منذ أسبوع، حيث طالب العراق بـ100 مليار دولار وحصل فقط على 30 مليار دولار، من هنا ضرورة الجدية في التحضير من قبل لبنان من خلال الإصلاحات وغيرها.

تأجيل المؤتمر

أما هل ينجح لبنان في تحقيق هذه الإصلاحات ومحاربة الفساد؟ يلفت حبيقة إلى أن المطلوب كان أن يتأجل المؤتمر في باريس ويعقد بعد الانتخابات النيابية مع حكومة جديدة ومجلس نواب جديد أيضًا، لأن الوقت لا يزال قصيرًا حتى تتحقق الموازنة والإصلاحات قبل عقد مؤتمر باريس، وإذا التزمت الحكومة بمواضيع معينة فمن يؤكد لنا أن الحكومة الجديدة سوف تلتزم بها أيضًا، وسوف يتم عقد مؤتمر باريس لكن لبنان سيحصل على مساعدات قليلة وليس كما كان متوقعًا.

هل من المتوقع أن ينجح لبنان في تعزيز اقتصاده بعد إنجاز مؤتمر باريس؟ يجيب حبيقة أنه بعد هذا المؤتمر ستكون في لبنان انتخابات نيابية وحكومة جديدة، وبالتالي من السابق لأوانه أن نعلن النجاح، وإذا أردنا أن نعزز فرص النجاح كان علينا أن نؤجل المؤتمر حتى ما بعد الانتخابات النيابية.

وعلى كل الأحوال إذا أردنا نجاح المؤتمر علينا أن نكون شفافين مع المجتمع الدولي، ولا نقوم بوعود لا نستطيع أن ننفذها.

الفساد

عن دور الفساد في لبنان في تقليل فرص نجاح المؤتمرات الدولية في إنعاش اقتصاد البلد، يرى حبيقة أن الفساد يبقى المؤثّر الأول، ومع هدر أموالنا لا يمكن أن نهدر أموال المجتمع الدولي في الفساد، خصوصًا أن المجتمع الدولي لم يعد يملك الأموال الطائلة كما كان الوضع سابقًا.

والمجتمع الدولي من خلال سفاراته في لبنان يعرف أن الفساد لا يزال مستشرياً في لبنان، ولا آليات جدية لمكافحة هذا الفساد.

المشاريع الإصلاحية

عن أبرز المشاريع الإصلاحية التي من الضروري أن يقوم بها لبنان لإنجاح المؤتمرات الدولية، يشير حبيقة إلى أن الأهم يبقى البدء بمحاربة الفساد وتخفيف التوظيفات الرسمية، وكذلك الإهتمام بموضوع الكهرباء، مع الشبهات حول هذا الموضوع، وأيضًا موضوع الإتصالات ومشروع مطار بيروت، حيث أصبح متأخرًا إذا ما قورن بمطارات المنطقة.

ونحتاج إلى "نفضة" جدية، وأن نلتزم بتنفيذ الإصلاحات.

ويشير حبيقة الى أن الأساس يبقى الإستثمارات في لبنان وتبقى ضعيفة، وعلينا أن نستثمر أكثر مع ضرورة حل كل الإشكالات التي تؤخر الاستثمارات في البلد.