تناولت صحف عربية الخطاب الذي ألقاه مؤخرا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، في جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ورأى كتاب أن خطاب عباس حقق نجاحا، غير أنهم عبروا عن تشاؤمهم تجاه إمكانية تغيير الواقع.

وانتقدت صحف "الخطابات التي تعيد نفسها"، ودعت إلى النظر في مرحلة ما بعد عباس.

"خطابات تعيد نفسها"

يقول خير الله خير الله في العرب اللندنية: "سجّل رئيس السلطة الفلسطينية موقفا، وحقّق نجاحا كبيرا من الناحية النظرية طبعا. أعاد إلى الذاكرة مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت في العام 2002، والتي تضمنت كل الأسس التي يمكن أن تؤمن استقرارا على الصعيد الإقليمي".

لكنه يضيف أن الدعوة لعقد مؤتمر دولي لن تغير من واقع "لا يمكن التحايل عليه" و"فرضته موازين القوى"، ويتساءل: "هل من جهة دولية أو إقليمية على استعداد للقول لواشنطن إن هناك من يريد مؤتمرا دوليا يفرض تسوية على إسرائيل الطامحة إلى تكريس احتلالها لجزء من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".

ويرى عمر حلمي الغول، في موقع نبض الوطن الفلسطيني، أن مبادرة عباس في خطابه تستحق الدعم.

ويقول: "لم ينشد الرئيس أبو مازن للخطاب الشعاراتي، وحرص انسجاما مع رؤيته الاستراتيجية لعملية السلام على محاكاة الواقع بشكل مسؤول. لذا، على الكل الفلسطيني أن يتريث قليلا قبل إصدار الأحكام، ويدقق في الواقع وتشابكاته العربية والإقليمية والدولية، وما يرمي إليه الأطراف الأخرى في المنطقة والعالم، ليكون موقفها موضوعيا ومنسجما مع الأهداف الوطنية".

كما انتقدت نادية عصام حرحش، في رأي اليوم اللندنية، الخطاب. وكتبت تحت عنوان "عباس وغضبه الأممي": "الخطابات تعيد نفسها، والتصريحات لا تتغير كما لا تتغير الوجوه، تهرم فقط، وفي بعض الاحيان، تعود تقريبا من الموت. المتغير الوحيد هو موت القضية الفلسطينية".

"ما بعد عباس"

ويشير فايز أبو شمالة إلى أن الخطاب يعبر عن "الفشل السياسي الفلسطيني في النهوض بالمشروع الوطني". ويربط بينه وبين تصريح كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية العبرية أن الرئيس الحقيقي للشعب الفلسطيني هو وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.

ويقول أبو شمالة، في رأي اليوم اللندنية، إن هذا الفشل بات واضحا "بعد خطاب السيد عباس الباهت واللاهي في فضاء المؤتمرات فارغة المضمون، الخطاب الذي يعلق القضية الفلسطينية على حبال الوهم والتسويف، وبعد تعمد حكومة رامي الحمد الله تجاهل احتياجات أهالي قطاع غزة، وتعمدها إهدار المال العام دون الالتفات إلى تطوير اقتصاد فلسطيني لا يرتبط بالحبل السري الإسرائيلي، وبعد مشاركة الحكومة الفلسطينية حكومة الصهاينة في حصار قطاع غزة، وخنق أطفاله ونسائه، وتشديد الإجراءات العقابية ضد مواطنيه في جريمة يخجل منها كل ذي حس وطني".

ويتخوف حازم عياد، في السبيل الأردنية، من مرحلة ما بعد عباس، ويقول: "النقاش حول مستقبل السلطة ما بعد محمود عباس بات أكثر جدية الآن، ليس فقط بسبب انهيار العملية السلمية، بل لأن الرقم المهم والعراب والمنظر لهذا التوجه في الساحة الفلسطينية بلغ من الكبر عتيا، وبات أكثر عنادا وأكثر تشاؤما من إمكانية الوصول إلى حل سياسي بالأدوات السلمية".

ويضيف: "المرحلة الجديدة لما بعد حقبة الرئيس محمود عباس تثير الكثير من القلق والتوتر، دافعة أطراف المعادلة إلى التفكير الجدي بالمرحلة التي تتبع غياب الرئيس الفلسطيني؛ باعتباره عراب أوسلو، بل المتزعم للحل المرحلي والسلمي".